حققت البرازيل طفرة إقتصادية هائلة لتكون الإقتصاد الخامس علي مستوي العالم من حيث الحجم, كما أن البرازيل النجم البارز في مجموعة دول أمريكا اللاتينية, وتتميز بعلاقاتها الدافئة بمصر وبمختلف دول العالم النامي. وفي القاهرة عقد أمس السفير ماركو براندو سفير البرازيل في مصر مؤتمرا صحفيا علي شرف بعثة دبلوماسية برئاسة السفير روبرتو أزفيدو مرشح البرازيل لمقعد مدير عام منظمة التجارة العالمية. وبهذه المناسبة كان هذا الحوار مع السيد ماركو براندو سفير البرازيل في القاهرة والذي تباحثنا فيه مختلف نقاط التعاون المستقبلي بين البلدين.. . بداية سيادة السفير.. ترأس البرازيل الأن السيدة ديلما روسيف, فكيف تري البرازيل في ظل قيادتها؟ وما هو وضع المرأة في البرازيل؟ .. رئيستنا محبوبة ومعروفة علي المستوي الشعبي, ولكنها في ذات الوقت تتمتع بشخصية قوية في إدارة البلاد والبرازيل سعيدة بها حيث حققت نقلات مهمة إقتصاديا وسياسيا, وإختيار سيدة لرئاسة البرازيل له أيضا معان عديدة من حيث تطور دور المرأة في البرازيل من حيث تقلد المناصب والقدرة والشعور بالمسئولية. . علي المستوي السياسي والإقتصادي خطت البرازيل خطوات مهمة نحو الديمقراطية والنمو الإقتصادي كيف تري ذلك؟ .. نجحنا في الإنتقال من الحكم العسكري للحكم المدني بأسلوب ديمقراطي هادئ, ووصلنا إلي تطبيق الديمقراطية بمعناها الحقيقي, فلدينا برلمان قوي ونشط, ولدينا سياسات كفء في محاربة الفساد, كما أن لدينا صحافة حرة ونشطة وتتميز بالشفافية. وعلي المستوي الإقتصادي وصلنا للمرتبة السادسة من حيث الناتج المحلي اإجمالي الذي يزيد علي تريليوني دولار عام2011, والخامسة علي مستوي العالم من حيث المساحة, وهناك عملية إصلاح مستمرة خاصة علي صعيد الإنتاج والتصنيع الزراعي, وتعد البرازيل من أكبر المصدرين علي مستوي العالم للطائرات والسيارات, والتكنولوجيا. أيضا البرازيل أكبر قوة زراعية علي مستوي العالم. ومؤشرات الإقتصاد قوية فقد بلغت الإحتياطيات من النقد الأجنبي375 مليار دولار, ومعدل البطالة5.4%, ومعدل التضخم5%, والإستثمار الأجنبي المباشر64 مليار دولار. . البرازيل من أكثر الدول نجاحا في محاربة الفقر, فهل هناك نصائح خاصة لمصر في هذا المجال؟ .. لدينا نماذج ناجحة في الحماية الإجتماعية, فهناك ملايين من الفقراء تم إدماجهم في عملية التنمية, وفي الإقتصاد الرسمي, ومن ثم فإن معدلات الفقر تتناقص بسرعة شديدة في البرازيل, وتعد قصة نجاح وتحول سريع وعميق. بالطبع نحن مدركون بل وملتزمون بمزيد من الجهد في هذا المجال, وخاصة علي صعيد السياسات الإجتماعية التي تساعد الفقراء علي التحول من مرحلة الفقر إلي مرحلة الكفاية, والحكومة تقوم بدور جيد في هذا المجال, وايضا المجتمع المدني يشارك بفاعلية. . كيف تري مصر بعد الثورة؟ .. أنا لست متشائما بل متفائل للغاية بمستقبل مصر, فهناك بعد الثورة مناخ حيوي ونشط, وتحرك نحو الديمقراطية, ومن الطبيعي أن تمر البلاد بمرحلة من عدم الإستقرار, ولكن مصر دولة كبيرة وقوية, وذات كثافة سكانية كبيرة, ومن الصعب ألا تنجح. . هل وثقتم علاقاتكم بالحكومة الجديدة بعد الثورة؟ .. لدينا علاقات طيبة للغاية بالحكومة المصرية, ولدينا إتصالات مباشرة, والرئيس محمد مرسي إلتقي بالسيدة ديلما روسيف رئيسة البرازيل في نيويورك علي هامش إجتماعات الأممالمتحدة, وهناك رغبة قوية لدي رئيسة البرازيل لزيارة مصر, وذات الامر بالنسبة للرئيس محمد مرسي, وسنعمل علي ترتيب زيارات رئاسية متبادلة في أقرب وقت مناسب. . ما رأيك في العلاقات الإقتصادية بين البلدين وخاصة علي صعيدي التجارة والإستثمار؟ .. هناك نشاط تجاري كبير بين البلدين, وهناك سياحة برازيلية في مصر, فقط نحتاج لمزيد من الدعاية عن مصر في البرازيل. وعلي المستوي التجاري هناك العديد من الإتفاقيات لتشجيع التجارة بين البلدين. وعلي مستوي الاستثمار هناك إستثمارات برازيلية كبيرة في مصر, واذكر مشروع كبير لإنتاج الأسمنت. . هناك مرشح من البرازيل لمنصب مدير عام منظمة التجارة العالمية, لماذا؟ وهل لديكم تصور لسياسات تحقق شروط التجارة العادلة بالنسبة للدول النامية؟ .. مرشحنا السفير روبرتو أزفيدو يعد من أفضل الشخصيات التي تفهم في موضوع التجارة العالمية, وهو ممثل البرازيل في المنظمة, وعمل بهذا المجال أكثر من16 عاما, ونتطلع لهذا المنصب ليس لمصلحة البرازيل, ولكن لفائدة العالم ككل, فنحن بلد لديه علاقات تجارية ناجحة للغاية مع مختلف دول العالم, ولدينا رؤية في هذا المجال, فنحن نرغب في شروط تجارة عادلة لكل الأطراف, ليس فقط لحماية حقوق الدول النامية, بل أيضا لأن الشروط العادلة للجميع ستصب في الأساس لمصلحة الدول المتقدمة. وهناك العديد من المرشحين لهذا المنصب, والذي يتم التعيين فيه وفقا للكفاءة, وتوافر المعايير المطلوبة في المرشح. إن السفير روبرتو أزفيدو لديه تصور ورؤية لكيفية تحقيق النجاح في الحوار بين الشمال والجنوب, وتطبيق قواعد أكثر عدالة فيما يتعلق بالتجارة التي ستحقق النفع للإقتصاد العالمي ككل. . علي الصعيد الاقتصادي نجحتم في التخلص من عبء الديون الرديئة. كيف فعلتموها؟ .. من خلال سياسات مالية ونقدية فعالة, وبتحقيق الإستقلالية التامة للبنك المركزي, ووضع ضوابط للاقتراض بهدف التنمية, وتحرير التعاملات. الان لدينا إحتياطي ضخم من النقد الأجنبي, ومشكلة الديون الرديئة أصبحت من الماضي. والحقيقة أن قصة النجاح الإقتصادي ترتبط بسياسات إجتماعية ناجحة دعمت الإقتصاد. . رسالة أخيرة للمصريين؟ .. نحن نحبكم, ونرغب في صداقتكم الدائمة, ونتمني لمصر وشعبها كل الخير.