نتائج انتخابات نقابة الصحفيين الاخيرة نموذج للرؤية التي ما زالت تعيش في الماضي حتي أنتجت مجلس التيار السياسي الواحد بينما كان من المفروض ان تخلق مجلسا نقابيا مهنيا خاصة بعد ثورة 25 يناير التي أتاحت السياسة في قنواتها الشرعية, خارج النقابات وتحديدا في الاحزاب..ورغم أن نقابة الصحفيين هي بيت الرأي يعني السياسة فإنهعندما يتعلق الأمر بالعمل النقابي فلابد أن يخلع كل منا رداء الحزبية علي باب النقابة وللاسف هذا لم يحدث, فقد تحول المجلس الي مركز للتيار الناصري وهو ما أخل بالتركيبة النقابية وعند انتخاب هيئة المكتب ظهر الصراع من أول دقيقة, مما دفع الزميل جمال عبد الرحيم الي التهديد بالاستقالة وهو ما ينذر بالضجيج دون الطحن؟!. وهذه التركيبة أعطت التيار اليساري سيطرة علي المجلس بسبعة مقاعد اضافة الي ثامن تم استقطابه من أجمالي12 عضوا ونقيبا اضافة الي النقيب مما أحدث تغييبا لكتلة الاغلبية الصامتة والتي تتحمل عدم تمثيلها في المجلس لأنها لم تذهب لتدلي باصواتها في وقت ذهبت التكتلات المسيسة وأبرزها اليسارية حريفة الانتخابات.. ولو شاركت الاغلبية لقلبت الموازين!!. ..وقد يسأل البعض: لماذا أنتقد هذا الوضع فهل أناصر تيارا آخر أم ماذا؟ والاجابة أنني لم أنتم الي أي تيار ولكنني من هذه الاغلبية لكن مع فارق بسيط وهو أنني ذهبت وأدليت بصوتي. .. وللأسف غاب منطق صوتي لمهنتي قبل تياري السياسي وهي حكمة كنت اتمني أن تسود في انتخابات النقابات الأخيرة خاصة نقابة الصحفيين والتي تضم قادة الوعي والفكر ولكن يبدو أن التشويش وطول فترة الطغيان التي كان يمارسها النظام السابق ما زالت تترك آثارها علي العمل النقابي. أما الزميل العزيز ياسر رزق فأمره غريب فقد تحول إلي وصي علي النقابة حتي أنه قام بدعوة الزملاء الذين يتفقون معه في التيار قبل تشكيل هيئة المكتب للتربيط والتظبيط, والسؤال: اذا كان مهتما الي هذه الدرجة بأمور النقابة فلماذا لم ينزل الانتخابات أم هو يمهد لنفسه لدورة النقيب القادمة بعد سنتين ؟!