51 ألف فدان من أراضي إدكو ورشيد, وبعض قري دمنهور, تروي بمياه المصارف الزراعية الملوثة بمياه مجاري القري والمدن, فضلا عن صرف المصانع, والقمامة والمخلفات التي تلقي بها, الأمر الذي تسبب في إصابة زراعات إدكو بتعفن الجذور, وجفاف أشجار الموالح. عن المشكلة يؤكد المهندس طاهر الهواري أن59% من أراضي حوض الرمال1 بإدكو, والمزروعة بأشجار الفاكهة والموالح تروي بمياه مصرف طرد البوصيلي, والذي تقوم محطة الصرف الصحي بمدينة إدكو, بإلقاء مياهها فيه, فضلا عن العشرات من القري التي تصرف مياه الصرف غير المعالجة مباشرة فيه. ويشير إلي فشل المراكز البحثية التابعة لوزارة الزراعة والجامعات في علاج المرض الذي أصاب الجذور بالتعفن, مما دفع الفلاحين إلي تقليع أشجار الجوافة, حاصدين بخسائر فادحة. ويضيف أن المشكلة لاتزال قائمة, ونخشي أن تنتقل إلي باقي أشجار الموالح. أما المهندس صبري دياب, فيؤكد أن إصابة جذور المحاصيل بالعفن تدق ناقوس الخطر, الذي سيتعرض له المواطنون نتيجة تناولهم فاكهة وخضراوات تروي بمياه الصرف الملوثة. ويوضح أن المصرف الخيري, والذي يمتد من دمنهور حتي بحيرة إدكو, عبارة عن قنبلة موقوتة, وبؤرة خطيرة للتلوث, حيث تلقي فيه يوميا عشرات الأطنان من الملوثات, ناهيك عن الصرف الصحي للقري والمدن, وإلقاء البعض للحيوانات النافقة به, ومياهه تنبعث منها رائحة نتنة ويأنف حتي المارة من المرور بجواره. ويؤكد أنه رغم تلوث مياه المصرف, يضطر الآلاف من المزارعين بدمنهور وإدكو إلي ري حقولهم من مياهه لنقص مياه الري في الترع, وعدم وصولها إلي النهايات, ليصابوا بالحكة والهياج الجلدي في الأيدي والأرجل نتيجة ملامسة أيديهم وأرجلهم للمياه الملوثة, ولهذا أصبحوا يحرصون علي ارتداء البوت عند ري الحقول. ويضيف أن مساحات كبيرة من هذه الأراضي التي تروي بمياه الصرف مزروعة بالخضراوات التي تسوق في شوارع ومحال دمنهور. من جانبه أكد المهندس حسين خليف مدير إدارة إدكو الزراعية أن مركز إدكو تبلغ مساحة زمامه58 ألف فدان, ويعد إحدي المناطق الرئيسية التي تفيض بالخير علي المحافظات بإنتاجه الوفير من الموالح والفاكهة, فضلا عن الأسماك.. ويوضح أن محصول الجوافة أصيب قبل فترة ببكتريا النيماتودا, والتي أدت إلي تعفن الجذور وجفاف الأشجار. ويوضح أنه مع تصاعد حدة المشكلة, تمت مخاطبة4 معاهد بحثية في القاهرة والإسكندرية, والتي حضرت بالفعل, وتشكلت اللجان, وتم أخذ عينات من التربة المصابة بالنيماتودا, وخلصت نتائجها إلي أن السبب الرئيسي في المرض هو الري بمياه الصرف الزراعي المخلوطة بمياه الصرف الصحي, إلي جانب غياب شبكة الصرف المغطي, وارتفاع منسوب المياه الجوفية, وتحميل المزارعين لأكثر من محصول في الحقل الواحد, حيث يزرع حقله بأشجار النخيل, وأشجار الموالح مثل الجوافة والمانجو وغيرها, ثم الخضراوات في ذات الوقت. ويتابع قائلا: لم تتوصل المراكز البحثية إلي علاج للمشكلة, إلا التوصية بزراعة أصناف معينة من المحاصيل والأشجار المقاومة للمرض. ويؤكد أن المشكلة تتطلب الإسراع في إنهاء مشروع محطة صرف طابية العبد, والذي سيساعد كثيرا في خفض منسوب المياه الجوفية بالتربة, ويحسن من خواصها, إلي جانب توسعة ومد ترعة هلوتة, بما يمكن المزارعين من ري حقولهم بالمياه النظيفة, ومنع إلقاء الصرف الصحي المباشر في المصارف الزراعية التي تصب في بحيرة إدكو.