ثلاثة أيام وتبدأ معركة فلسطين والعرب الكبري في مجلس الأمن, حيث سيبدأ النقاش والتصويت النهائي علي طلب إعلان الدولة الفلسطينية الوليدة, العالم باستثناء اثنين من المارقين أمريكا وإسرائيل يساند ويوفر الغطاء والشرعية لإعلان قيام هذه الدولة. معركة قبول عضوية فلسطين في اليونسكو كانت صفعة مدوية علي رأس كل من أوباما ونيتانياهو اللذين جن جنونهما ولم يستفيقا بعد من روع اللحظة, واندحار مؤامرتهما لمنع التصويت في اليونسكو لذا قررا نقل معركة الانتقام إلي ساحة مجلس الأمن. الآن أمريكا جيشت قنواتها الدبلوماسية تلوح بكل أوراق الضغط والترهيب والمنع والعزل السياسي لدول مجلس الأمن غير الأعضاء الدائمين لهذه الدورة لمنع توافر النصاب القانوني بتسع دول لإقرار الاعتراف بعضوية فلسطين. نعم نقر صراحة أن معركة التصويت في المجلس غير مضمونة لصالح إعلان الدولة الفلسطينية, أوباما يعتبرها مسألة حياة أو موت لمستقبله السياسي ورئاسته القادمة في البيت الأبيض, اللوبي الصهيوني يتخذ كل أدوات الترهيب والطرق علي رأس أوباما الاستمرار والبقاء في البيت الأبيض مقابل إفشال ورفض عضوية فلسطين لذا وجدنا التحول في شخص وفكر الرجل صاحب الخطاب الملهم رسول العدالة نصير الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية جنبا إلي جنب, مبشر العالمين العربي والإسلامي بصفحة جديدة مع واشنطن تقوم علي التلاقي والتعاون والاحترام ومحو حماقات سلفه جورج بوش, كما تعهد في خطاب جامعة القاهرة 2009 يتحول إلي مخادع كاذب ينسحق أمام صخب وفحيح الأفاعي الإسرائيلية. بات صاحب الخطاب الرمادي رجلا يحمل ازدواجا في الرؤية وعاجزا عن اتخاذ القرار, ثلاث سنوات والرجل يناور ويراوغ دون تنفيذ تعهد واحد قدمه للعرب في خطاب القاهرة, تحول صاحب الاعتدال في القول والحصافة في التفكير والكياسة في العرض إلي رئيس مشتت مرتبك يلجأ إلي المكر المحبب أحيانا ويذرف الدمع مدرارا لمصلحة جندي أو مستوطن صهيوني قتل أو أصيب ويفاخر ببجاحة لايحسد عليها بقوة وبطش وعدوانية جيش الاحتلال الإسرائيلي. الرجل سقط في بئر الهيمنة الصهيو أمريكية ولذا فلا يجب أن تلقي علي عاتقه آمال وطموحات كاذبة لصالح إنهاء مآسي الصفحة السوداء في تراجيديا الصراع العربي الإسرائيلي. من أسف أنه بدا الآن ممارسا جيدا للكذب بالوكالة لمصلحة إسرائيل, وخان العهد والوعد الذي قطعه علي نفسه في القاهرة باعلان الدولة الفلسطينية وبالتالي يكون قد وقع في السقوط الاخلاقي ولذا يكون كل حديثه عن شرق أوسط للسلام والحرية والديمقراطية ومنارة لحقوق الانسان بقوة دفع أمريكي وبقدرات واشنطن الخلابة باطلا وقبض ريح. الآن لو استمرت أمريكا أوباما علي نفس النهج في العداء للعرب وفلسطين في معركة مجلس الأمن فبشر الأمريكان أن خريف عهدهم وحضورهم في الشرق الأوسط سيغيب ويتواري وسيكون القرار بالرفض في أثناء التصويت مكيدة يحفرها الأمريكان لأنفسهم في المنطقة, وبالتالي لايلومن إلا أنفسهم بعد ذلك, فالشارع العربي يهيج ويموج حاليا والعاطفة في قمة ذروتها ولن تحتاج الفرصة بعد ذلك لأي تبرير أو مكابرة أمريكية لأن التصرف الأمريكي الذي سينجم عنه جهالات وحماقات أمريكية سيوفر الأسباب العديدة لتكاثر العداء لواشنطن وكراهية لشخص أوباما. الرئيس أوباما الفرصة لم تفت أمامك وتاريخك مازال في بطن المستقبل فلا تنظر في الأشياء مليا فنصف نظرة ذكية تكفي, وليكن قرارك إنقاذ اسمك وتاريخك وتجنب أمريكا ويلات وهبات غضب وعمليات انتقام ربما تقع هنا أو هناك وهذا لن يتأتي إلا عبر نصرة الحق الفلسطيني هذه المرة في مجلس الأمن فلا تخضع ولاتسير وراء اغواء وضغوط نيتانياهو وعصابة القتل والاجرام في تل أبيب, فهذا شخص مجبول بعقده وأحقاده ضد العرب والفلسطينيين, فتبا لرئاسة ومقعد في البيت الأبيض يتغذي علي لحم وحياة الفلسطينيين. المزيد من أعمدة أشرف العشري