صديقي العزيز عبدالفتاح صلاح فقد بطاقة الرقم القومي وكمواطن صالح في مصر قرر الذهاب إلي قسم الشرطة لتحرير محضر لإثبات فقدانه البطاقة خشية وقوعها في يد مجرم أو مزور ويصبح متهما في يوم من الأيام. وبرغم معرفته الوثيقة لمأمور القسم إلا أنه قرر أن يتعامل بلا واسطة فنحن في عصر الثورة والتغيير للأفضل، دخل عبدالفتاح إلي القسم وتوجه للضابط في غرفة خدمات المواطنين مطالبا بتحرير محضر فقدان البطاقة فرد عليه الضابط: ليست هناك ضرورة لتحرير محضر ممكن تأتى القسم غدا وستقوم بتحرير استمارة تأخذها للسجل المدني لعمل بدل فاقد. عبدالفتاح: ولكنني أريد تحرير محضر حتى لا أتعرض للمساءلة القانونية إذا وقعت في يد مجرم أو غيره. الضابط: صدقني المحضر لن يفيدك في أي شيء. وأمام إصرار عبدالفتاح في تحرير المحضر والرفض القاطع للضابط بتحرير المحضر تدخل أحد أمناء الشرطة مستغربا: أنت مهتم ليه بالمحضر قلنا لك أنه لن يفيد ونحن لا نقوم بعمل محاضر حاليا ثم توجه بالكلام لأحد الأشخاص قائلا له: الأستاذ أمامك محامي اسأله هل هناك ضرورة للمحضر سيقول لك لا.. رفض صديقي تدخل المحامى مصرا على تحرير المحضر وأمام إلحاحه الشديد قام أمين الشرطة باستخراج دفتر رسمي لديه وقام بتحرير مجموعة بيانات بخط غير واضح تماما وفي النهاية طلب من صديقي التوقيع عليه وعندما سأله عن هذا المستند أجابه أمين الشرطة: هذا دليل علي فقدانك البطاقة ونحتفظ به لدينا في حالة حدوث أي شيء ضدك. عبدالفتاح: ولكن أنت لم تسألني مكان أو زمان فقدان البطاقة. أمين الشرطة : هذه بيانات غير مهمة. وأمام رفض صديقي التوقيع سأله سيادة الأمين: متى فقدتها يا سيدي. صديقي: منذ ثلاثة أيام . فصاح الأمين: ولماذا لم تبلغ طوال هذه الفترة فأنت في هذه الحالة مذنب وتقع تحت طائلة القانون. أحس صديقي أنه شارف علي احتجازه داخل القسم بعدة تهم قد لا تحصى ولا تعد فسارع إلي تليفونه المحمول متصلا بصديقه مأمور القسم وبادره بسؤال: هل من الضروري تحرير محضر في حالة فقدان البطاقة الشخصية . أجابه المأمور: بالطبع نعم . فحكي عبدالفتاح لصديقه المأمور ما حدث فطلب منه أن يكلم الضابط الموجود والذي أخذ يكرر عدة مرات: حاضر يا فندم.. وفى لحظات تم تحرير المحضر. تعجب صديقي وسأل الضابط: لماذا تتعاملون بهذه الطريقة مع المواطنين؟ رد الضابط: نحن متعبين جدا، الجرائم أصبحت كثيرة والمواطن يرفض التعاون معنا.. فنحن نرد له سلوكه. صديقي: ولكن أنتم السبب. الضابط: لا بالطبع أنتم السبب. دخل صديقي في حوار جدلي مع الضابط محاولا إثبات أن الشرطة هي التي أساءت استخدام سلطاتها ولكن الضابط يصر أن الشرطة تقدم أرواحها من أجل الشعب والفاسدون هم فئة قليلة داخل جهاز الداخلية مثله مثل أي جهاز.. استمر النقاش والجدل ولم يتم التوصل للسبب الحقيقي لهذا الانفلات. أحس صديق أنه جدل عقيم عندما دخل مواطن يبلغ عن سرقة سيارته ويرغب في تحرير محضر فكانت إجابة الضابط صريحة: "مفيش محاضر عندنا " المزيد من مقالات عادل صبري