علي بركه اسمه: حسني عبد ربه عبد المطلب إبراهيم, من مواليد أول نوفمبر عام1984, زوجته ربة منزل حاصلة علي بكالوريوس كلية التربية قسم اللغة العربية من جامعة قناة السويسبالإسماعيلية.. نشأ بمنزل بسيط في شارع خالد بن الوليد بمدينة أبو صوير التي تبعد عن الإسماعيلية بمسافة10 كيلو مترات.. وله شقيقان هما طارق الذي يكبره بخمسة أعوام وأحمد الذي يكبره بثلاثة ثم شقيقة واحدة تكبره أيضا, وأخيرا آخر العنقود حسني. كان عبد ربه عبد المطلب إبراهيم يعمل موظفا بشركة كهرباء القناة قبل أن يحال علي المعاش, وقد سبق له وأن لعب لنادي القناة قبل أن ينتقل لنادي الطرق ويعتزل اللعب ويشجع أولاده الثلاثة الذكور علي اللعب, حيث انضم طارق وأحمد لنادي كهرباء الإسماعيلية, في حين كان نصيب الابن الأصغر الانضمام لصفوف ناشئي النادي الإسماعيلي. يقول حسني عبد ربه بفخر شديد: لم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب, وكان أبي موظفا شريفا, وكان معروفا عنه رغم رقة الحال عزة النفس, ودائما كنت أشعر أن عيني مليانة, ولا أنظر إلا إلي ما في يدي. ولأن العائلة كروية جدا, فقد ذاع صيتها في أبو صوير كلها في فترة وجيزة جدا.. فقد كان الوالد يشارك أولاده الثلاثة في فريق أطلق عليه اسم عبد ربه.. وهذا الفريق كان يحصد كأس الدورات الرمضانية التي تقام بشوارع أبو صوير كل عام.. إذ كان الفريق يستعين بخدمات أحد حراس المرمي من خارج العائلة.. وكانت مهمة الثلاثي طارق وأحمد وحسني تتلخص في استخلاص الكرة وتسليمها إلي مهاجم الفريق الأب عبد ربه. يقول حسني عبد ربه بسعادة بالغة: انضممت لمدرسة الموهوبين رياضيا في سن الثالثة عشرة.. هذه المدرسة من أعظم إنجازات الدكتور عبد المنعم عمارة, فقد وفرت لي هذه المدرسة العناية الفائقة في أهم توقيت في حياتي, حيث اختارني الكابتن شحته والكابتن عادل أبو جريشة للانضمام للمدرسة التي بقيت فيها حتي حصلت علي الشهادة الإعدادية. من يسأل حسني: هل أنت محظوظ؟! يجيب: نعم, فقد عانقت موهبته فكر جميع المدربين الذين التقي بهم, فكانوا يميزونه دائما, ويشركونه مع الفريق الأكبر منه, ففي فريق تحت16 لعب لفريق تحت18 بالنادي الإسماعيلي.. وفي سن17 تم تصعيده للفريق الأول. يقول بتواضع شديد: في صفوف ناشئي الإسماعيلي كنت أحصل علي بدل انتقال شهري قيمته سبعة جنيهات ونصف الجنيه.. وكنت أعطي المبلغ كاملا عن طيب خاطر لوالدي, كمساهمة متواضعة في مصروف البيت.. وكنت سعيدا وأعتبر نفسي غنيا من داخلي.. ولا أشعر أني قد تغيرت حتي عندما تم رفع قيمة عقدي إلي أربعة ملايين جنيه في الموسم.. صحيح أن لي مستحقات قديمة من الموسم الماضي تصل إلي2.8 مليون جنيه إضافة إلي إني لم أتقاض مليما واحدا هذا الموسم من نسبة ال25% المتفق عليها من قيمة العقد, إلا أني أثق تماما في أن ما لدي النادي الإسماعيلي لا يمكن أبدا أن يضيع.. كما أن عشقي لتراب الإسماعيلية وشعبها وجمهور الإسماعيلي يفوق كل كنوز الدنيا. لوالدة حسني عبد ربه فضل كبير عليه يعادل فضل الربيع علي الشجر.. فقد كانت تختص آخر العنقود بعناية خاصة, وكانت تتوسم فيه شيئا غامضا مجهولا.. ودائما ما كانت تصر علي أن تعد بنفسها حقيبته الرياضية, وتصطحبه إلي موقف الميكروباص الذي سوف يقله من أبو صوير إلي الإسماعيلية مقابل50 قرشا, ليستقل بعدها ميكروباص آخر مقابل25 قرشا. يقول باعتزاز شديد: أول مباراة رسمية لي كانت مع المنصورة في الإسماعيلية وتعادلنا1/1 وتصادف أنها كانت في نفس يوم مولدي( أول نوفمبر).. ثم كانت المباراة الثانية مع الأهلي باستاد القاهرة وخسرنا1/..2 ولعبت مباراتي الثالثة مع المقاولون العرب بالإسماعيلية وفزنا1/2, وأحرزت فيها هدفا عالميا لفت نظر جماهير النادي الإسماعيلي نحوي.. غير أن الشهرة الحقيقية كانت بعد الهدف الذي سجلته في مرمي عصام الحضري وفزنا1/2 في الدور الثاني لنفس المسابقة حين أحرزت هدفا مثيرا بأن اصطدمت الكرة بال3 عارضات قبل دخولها المرمي.. وصرت أشعر إني أصبحت حديث مصر كلها. لا ينسي أبدا نشأته الفقيرة.. فهو يتذكر باستمرار أنه ماكان يجرؤ أن يطلب أكثر من ال150 قرشا التي ينفقها بالتمام والكمال علي المواصلات أيام التدريبات.. وكثيرا ما كان يشتهي احتساء كوب عصير القصب خاصة في الحر القائظ أيام الصيف.. ولم يكن الكوب يقل عن25 قرشا, كان يدفعها مضطرا مما يجعله يمشي علي قدميه من شارع رضا حيث الملعب الذي يتدرب عليه وحتي موقف الميكروباص بجوار الاستاد القديم والذي سيقله إلي بيته بأبو صوير. يقول حسني عبد ربه بصراحة شديدة: كأس الأمم2008 في غانا هي أقوي بطولة حصلت عليها مصر في تاريخها.. وأصعب موقف نفسي تعرضت له كان قبل مباراة الكاميرون في النهائي, فقد كنت أشعر أنهم لن يسمحوا بهزيمتهم مرتين, وكان لدي الإحساس أني سوف أحصل علي لقب أحسن لاعب, وكنت أخشي أن أحصل علي اللقب الأفريقي مهزوما.. ولذا عقدت العزم علي أن أبذل أقصي جهد لي من أجل فوز مصر باللقب.. وقد تحقق فعلا ما تمنيته. ليست لحسني عبد ربه طقوس خاصة قبل المباريات, لكنه يحرص دائما علي أداء صلاة الفجر جماعة بالمسجد أو بالمعسكر مع زملائه. يقول وهو يختار الحروف بعناية ومسئولية: أحترم النادي الأهلي وجماهيره وشرف لأي لاعب أن يرتدي الفانلة الحمراء.. وللزمالك ورجاله مكانة كبيرة عندي, فقد ظلوا معي ووقفوا يؤازرونني طوال الفترة السابقة, وكذلك الحال بالنسبة للنادي المصري الذي أعتز جدا به وبجماهير بور سعيد العظيمة القريبة جدا من جماهير الإسماعيلية.. ومن غير المستبعد أن أفكر بجدية في العرض المصري المغري المقدم من النادي المصري. ............................... أراء قصيرة علي لسان حسني عبدربه: لقب الهداف لا يهمني ولا يعنيني.. فالمهم فقط هو أن يفوز الإسماعيلي بالنقاط الثلاث لكل مباراة. أبو تريكة علامة مهمة في الكرة المصرية.. ولا أتخيل أني الآن في معسكر المنتخب ولا أراه أمامي. انطباعي الشخصي عن مانويل جوزيه أنه صاحب شخصية قوية. أعترف بأني خجول جدا.. وتعاملاتي الاجتماعية في أضيق نطاق. أستمع للنقد البناء, وأعرف ممن أستفيد من نقده والعكس. تعلمت الصبر من حياة الغربة في فرنسا.. وعودتي سببها أن فريقي هبط للدرجة الثانية وهجرة12 لا عبا وانخفض بالتبعية مرتبي كما هو منصوص في العقد مع نادي ستراسبورج. أجمل ما في زوجتي أنها لم تتعرف علي بعد الشهرة, وإنما كانت جارتي وتربينا معا. وعشنا كل مراحل التعب والكفاح معا. الحضري حارس عظيم.. ولديه خبرة تجعله قادرا علي اتخاذ القرار السليم دون نصيحة من أحد. ابنتي الوحيدة نور الله عمرها20 شهرا.. ورغم أنني كنت أتمني أن تكون ولدا إلا أنها خطفت قلبي بعد مجيئها وتمنيت أن تكون ذريتي كلها من الإناث.