الحكومة المصرية لاتراعي كرامة الحجاج المصريين وبالتالي أنا لست حريصا عليهم هذه الكلمات الصادمة قالها أحد المسئولين في مكتب للطوافة بمكة المكرمة، والتي تعمل علي استضافة الحجاج في المشاعر لأحد أفواج الحجاج المصريين..مؤكدا أن شركات السياحة الوهمية التي تقوم بالنصب علي حجاج بيت الله الحرام هي السبب في كل الأزمات التي يواجهها الحجاج المصريون. ويؤكد حمدي عيسي المسئول بمكتب الطوافة أن هناك العشرات من الحجاج المصريين الذين تعرضوا لعمليات النصب هذا العام منهم من دفع مبالغ تتراوح بين14 ألف جنيه و105 آلاف جنيه, وفوجئوا منذ اللحظة الأولي لدي وصولهم الي المطار بأنهم تعرضوا للاحتيال والنصب ولاتوجد أية ترتيبات لهم فيما يخص الإقامة كما وعدهم السماسرة وأصحاب الشركات السياحية, بأنها تطل علي المسجد الحرام مباشرة والخيام المتميزة في مني وعرفات والتنقلات والوجبات, لكنهم لم يجدوا أي شيء من هذه الوعود علي أرض الواقع. مشيرا إلي أنه كانت هناك أكثر من خمس شركات سياحية تعمل هذا العام علي سرقة الحجاج والنصب عليهم, جميعها شركات وهمية, كانت توجد بأسمائها فقط داخل المشاعر المقدسة ولكنها لاتقدم أي خدمات. ويؤكد حمدي عيسي المسئول بشركة الطوافة أن أزمة الحج التي وجدت هذا العام هي عملية ضمير, اعتقدنا أنها انتهت بعد ثورة25 يناير, لكن الواقع غير ذلك نتيجة لعدم قيام وزارة السياحة المصرية بدورها المنوط بها في إحكام قبضتها علي شركات الحج العاملة هذا العام. مطالبا بضرورة أن تلزم الوزارة جميع شركات السياحة التي تقوم بتنظيم رحلات الحج بدفع تأمين قدره5 ملايين جنيه يمكن من خلاله للمطوفين أن يتعهدوا بخدمة الحجيج في حال تعرضهم لوقائع النصب والاحتيال. وذكر عيسي العديد من الأمثلة للحجاج الضحايا قائلا: إنه يوجد داخل المخيم من دفع78 ألف جنيه, وظل ينتظر في المطار الشخص المسئول عن استقباله والذي أخبرته به الشركة السياحية, لكنه لم يأت فتم تسكينه في مخيمات الحجاج الفرادي الذين لم يدفعوا شيئا. وأشار إلي أن هناك اكثر من لجنة داخل المخيم يسكنها هؤلاء الحجاج الضحايا. وأشار أحد الحجاج السودانيين الذي التقيناه إلي أن أسعار الحج في مصر هي من أغلي الأسعار في العالم, رغم ان الحكومة السعودية تمنح التأشيرات لمصر دون مقابل مقارنا بأسعار الحج التي يدفعها السودانيون والتي تتراوح بين800 و4 آلاف دولار للحج الفاخره وإقامتهم المتميزة في الفنادق القريبة من الحرم وفي المخيمات بالمشاعر المقدسة. وألقي أحد المطوفين طلب عدم ذكر اسمه الضوء أيضا عي حجاج دول ماليزيا وإندونيسيا وباكستان وإيران بالإضافة إلي الصين صاحبة أصغر بعثة حج, مشيرا إلي التنظيم الدقيق والحج المتميز الذي يجده حجاج هذه الدول التي تحافظ علي كرامتهم, ولايواجهون أية متاعب في أثناء موسم الحج. وأوضح علي وجه التحديد تجربة الحجاج الإيرانيين الذين يبلغ عددهم هذا العام102 ألف حاج تهتم بهم بلدهم وأنهم أتوا مقابل أسعار رمزية للحج وتم منحهم جميعا تذاكر قطار المشاعر مجانا للتنقل بين مني وعرفات, بينما غالبية الحجاج المصريين لم يتسن لهم استخدام هذا القطار. وأشار عيسي إلي أن حالة الفوضي التي شهدتها حالات الحج هذا العام كانت سببا في ارتفاع عدد الوفيات بين الحجاج المصريين هذا العام إلي أكثر من42 حالة وفاة معظمهم من كبار السن. يأتي ذلك في الوقت الذي انتقد فيه الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي أداء جميع بعثات الحج المصرية وتحديدا حج القرعة, متهما المسئولين والمشرفين بالتقصير في حق الحجاج وعدم خدمتهم, مما يتطلب إعادة النظر في ماهية المشرفين علي هذه البعثات. وطالب عيسي في النهاية بضرورة إشراف وزارة السياحة ومنظمات المجتمع المدني علي بعثات الحج بدلا من الداخلية ضمانا لمراعاة الحجاج المصريين بشكل لائق في المشاعر المقدسة.