كشفت قائمة القوى والتيارات السياسية المشاركة في مليونية اليوم، وتلك المقاطعة لها، عن مدى التباين الذي بدا واضحا فيما بين أهداف ورؤى هذه القوى عشية الانتخابات البرلمانية التي من المقرر أن تنطلق بعد عشرة أيام فضلا عما يعكسه ذلك من تباين المواقف إزاء وثيقة المبادىء الدستورية المقترحة المعروفة إعلاميا باسم "وثيقة السلمي"، والتي لم تنجح الجهود المستمرة حتى مساء أمس في التوصل لحل وسط بشأنها. ويبدو واضحا منذ الوهلة الأولى أن التيار الإسلامي بتنويعاته المختلفة هو الذي يتصدر قائمة الداعين والمشاركين في مليونية اليوم، وإن كانت القائمة لم تخل من عدد من ممثلي التيارات الليبرالية والثورية والشبابية المختلفة حتى وإن تباينت مبررات المشاركة. ويعد حزب الحرية والعدالة "الذراع السياسي لجماعة الأخوان المسلمين" من أبرز المشاركين في مليونية اليوم جنبا مع العديد من أحزاب وجماعات التيار السلفي وحزب الوسط الذي خرج من رحم جماعة الأخوان، كذلك فإن من أبرز المشاركين في المليونية من خارج التيار الإسلامي على اتساعه حركة شباب 6 أبريل جبهة أحمد ماهر وحركة كفاية وما تعرف بصفحة الغضب المصرية الثانية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فضلا عن تأييد المليونية من جانب عدد من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية ومنهم محمد سليم العوا وأيمن نور وحازم صلاح أبواسماعيل وبثينة كامل. وإذا كانت بعض قوى هذا الفريق ترجع دعوتها لهذه المليونية أساسا إلى عدم سحب وثقة السلمي أو إدخال التعديلات المطلوبة عليها، فإن قوى أخرى داخل هذا الفريق كانت حريصة على أن تبين أن مشاركتها في المليونية لا ترجع فقط لمسألة الوثيقة، وإنما لاستخدام المليونية كفرصة للمطالبة بالإسراع بتسليم السلطة للمدنيين وتحديد إطار زمني لذلك والتأكيد على عدم محاكمة مدنيين أمام محاكم عسكرية وغيرها من مطالب ثورة 25 يناير التي يرون أنها لم تتحقق على أرض الواقع.