أبرز ما يميز انتخابات نقابة الصحفيين الحالية شعاران: الأول التغيير، والثاني الاستقلال، ولي ملاحظات عديدة حول الشعارين، ونبدأ بالتغيير وهو الشعار الذي يرفعه الزميل ضياء رشوان علي طريقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما "نعم نستطيع"، كما فعل من قبل أيمن نور حينما ترشح لرئاسة الجمهورية مكررا ما حدث في أوكرانيا في الثورة البرتقالية فاستعار اللون البرتقالي وجعله لون حملته الانتخابية وارتدي هو وأنصاره رابطات عنق برتقالية وهو ما يكشف عن عجز النخبة في ابتكار شعارات سياسية أو مهنية نابعة من الشأن المحلي لذلك تنتهي بالفشل. وفي كل الأحوال يبدو شعار التغيير في نقابة الصحفيين غريبًا وغير متطابق مع الواقع، فقانون نقابة الصحفيين الذي عفي عليه الزمن قائم علي فكرة التغيير المستمر، وليس خافيا علي أحد من الزملاء أن نقابة الصحفيين هي الكيان المهني الوحيد في مصر الذي لا يسمح بترشيح نقيب واحد لأكثر من دورتين متتاليتين مجموعهما أربع سنوات، بينما في أي نقابة أخري هذه المدة ثماني سنوات إذا انتظمت فيها الانتخابات. وتمتاز نقابة الصحفيين بمنح نصف مقاعد مجلسها المنتخب للأعضاء الذين تقل فترة عملهم عن خمسة عشر عاما،مما يعني أنه بحكم العمر تتم عملية التغيير الدائم في مجلس النقابة، وقد شهدنا في الانتخابات الماضية دخول ستة وجوه جديدة إلي مجلس النقابة من بين اثني عشر عضوا أي أن نسبة التغيير بلغت خمسين بالمائة فعن أي تغيير يتحدثون؟ أما بالنسبة لموضوع استقلال نقابة الصحفيين فأنا لا أفهم ماذا يعني الاستقلال بالضبط؟.. فمجلس النقابة الحالي يضم اثنين من الإخوان المسلمين ومثلهما من الناصريين، ومثلهما من الاسلاميين غير المنضمين للإخوان، واثنين فقط من أعضاء الحزب الوطني.. وفي المجلس الماضي كان عدد الأعضاء الإخوان أربعة ومثلهم من الناصريين، إضافة إلي نقيب ناصري لمدة أربع سنوات متتالية أي بالتصنيف السياسي كان مجلسًا معارضًا. ولم تشذ نقابة الصحفيين طوال تاريخها عن هذا النهج، ولا نزال نذكر بكل الخير رموزًا يسارية أثرت العمل النقابي لسنوات طويلة مثل الراحل فيليب جلاب، والزملاء متعهم الله بالصحة والعافية صلاح عيسي وحسين عبد الرازق وأمينة شفيق. والمقصود بالاستقلال كما أفهمه أن يكون مهنيا وسياسيا، ومهنيا لم تأخذ النقابة موقفا واحدًا في تاريخها ضد الزملاء الصحفيين، بل استمرت في الدفاع عن حقوق أعضائها حتي ولو كان الأداء غير مرضٍ لنا، ولم يحدث أبداً أن اتخذت النقابة مواقف سياسية لدعم الحكومة أو الدفاع عنها لأنها نقابة مهنية وليست حزبًا سياسيا.. كما أن النقابة طوال تاريخها مفتوحة لجميع التيارات السياسية والفكرية للتعبير عن آرائها في المؤتمرات والندوات التي تنظمها وترعاها نقابة الصحفيين. القضية الأخري المهمة والأكثر إلحاحا في هذه المعركة وغيرها هي معالجة ملف الأجور، لكن الغريب أن أكثر الصحفيين معاناة وأقلهم أجورًا الذين يعملون في صحف التيار الناصري الذي ينتمي له الزميل ضياء رشوان وهما صحيفتا العربي والكرامة، وليس سرًا أن حمدين صباحي الراعي الرسمي لضياء رشوان خفض رواتب العاملين في صحيفته الكرامة من 400 جنيه إلي 200 جنيه، وبعد خصم التأمينات وخلافه لا يتقاضي الصحفي في الكرامة سوي مائة جنيه في الشهر.. فإذا كان الزملاء الناصريون لا يعطون زملاءهم الصحفيين رواتب عادلة فماذا سيفعلون في نقابة الصحفيين؟