من أصعب ألوان القسوة التي يعانيها المبدعون كتابا كانوا أو أدباء, شعراء أو ملحنين وروائيين أن يشعروا بالغبن الذي يقع عليهم من بعض الجهات التي تستغل مصنفاتهم الفنية وابداعاتهم الأدبية وتبثها من خلال وسائلها الإعلامية وتحقق من ورائها مكاسب وثروات مادية طائلة دون أن تدفع المقابل المادي لأصحاب هذه الحقوق خاصة لورثة هؤلاء الرواد من كبار الشعراء وأساطير الموسيقي الراحلين الذين تركوا لنا هذه الكنوز الثرية من الإبداعات الغنائية التي أثرت وجدان الأمة العربية لسنوات طويلة والمعاصرين أمد الله في أعمارهم لكي يقدموا لبلادهم ابداعات أكثر وأكثر. وتجاهد جمعية المؤلفين والملحنين التي يرأسها الموسيقار محمد سلطان وهو محام في الأصل يعرف جيدا حقوق المؤلف كما درسناها نحن خريجي كليات الحقوق ضمن مواد القانون المدني ولا يتواني في تحصيل هذه الحقوق من هذه الجهات لأصحابها خاصة السيدات الأرامل اللائي ترك لهن أزواجهن هذا الكم الكبير من الإبداع الراقي, وكذلك المعاصرون من كبار السن الذين يعانون أمراض الشيخوخة ويحتاجون لهذا المقابل المادي الذي يواجهون به الحياة الصعبة والارتفاع الجنوني للأسعار وينفقون منه علي ظروفهم الصحية المتدهورة وهو جانب انساني يسعي رئيس الجمعية لتحقيقه, ويضعه علي رأس قائمة اهتماماته. وقبل ان نخوض في هذه الحقوق الضائعة وجهود الجمعية لتحقيقها بشكل حاسم بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وفي ضوء أحد المبادئ الأساسية التي قامت من أجلها الثورة وهو مبدأ العدالة الاجتماعية, نعرض بعض ملاحظاتنا بشأن الجهات المعنية بدفع هذه الحقوق لأصحابها مع بعض مقترحات لدعم رسالة الجمعية وكيفية مساندة بعض الوزارات لها خاصة وزارتي الإعلام والثقافة ليحقق هذا الهدف وذلك علي النحو التالي. الفضائيات: يوجد لدينا الآن نحو35 فضائية تبث علي شاشاتها بصفة يومية وليل نهار المصنفات الفنية الموسيقية والغنائية والأفلام والمسلسلات الدرامية بما تتضمنه من شق موسيقي غنائي ومطلوب منها دفع المقابل المادي للجمعية لتقوم بدورها بتوزيعه علي اصحابه كحقوق اداء التي قررها قانون الملكية الفكرية رقم82 لسنة2002 وطبقا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين في مصر وتقوم بموجبها بالاتفاق مع جمعية المؤلفين العالمية في باريس بتحصيل هذه الحقوق. ومن المعروف ان هناك فضائيتين فقط تلتزمان ببيع حقوق الاداء الفني للجمعية بانتظام وهما روتانا وايه آر تي رغم الظروف الاقتصادية الراهنة وهو ما تقدره الجمعية وتحترم فيهما هذا الألتزام الذي نتمني ان تسلكه باقي الفضائيات في الأيام المقبلة. شركة جوجل العالمية: يحسب لمجلس الجمعية برئاسة سلطان تعاقده مؤخرا علي الموقع العالمي جوجل لسداد حقوق اعضاء الجمعية, وهي خطوة في غاية الأهمية ستكون لها نتائجها الايجابية المثمرة فيما يتعلق بتحصيل هذه الحقوق في حينها وتوزعها الجمعية بدورها علي اصحابها, وتعتبر ايضا خطوة غير مسبوقة لتعويض الخسائر المادية التي لحقت بالجمعية نتيجة ضرب السياحة وتوقف كثير من الجهات والأماكن التابعة للسياحة عن سداد هذه الحقوق وبالتالي حرمان أصحاب هذه الأعمال من حقوقهم العلنية,ويتمثل الجانب الايجابي في هذه الخطوة البناءة في مواكبة الجمعية للتطور العالمي الذي يتجه الآن لكي تحل شاشة الكمبيوتر محل شاشة الفضائيات. وزارة الإعلام: يدفع اتحاد الإذاعة والتليفزيون نحو اربعمائة الف جنيه سنويا للجمعية مقابل بث هذا الكم الكبير من المصنفات الغنائية والموسيقية في مختلف القنوات التليفزيونية الرئيسية والاقليمية والفضائيات المصرية والشبكات الإذاعية والمحطات الأخري وهو مبلغ ضئيل جدا بالقياس الي ما يدفعه الاتحاد لبث ماتش كرة واحد والذي يصل الي بضعة ملايين كما يقول رئيس الجمعية مطالبا بمضاعفة اضعاف هذا المبلغ عندما تهدأ الأحوال ويسترد الاقتصاد المصري عافيته من جديد حتي لا يكون الفرق شاسعا بين الاهتمام بالقدم والاهتمام بالقلم! وزارة الثقافة: يجري رئيس الجمعية محمد سلطان اتصالات دورية مع وزير الثقافة د.عماد ابو غازي لدفع حقوق الجمعية مقابل تقديم أعمال جيل الرواد الغنائية والموسيقية في حفلات الأوبرا ومن خلال الفرق الموسيقية التابعة لها واعتقد ان وزير الثقافة سوف يستجيب لذلك لإيمانه بحق المؤلف, وتهيب الجمعية به ان يتدخل لحماية هذه الحقوق بمنع إعطاء أي تصريح لدي مطرب أو متعهد لإقامة حفل قبل سداد أو التعهد بسداد حقوق الجمعية عن هذا الحفل أو ذالك, وهو اجراء لن يدخر وزير الثقافة جهدا في تنفيذه ضمانا لأصحاب هذه المصنفات التي يتغني بها المطرب ويحقق من ورائها ومعه المتعهد في كل حفل شهرة واسعة ومكاسب مادية طائلة. وأخيرا: إذا كانت دور نشر الكتب الشهيرة مثل هيئة الكتاب والمؤسسات الصحفية ودار الشروق والدار اللبنانية للنشر تقوم بدفع حقوق المؤلفين عند إعادة طبع كتبهم في كل مرة وتقدم لهم نسبة من سعر توزيع الكتب من تلقاء نفسها بدون مطالبة من اتحاد الكتاب فلماذا لا تفعل الفضائيات ذلك.. مجرد سؤال يحتاج الي اجابة. المزيد من مقالات مصطفى الضمرانى