دائما القرى والعزب والنجوع هى أخر ما يفكر فيها المسئولون، وكأن من يعيشون بها ليسوا مواطنيين مصريين كأمثال من يعيشون بمدن محافظات مصر. برغم أن هذه القرى هى التى تنجب العلماء والزعماء وعباقرة مصر على مر التاريخ.. وكانت قرية الإخيوة التابعة لمركز الحسينينة محافظة الشرقية أكثر القرى على مستوى الجمهورية إهمالا وسقوطا من حسابات المسئولين،ونموذجا صارخا للتهميش منذ زمن، برغم أن الإخيوة هى الأعلى على المحافظة فى نسبة التعليم الجامعى، بل والقرية الوحيدة على المحافظة التى تتمتع بكم كبير من المناصب المهمة.. مستشارون وقضاة وصحفيون ودكاترة وأساتذة جامعات وضباط شرطة وحربية ووكلاء نيابة، كل المراكز والوظائف المهمة تجد أبناء هذه القرية فيها ولهم بصمة فى أى مكان يعملون به. ومنذ أيام قليلة حدث بها حادث مروع،يعد أبشع الحوادث فى مصر حدوثا بعد الثورة، حيث قام طالبان فى الثانوية بخطف زميلهم وطلبوا فدية من والده لإطلاق صراحه، واستجاب الوالد قهرا لمطلبهم وأعد المبلغ وذهب لتخليص ابنه، لكنأثناء ذهابه إلى المكان والزمان المحددين اعترض طريقه بلطجية وأخذوا منه السيارة بما فيها من فلوس وتركوه، وعندما عاد إلى القرية عرف أن ابنه تم قتله، وأن بعض شباب القرية توصلوا لخاطفيه ودلوهم على مكان دفن ابنه، وذهبوا وأخرجوه، وعندما عادوا بجثته كان بعض بلطجية القرية قد تزعموا الموقف وقاموا بربط الطالبين زميلى المخطوف فى سيارة نقل وجرجروهما فى شوارع القرية، ثم بعد ذلك قاموا بإشعال النار فيهما وهما أحياء، ثم قاموا بتعليقهما على أعمدة الكهرباء فى مدخل القرية. حدث كل ذلك على مرأى ومسمع من ضباط مركز شرطة الحسينية التابع له القرية دون أى تدخل منهم سواء بالبحث الجاد عن المخطوف قبل قتله أو السيطرة على الموقف قبل اشتعاله، وكانت النتيجة أن تحولت البلدة الطيبة الهادئة إلى شعلة نار وغضب.. لا تعرف طيبة ولا رحمة ولا عقل؛ لأن رجال مركز الشرطةوكبار القرية دائما يقفون يتفرجون من بعيد كعادتهم، برغم أنهم يمتلكون سطوة وسلطة تمكنهم من احتواء أى أزمة أو مشكلة، لكن برودهم وسلبيتهم وتخازلهم جعلتهم يتابعون نار الفتنة المشتعلة بين القرية والبلدة المجاورة دون أن يهتز لهم جفن. يا سيادة وزير الداخلية.. ويا محافظ الشرقية.. ويا مدير أمن الشرقية.. قرية الإخيوة يعيش فيها أكثر من 50 ألف فرد، يتحكم فيها أربع عائلات بعصبيتهم وسطوتهم، ولا يقدمون لها إلا الشر؛ لأن خلاف أهل القرية مع بعضهم يعود عليهم بالفائدة، حيث تعد قرية الإخيوة (كعكة الانتخابات البرلمانية) بالدائرة، لأن بأصواتها تتغير خريطة الانتخابات.. وكان مخطط لها أن يقام بها مركز شرطة، ولو فتحتم الأدراج القديمة بالوزارة ستجدونه، لكن هذه العائلات وأعضاء مجلس الشعب منعوا تنفيذ بناء المركز باتصالاتهم وعلاقاتهم؛ لتبقى (الكعكة) لهم، على حساب أمن أهل القرية، فلا توجد أى نقطة نظام شرطية، ولا حتى (الغفر) التابعين للعمدة (الورقى).. نرجو من سيادتكم سرعة النظر فى بناء مركز شرطة بالقرية ليصبح فيها أمن ونظام وأمان.