أم أحمد امرأة في العقد الثالث من عمرها بالعمرانية وجدتها تسير علي عكاز وتقف أمام طابور العيش, سألتها عن سر استخدامها لهذه العصا, خاصة أنها في سن الشباب. أجابتني والدموع تنهمر من عينيها قائلة في نبرة حزينة: كنت أسير بجوار الرصيف منذ ثلاثة شهور, وذات يوم لم أشعر إلا والناس من حولي يحملونني في توك توك للذهاب إلي المستشفي لعمل أشعة علي فخذي اليمني بسبب توك توك كان يقوده صبي لايتجاوز12 عاما صدمني صدمة قوية في الرصيف وبعدها لم تتحسن صحتي يوما للأمام. جاء أهله معي الي المستشفي طالبين ان اتسامح في حقي, وبالفعل تسامحت وأصبحت عاجزة عن خدمة الاولاد في المنزل, وأصبح زوجي متضررا من سوء حالتي, وأذهب لشراء الخبز برغم سوء حالتي, واصبحت أكره أي توك توك يسير بجواري وحدثت عندي عقدة نفسية منه.. انتهي كلام أم أحمد الذي ربما يتكرر يوميا بسبب حوادث التكتك الذي يقوده الاطفال ولا يعطون للمرور حقه ويسيرون في عكس الاتجاه بصفة مستمرة دون تعليم أو تدريب أو رخصة قيادة, وإذا تحدث معهم أحد لا ينال منهم إلا الإهانات وربما القتل. أصبح التوك توك بمحافظات مصر قنبلة موقوتة في الآونة الأخيرة, وزادت أعداد المصابين من جرائه بالإضافة إلي عمليات الخطف والمعاكسات وتشغيل السماعات التي ترج الشوارع دون رقيب, فضلا عن خطورته المتمثلة في قيادة صبية له يزيد بسببهم معدل هذه الحوادث والجرائم, فحينما يسير أي إنسان بسيارته, فعليه أن يقف حتي يمر التوك توك وهذا أمر يرفضه الشارع المصري. ويقول هاني حسن محمد صاحب محل إكسسوارات بالعمرانية برغم أن مبيعاتي كلها تشمل قطع غيار التوك توك إلا أنني حينما أركب سيارتي للخروج مع أسرتي لا أستطيع السير في الشوارع لشدة زحام التوك توك, ويقودها أطفال لا نستطيع أن نتعامل معهم؟ ويتساءل هاني متي يتم القضاء علي هذه الظاهرة التي أصبحت خطرا علي كل شوارعنا, فحينما أنزل إلي شارع المستشفي بالعمرانية أجد شللا تاما بهذا الشارع لأنه أكثر من الناس ويقول أحمد محمود السرو سائق تاكسي بالعمرانية, أعمل علي تاكسي اشتريته عن طريق البنك, فوجدت ان معظم الصدمات الموجودة بالتاكسي نتيجة عشوائية التوك توك الذي يقوده صبية, وأصبحت أذهب إلي السمكرية بصفة مستمرة وأتعطل عن عملي بسبب التوك توك الذي يسير في كل اتجاه والمشاجرات اليومية مع سائقيه, بل إن المرور يحاسبنا علي مخالفات لم نرتكبها, وقمت بدفعها دون ارتكاب خطأ, إلا أننا نري التوك توك يسير في كل اتجاه كأمواج البحر دون مراقب وكأنهم ملائكة لايجب محاسبتهم!!. وتقول آمال سيد سليمان وتعمل أمينة معمل بمدرسة وجيه بغدادي الثانوية بنات بالجيزة إنها كانت تنزل من الأتوبيس بالقرب من الرصيف منذ عدة أيام وفجأة جاء التوك توك وكأنه أتي من تحت الأرض وصدمني بالرصيف, وتمزقت عباءتي وحملني سائقه ليوصلني إلي المنزل معتذرا عن خطئه بعد أن وجه إليه كل المارة اللوم وتحميله الخطأ ولولا الناس لفر هاربا. خرجت دعاء الطالبة بمعهد التمريض(17 عاما) بالبحيرة خلال شهر فبراير الماضي من منزلها واستقلت التوك توك وحينما شعر بأن السائق قام بتغيير مساره أخرجت الموبايل من حقيبتها, إلا أن السائق استولي منها علي الموبايل, وأشهر في وجهها المطواة مهددا لها إن أخرجت أي صوت أو استغاثت بأحد, واتجه في طريق يخلو من المارة, وحاول التحرش بها والتعدي عليها وهو في طريقه إلي موقف كوم حمادة, بدمنهور فاصطحبها إلي منطقة إسكان الشباب, إلا أنها صرخت مستغيثة بالأهالي الذين تمكنوا من إنقاذها, وقامت بعمل محضر بالشرطة وتم القبض علي سائق التوك توك.