مع مطلع القرن الحادي والعشرين وبالتحديد عام2001 بدأ العالم الإسلامي يعرف ما يسمي الفضائيات الدينية, التي بدأت بثلاث قنوات في ذلك الوقت, وأخذت تتزايد رويدا رويدا إلي أن أصبحت سماء الإعلام الإسلامي اليوم تتزاحم بالفضائيات باللغة العربية وغير العربية. وبرغم الشعبية والجماهيرية الواسعة التي حظيت بها الفضائيات الدينية في السنوات الأخيرة وما أحدثته من تفقيه الناس بدينهم وتعريفهم بخالقهم, إلا أن نسائم الربيع العربي أضفت علي المشتغلين في تلك القنوات صبغة سياسية بحتة وتسللت إليها برامج التوك شو, وانحسرت البرامج الدعوية في معظمها.. وبرغم أن الأصل في الإسلام أنه لا انفصال بين الدين والسياسة, إلا أن البعض يري أن تغليب البرامج السياسية في القنوات الدينية يعد انحرافا لتلك القنوات عن رسالتها وكأنها باتت تغرد خارج السرب بعد أن كانت تتربع علي وجدانات الناس من ذوي الميول الدينية وأصحاب الفطرة النقية, وهو ما دعا علماء الدين إلي إعادة النظر في برامج تلك الفضائيات حتي لا تفقد مصداقيتها, وتنال من ثقة الناس بالإسلام والإسلاميين. في البداية يوضح الدكتور محمد السيد الجليند استاذ العقيدة والفلسفة بكلية دار العلوم بالقاهرة أن ضبط حركة الشارع في المجتمع مهمة أصحاب الكلمة علي المنابر في كل مكان في المساجد والفضائيات وجميع وسائل الإعلام, مشيرا إلي أنه لا فرق في الإسلام بين الاشتغال بالدين والعمل بالسياسة, أي ليس هناك فصل بين سياسة المجتمع وقوانين الشريعة, ولا يوجد تناقض بين الاثنين, لذا فقد عرف العلماء السياسة الشرعية بأنها سياسة الدنيا في حراسة من الدين, أي كل أمر سياسي يتعلق بحركة المجتمع والعلاقات المتبادلة بين الأفراد والمؤسسات ينبغي أن يكون في حراسة من قوانين الشريعة. ومن ثم فلا حرج علي الدعاة من الحديث في شئون السياسة بشرط أن يكون الداعية عالما بما يقول, خبيرا به, ولا يبني تحليلاته وآراءه السياسية علي شائعات أو كلام مرسل لا أصل له, وما أكثر الشائعات في زماننا, وألا تستخدم المنابر أيا ما يكون نوعها لخدمة فصيل أو حزب بعينه ومهاجمة باقي الفصائل أو تيارات المجتمع بل يجب أن يركز الدعاة إلي الله علي ما يجمع شمل الأمة لا ما يفرقها, وإذا تطرق الداعية لقضية من قضايا الساعة علي الساحة السياسية فعليه أن يتجرد فيما يقول ويوضح للناس الحكم الشرعي في اي مسألة من المسائل بالدليل تأييدا أو رفضا علي المطلق دونما استهداف اسماء بعينها, وألا يروج لأشخاص أو أحزاب بعينها, أو يتدني في أسلوب الدعوة بما لا يليق بالعلماء الدعاة إلي الله, وألا تستخدم منابر الدعوة لتصفية الحسابات. انحسار الدعوة وفي حين يؤيد الدكتور زكي محمد عثمان أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر, الرأي السابق إلا أنه يري أن اشتغال الفضائيات الدينية والإعلام الديني بالسياسة جاء خصما من رصيد الدعوة والدعاة الذين يظهرون في برامجها, مشيرا إلي أن الدعوة أصبحت تتراجع, وأصبحت البيوت كلها سياسة وللأسف هي سياسة يتم تناولها بعيدا عن المفاهيم الدينية الصحيحة والسبل المشروعة لتناول السياسة الشرعية, وكانت النتيجة: سب وقذف, وتقاتل, وبدا الدين ينسل من النفوس والقلوب, لإحالته بهالة قوية من السياسة التي لا تعرف إلا الالتواء واللعن وكراهية الآخر, وأصبحنا نعاني اليوم من كثرة الأبواق السياسية التي تنفخ في نار مستعرة من أجل أن تحرق الأخضر واليابس, ومن الأسف أن تتورط بعض الفضائيات الدينية في هذا المعترك. والمشاهد أو القارئ في النهاية هو الضحية, فكلما أطل علي فضائية دينية وجد مسارها قد تحول, وبدلا من أن يتلقي جرعة دينية تزيد إيمانه وعلاقته بربه, يشاهد معركة علي الهواء. فقد تركنا الدعوة واتجهنا للتشرذم والتحزب, فهذا عراك بين إخوان وسلفيين, وآخر بين سلفيين وجماعات إسلامية, وثالث بين هؤلاء كلهم مع الليبراليين والعلمانيين..وأصبحت ميادين التفرق كثيرة. كل منا يكره الآخر, وتلك طامة كبري..وإذا اختلفنا سياسيا رجع هذا الاختلاف علي الدين وحقائقه, واصبحنا غير متحملي المسئولية لدعوتنا. وقال إنه لا مانع للمؤهلين والمدربين سياسيا من الدعاة من التطرق لأمور السياسة علي منابر الدعوة( المساجد والإذاعات والفضائيات), حتي لا يكون منفصلا عن الواقع, لكن بميزان ومعيار الحق, وأن يكون حديثه وتوجيهه علي المطلق في إطار دعوي بحت بعيدا عن شخصنة الأمور أو الطعن والتجريح في الآخرين من أجل لم شمل الأمة وعدم شق الصف, وأن تتوافر في المشتغلين مؤهلات العمل السياسي والخلفية السياسية الكافية لما يتحدثون عنه وألا يكون التطرق للسياسة في جملته علي حساب البرامج الدعوية التي هي أساس تلك الفضائيات. ذلك أن الإسلام دين عام شامل, فيه اقتصاد واجتماع وسياسة, لكنها السياسة الشرعية المنضبطة بمعايير الشرع وما بها من مصداقية, سياسة تحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم والراعي والرعية, فالإسلام جاء بأفضل نظام سياسي عرفته البشرية, نظام يقاوم الاستبداد السياسي ويقاوم الطغيان ويحترم المعارضة, إذا كانت معارضة إيجابية تدعو للبناء والمصلحة العامة.. أما إذا انحرفت عن هذا الطريق وانبنت السياسة علي التراشق والتنابذ والعنف والتلاعن وكل ذلك حاصل الآن أصبحت السياسة شؤما علي الدعوة وتشويها لها. ويري زكي عثمان أن الإشكالية الكبري في الفضائيات الدينية أن معظم المشتغلين بالسياسة في الإعلام الديني غير خبراء بالعمل السياسي مما قد يعرضهم للتشكيك في الدعوة التي يطالعون الناس عليها في مواضع أخري, ذلك أن السياسة فن لا يجيده كل داعية, وحينما يخفق البعض في مسائل السياسة, وتتحول الدعوة في بعض مواضعها إلي تراشق وتطاول وتصفية حسابات من الخصوم, حينئذ تتحول الفضائيات إلي فضائحيات, ويتهم الإسلام وتتزعزع ثقة الناس بالإسلاميين عامة, ولعل ذلك ما تكتظ به الساحة الإعلامية اليوم. طيب القول وطالب الدكتور زكي عثمان بضرورة العودة إلي طيب وحسن القول والممارسة الدينية التي تجعلنا مستيقظين أمام نهضة علمية إسلامية..وشدد علي إعادة النظر في برامج الإعلام الديني وأن تنقي الدعوة من كل الشوائب التي تشوه رسالتها, وأن نقف علي أرض صلبة لنعرف من نحن وماذا نقدم لإسلامنا لنرضي الله عز وجل ونقوم بواجبنا علي الوجه الذي أراده الله لنا. والذي نستحق به أن نكون خير أمة كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر.. يؤكد المستشار الدكتور البيومي محمد البيومي نائب رئيس مجلس الدولة أن الأصل في الإسلام دين ودولة وعقيدة وشريعة, نظام وأخلاق, سياسة وحكم..وهذا هو الإسلام الوسطي المعتدل الذي يدرس بالأزهر الشريف, والذي عبر عنه القرآن الكريم في قوله تعالي وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا..وهذا ما كان يحرص عليه دوما علماء الأزهر المعتدلون, لكن حينما جاء نظام الحكم في مصر بفصيل إسلامي تم الخلط بين الدعوة والسياسة, وكانت النتيجة أننا لم نصل إلي دعوة حقيقية, ولم نصل إلي سياسة شرعية أو وضعية تصلح وتفيد الناس والمجتمع.. مصالح شخصية ويري البيومي أن السبب في اشتغال الإعلام الديني بالسياسة هو الحرص علي المصالح الشخصية وتقديمها علي المصلحة العامة, فالكل يريد أن يدافع عن حزبه أو فكرته أو وجهة نظره, ولو كان ذلك علي حساب الدعوة أو تشويه صورة الإسلام والإسلاميين, وكانت النتيجة أمرين: حرمان الناس من قسط واف من الدعوة الصحيحة, وتشويه صورة الإسلام بسبب بعض المنتسبين إليه المشتغلين بالسياسة دونما أن يحترفوا التمرس عليها. وعاد البيومي ليؤكد أنه لا انفصام بين الدعوة والسياسة الشرعية السليمة, بضوابها الشرعية لمن يتقنها ويجيد التعامل معها.وأن يكون كل منهما( أي الدعوة والسياسة) في خدمة الآخر, بما يحقق المصلحة العليا للوطن, إعمالا للقاعدة الشرعية التي تقول: حيثما كانت المصلحة فثم شرع الله. وفي ظل المشهد السياسي المرتبك حاليا يري البيومي أنه من الخطأ خلط الدعوة بالسياسة, مشيرا إلي أن للدعوة مجالها وهي عنوان الدين ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة..أما السياسة فهي كما قال الإمام الشافعي: لا سياسة إلا ما وافق الشرع. ويحذر د. البيومي من أن يتورط الاعلام الديني فيما تشهده الأمة اليوم من فتن وخلافات وتشرذم وتناقضات, وذلك بما يحدثه الدعاة الذين لا يجيدون فن السياسة من تأثير سلبي علي المتلقين..ولفت إلي أن ما يتصدر المشهد السياسي حاليا مقدمة لمشروع صهيوني يستهدف تفتيت المجتمع وتقاتل أطيافه وتراشقهم وشيوع سياسة التخوين ونزع الثقة بين الجميع وظهور الميليشيات..ولعل بوادر هذا المشروع الخطير تبدت في ظهور جماعة البلاك بلوك التي ظهرت مؤخرا وكذا في اتجاه بعض المدن إلي الاستقلال كمدينة المحلة وغيرها. تناقض وإشكاليات الدكتور نبيل السمالوطي أستاذ علم الاجتماع, عميد كلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر سابقا, يقول: من المفروض ان كل قناة لها سياسة واستراتيجية معينة وأسلوب معين لتحقيق هذا الهدف..ومن ثم فإنه يجب علي كل قناة أن تلتزم وتحترم الرسالة التي أنشئت من أجلها. وأضاف أن الفضائيات بشكل عام أدت إلي الكثير من الإشكاليات والبلبلة والتصادم في فكر ومشاعر وإحساس المصريين. ولم تسلم من هذا الشرك القنوات الدينية التي انحرفت عن مسارها ورسالتها, والأصل في الفضائيات الدينية أنها للدعوة إلي الله عز وجل, وأن يكون عددها محدودا, فنحن المسلمين في مصر ليست لدينا صراعات مذهبية حتي يكون لكل مذهب قناة, فليست عندنا سنة وشيعة مثلا..لذلك القنوات الدينية من المفترض أن تكون رسالتها واحدة وهي التوعية الدينية بلا مذهبية, فقط نعلم الناس الصلاة والصيام وسائر العبادات والأخلاق والحضارة والتاريخ الإسلامي, وفضل الإسلام علي أوربا والدنيا كلها وكيف أنه يكفل الحريات ويدعو للمساواة والعدالة. أما الاشتغال بالسياسة والبرامج السياسية فتصلح له قنوات أخري وما أكثرها, فالأصل في القنوات الدينية أن تنشغل بالروحانيات والرقائق وتعريف الناس بخالقهم, وألا تتطرق للسياسة في المجتمع حتي لا يؤثر ذلك علي مصداقيتها, فليس من المناسب أن تتطرق لنقد رئيس أو حزب أو تدخل في صراعات حزبية أو مذهبية, فعندما دخلت الفضائيات الدينية في السياسة أفسدت السياسة, بما أحدثته من ارتباك وبلبلة, لأن كثيرا من الشيوخ خلطوا بين أدوارهم السياسية الحزبية وبين رسالتهم الدعوية في المجتمع, كما هو الحال في ردود الفعل علي مواقف بعض المشايخ للأمور السياسية مثل: غزوة الصناديق, قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار, أحزاب الله وأحزاب الشيطان, بالإضافة إلي الفتوي الأخيرة بإهدار دم المعارضة, ناهيك عن تصيد بعض الإعلاميين بعض المواقف وتوظيفها سلبا في برامج التوك شو.. الأمر الذي زعزع الثقة في الإسلاميين, ومن ثم في الإسلام بشكل عام. خطورة التوك شو ويلفت السمالوطي إلي خطورة برامج التوك شو علي المجتمع, لاسيما في القنوات الدينية, وقال إن برامج التوك شو ملهاة ومفسدة للناس لما أحدثته من بلبلة وتقسيم في نسيج المجتمع بين ليبراليين واشتراكيين, حتي إن المسلمين في مصر انقسموا إلي فرق وأحزاب كثيرة جدا. مشيرا إلي أن برامج التوك شو لا تصلح للقنوات الدينية, لأنها ستخرج بها من الوقار إلي الاستهزاء, وستكون النتيجة عزوف الناس عن الفضائيات الدينية بشكل عام وزعزعة الثقة فيمن يتحدث باسم الإسلام. استراتيجية لمجابهة تحديات الإعلام الإسلامي يقدم الدكتور محمد يسري إبراهيم الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح, عضو مجلس الشوري, جملة من التوصيات والمقترحات والتوجيهات, للتغلب علي تلك التحديات وتطوير أداء الإعلام الإسلامي, حيث أكد أن الإعلام الفضائي الإسلامي جهاد دعوي, ومنبر تعليم شرعي, ومنتدي تثقيف إسلامي, ومركز تنمية وتدريب اجتماعي, وحائط صد رسالي ضد التنصير والتغريب والغزو الفكري, والعولمة الثقافية.. كما أنه منوط بالحفاظ علي الهوية الإسلامية في برامجه وأنشطته المختلفة, وهذا يحتم العمل علي ضبط ذلك كله بضابط الشرعية, ولا تستثني من ذلك الأعمال الفنية الدرامية أو الترفيهية; إذ قاعدة الإعلام الإسلامي. الفن من أجل الرسالة. وأشار إلي العناية بالتخطيط الإعلامي بين الفضائيات الإسلامية, والاهتمام بالخريطة الإعلامية للبرامج, وإذكاء روح التعاون والتكامل بين الفضائيات الإسلامية, بما يقدم البديل الإسلامي الناجح للإعلام السلبي والمنفلت..مشددا علي دعم قضايا الأمة الإسلامية عامة, والأقليات المسلمة في العالم علي وجه الخصوص, وإيجاد الحلول لمشكلاتها من خلال برامج الفضائيات الإسلامية. كما طالب الفضائيات الدينية بأن تتعاون في توفير الموارد البشرية المدربة, من خلال بيئة العمل الواقعية, وبرامج التدريب المميزة في مختلف القطاعات الإعلامية.مع الاهتمام بالشرائح النوعية; كالطفل, والشباب, والمرأة وإيجاد برامج متميزة علميا وفنيا, إضافة إلي التخصص في القنوات الإسلامية. ومخاطبة غير المسلمين بمختلف اللغات بأسلوب عقلي وجداني غير مستفز, وإبراز محاسن الإسلام في عقيدته وشريعته وأخلاقه.مع ضرورة الحرص علي الخروج من دوائر التبعية الحزبية والمذهبية والسياسية, والانتماء إلي الإسلام بمنهجه السليم البعيد عن من لوثة الشبهات, ونزغة الشهوات. ودعا د.محمد يسري إلي تقويم التجارب الفضائية الإسلامية تقويما دوريا, بشكل متكامل فنيا وإداريا; لاعتماد الأكمل والأفضل, وتسديد المسيرة الإعلامية المعاصرة. ومراعاة تجويد الخطاب الإعلامي الإسلامي المعاصر, وترقيته في الأسلوب والمضمون والوسيلة, مع الالتزام بالاعتدال والوسطية, وتأصيل التخصص ومجافاة السطحية والارتجالية. وطالب بوضع دستور للإعلام الإسلامي بالتعاون مع الجهات الشرعية في العالم الإسلامي, والمؤسسات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية.مع إنشاء أقسام الإعلام الإسلامي في كليات الإعلام في العالمين العربي والإسلامي, إضافة إلي إنشاء معاهد إسلامية; لإعداد الكوادر الإعلامية المميزة فنيا, والمثقفة إسلاميا. وطالب كذلك بإطلاق مراكز للبحث الإعلامي الإسلامي, تعني بدراسات الإعلام, وعلم النفس الإسلامي, كما تعني بدراسة حالة الإعلام, وتعمل علي تطويره وتنظيم خطواته,بالإضافة إلي تشكيل هيئات لجان مراقبة وإشراف شرعي علي هذه القنوات; أسوة بما تعمله المصارف الإسلامية من إنشاء هيئات للرقابة الشرعية; لتدارك الثغرات, والتنبيه علي الأخطاء, وإبداء الرأي في المستجدات والنوازل ذات الصلة بالمجال الإعلامي. وكذا إطلاق قمر صناعي إسلامي تبث فضائياته إلي معظم أرجاء المعمورة, ويشرف رساليا علي الفضائيات المرتبطة به, وإنشاء قنوات فضائية إسلامية وقفية من قبل الدول الإسلامية, تقوم علي خطاب غير المسلمين باللغات الحية المتعددة, وتعمل علي إبراز الهوية الإسلامية النقية, وتؤدي دور السفارة الدعوية والحضارية عن الأمة الإسلامية, مع تكوين رابطة للفضائيات الإسلامية, تعمل علي تحقيق غايات التعاون والتكامل والتناصح بين الفضائيات, والإمداد بالكفاءات وتبادل الخبرات. ودعا محمد يسري إبراهيم إلي عقد مؤتمر سنوي للإعلام الإسلامي, تدعو إليه المنظمات الإسلامية العالمية; كرابطة العالم الإسلامي, أو منظمة المؤتمر الإسلامي, أو البنك الإسلامي للتنمية; وذلك لبحث وتدارس قضايا الإعلام في الإسلام, ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية, وتحقيق الطموحات, وإنشاء مجلس علمي شرعي إعلامي, ينظر في قضايا وسائل الإعلام الإسلامي المعاصر; لتصدر عنه الفتيا الإعلامية, في مثل أحكام المرأة في الإعلام, والتصوير, والموسيقي, والمؤثرات الصوتية, وغيرها من المسائل الإعلامية الفقهية. واقترح أيضا تدريس مادة بعنوان: فقه الإعلام في الإسلام, أو ما لا يسع الإعلامي جهله بكليات وأقسام الإعلام بجامعات العالم العربي والإسلامي, وتدريس مادة مقترحة بعنوان: فنون الإلقاء والتأثير الإعلامي, أو مدخل إلي الإعلام الإسلامي في الكليات الشرعية واللغوية كافة. ودعا المصارف الإسلامية والمؤسسات الاقتصادية الإسلامية لدعم إنشاء القنوات الفضائية- كليا أو جزئيا- والمشاركة في تنمية مسيرتها.مع التوسع في إنشاء القنوات المتخصصة في المجالات الاجتماعية والتربوية, والاقتصاد الإسلامي والتنمية البشرية, وإنتاج البرامج النوعية التخصصية, من خلال إنشاء شركات محترفة للإنتاج الإعلامي التليفزيوني; بحيث تحدث نقلة نوعية تعمل علي تغيير نمط الإنتاج جهة الأفضل والأكمل.