وسط دموع الحزن وترحيب وارتياح شعبي أدي نائب الرئيس نيكولاس مادورو, الذي اختاره الرئيس الراحل ليكون خليفته, اليمين الدستورية كرئيس مؤقت للبلاد أمام مجلس النواب مساء أمس الأول, وذلك وسط مقاطعة واستهجان المعارضة السياسية واعتبار هذه الخطوة بانها تمثل تزويرا للدستور. وقد خيمت أجواء عاطفية حزينة علي مراسم أداء مادورو اليمين, حيث اعتذر للحاضرين عن الدموع التي ملأت عينيه مؤكدا أن منصب الرئاسة هو حق لقائده الراحل, فما كان من النواب إلا أن انفجروا في تصفيق حاد وهم يهتفون مع شافيز ومادورو فنزويلا في أمان. وأكد مادورو عقب أدائه اليمين أنه طلب رسميا من رئيسة المجلس الوطني للانتخابات الدعوة فورا الي اجراء الانتخابات الرئاسية التي ينص الدستور علي وجوب إجرائها في غضون30 يوما من خلو منصب الرئاسة, والذي خلا بوفاة تشافيز يوم الثلاثاء الماضي. وجرت المراسم الرسمية لتولي مادورو الرئاسة المؤقتة للبلاد وسط رفض واحتجاج من المعارضة, حيث وصف زعيم المعارضة الفنزويلية هنريك كابريلس رئيس البلاد المؤقت نيكولاس مادورو ب الكاذب, واتهمه باستغلال جنازة الرئيس الراحل هوجو تشافيز للدعاية لنفسه.. وأوضح كابرليس- في تصريح نقلته شبكة ايه بي سي الأمريكية- إن المعارضة طلبت من السلطات الفنزويلية حضور جنازة تشافيز إلا أن الرد جاء بأنه من الأفضل عدم الحضور. وأضاف كابرليس أنه توقف عن توجيه الانتقادات للحكومة منذ وفاة تشافيز احتراما لذكراه, لكنه اضطر للخروج عن صمته بعد خروج الأمور عن نطاق السيطرة, مشددا علي أن مادورو ليس منتخبا من قبل الشعب وإنما قام بالقفز علي السلطة. وتؤكد المعارضة أن أداء مادورو لليمين غير دستوري, حيث ينص دستور البلاد الذي أقر عام1999 علي تولي رئيس البرلمان رئاسة البلاد بشكل مؤقت حال وفاة الرئيس المنتخب أو عدم قدرته علي أداء اليمين الدستورية. كما لا يمكن أن يصبح مادورو رئيسا مؤقتا بينما يشارك في الانتخابات المقرر إجراؤها في غضون شهر, خاصة أن الحزب الاشتراكي الذي كان يقوده تشافيز قد اختار مادورو ليكون مرشحه للانتخابات الرئاسية بناء علي اختيار تشافيز نفسه. ومن المتوقع أن تحدد اللجنة العليا للانتخابات في فنزويلا خلال ساعات موعد الانتخابات الرئاسية, وذلك في الوقت الذي ترجح فيه استطلاعات الرأي العام كفة مادورو, والذي تعهد بالتمسك بسياسات تشافيز الاشتراكية. وكانت المحكمة العليا قد وافقت قبل أيام علي شغل مادورو منصب الرئيس المؤقت للبلاد وخوضه لانتخابات الرئاسة في نفس الوقت. والجدير بالذكر أن مادورو كان يعمل سائقا للأتوبيس من قبل, ورئيس أحد الاتحادات العمالية, قبل اختيار تشافيز له لشغل عدد من المناصب الوزارية وكانت فنزويلا قد شهدت أمس الأول مراسم جنازة شعبية حاشدة ومؤثرة للرئيس الراحل, بمشاركة كبار قادة العالم وعدد من نجوم هوليوود الذين أشادوا بولائه وإنجازاته علي مدي14 عاما من الزعامة لفنزويلا