فيما اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش النظام السوري بإطلاق أربعة صواريخ باليستية علي الأقل علي مناطق تسيطر عليها المعارضة في محافظة حلب خلال الشهر الجاري, كشفت صحيفة واشنطن بوست أن البيت الابيض يدرس تغييرا كبيرا في استراتيجيته في التعامل مع المعارضة في الوقت الذي وقعت فيه اشتباكات عنيفة في عدد من المدن والبلدات قرب دمشق بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها الكاملة علي محيط العاصمة. وأوضحت المنظمة, ومقرها نيويورك, أن ذلك القصف الصاروخي أسفر عن مقتل أكثر من141 شخصا بينهم71 طفلا.وقال أولي سولفانج الباحث في شئون الطوارئ بالمنظمة, أنه زار المواقع الأربعة, وأكد أنها جميعا مناطق سكنية ولا يوجد فيها أي مؤشر علي احتوائها علي أهداف عسكرية.وأشار إلي أنه سبق أن زار مواقع تعرضت لهجمات في سورية, ولكنه لم ير مثل هذا الدمار من قبل. ويأتي تقرير المنظمة فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن المواقف المتشددة بين جماعات المعارضة تعرقل مشاركتها في مباحثات مع الحكومة. ومن المقرر أن تجتمع المعارضة السياسية في اسطنبول لاختيار رئيس للوزراء في الحكومة الانتقالية التي يفترض أيضا أن تختار وزيرا مدنيا للدفاع لتشكل بذلك الهيكل الأساسي لدولة وجيش في المستقبل. في هذه الأثناء, كشفت صحيفة واشنطن بوست أن البيت الابيض يدرس تغييرا كبيرا في استراتيجيته في اطار الحرب في سوريا, حيث قد تقدم الولاياتالمتحدة مساعدات مباشرة غير قاتلة الي المعارضين المسلحين علي غرار سترات واقية من الرصاص واليات مصفحة وتدريب عسكري. ونقلت الصحيفة عن مسئولين امريكيين واوروبيين ان واشنطن قد تقدم المساعدات الانسانية مباشرة الي ائتلاف المعارضة السورية. إلا أن الصحيفة أضافت ان ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما ما زالت ترفض تقديم اسلحة مباشرة الي المعارضين المسلحين.واوضحت ان وزير الخارجية الجديد جون كيري سيبحث خلال أيام مع حلفاء واشنطن هذه الاقتراحات الجديدة في سلسلة اجتماعات في اوروبا والشرق الاوسط في اطار جولته الخارجية الاولي منذ تولي منصبه.ومن جهتها, نشرت قناة سي ان ان علي موقعها معلومات مماثلة حول هذه الاستراتيجية الجديدة. وذكرت ان الولاياتالمتحدة تنظر في امكانية رفع القيود المفروضة علي تزويد المعارضين السوريين بمعدات مزدوجة الاستعمال( مدنيا وعسكريا). ميدانيا: وقعت إشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة السورية والقوات النظامية في عدد من المدن والبلدات قرب دمشق, ردت علي إثرها قوات الرئيس بشار الأسد بقصف مدينة داريا بالصواريخ والمدفعية الثقيلة. كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن إشتباكات مستمرة وقعت في مدينة الزبداني وعلي اطراف مدينة زملكا, وعلي الطريق السريع الذي يفصل بين دمشق وريفها من جهة الشرق والجنوب. من جانبها, وكالة الأنباء السورية( سانا) أن وحدات من الجيش السوري لاحقت أفراد المجموعات المسلحة في مدينتي داريا والنبك وأوقعت العديد من أفرادها قتلي ومصابين ودمرت آلياتهم وأسلحتهم وأدواتهم الإرهابية. ونقلت سانا عن مصدر مسئول قوله إنه تم تدمير سيارة محملة بالأسلحة والذخيرة قرب محطة القطار في مدينة داريا إضافة إلي القضاء علي عدد من القناصين جنوب ساحة شريدة في المدينة. وأضاف المصدر أن وحدة من الجيش السوري اشتبكت مع مجموعة مسلحة في محيط مقام السيدة سكينة وأوقعت جميع أفرادها بين قتيل ومصاب بمن فيهم زعيم المجموعة ويلقب ب ذو النورين. وفي حلب: قتل6 مقاتلين معارضين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل في ريف حلب. وقد أعلنت سانا أن مسلحون فجروا بعبوة ناسفة السور الجنوبي للجامع الأموي الكبير بحلب ما أسفر عن وقوع أضرار كبيرة. ونقلت سانا عن مصدر مسئول قوله إن إرهابيين فجروا أمس الأول عبوة ناسفة عند السور الجنوبي للجامع الأموي الكبير بمدينة حلب ما أدي إلي وقوع أضرار كبيرة في السور والمنطقة المجاورة.