رغم أننا في بداية الموسم السنوي للسحابة السوداء فإن مواطني القاهرة ومحافظات الدلتا والصعيد شعروا بها بشكل مكثف خلال هذه الأيام. ان السحابة السوداء ستكون شديدة خلال هذا الموسم بسبب حالة الانفلات الأمني التي ستشجع المزارعين علي حرق قش الأرز وان القاهرة والمحافظات ستشهد هذه الأيام سحابة سوداء حيث اننا في بداية موسم حصاد الأرز والذرة والقطن. والسحابة في هذا الموسم تعد أشد خطورة من المواسم السابقة بسبب حرق كميات كبيرة من قش الأرز وحطب الذرة والقطن حيث ان المزارعين استغلوا حالة الانفلات الأمني وخالفوا قرارات حظر الحرق بحجة ان تشوين الأحطاب والقش يعد مأوي للفئران والثعابين. ان السحابة تعد مشكلة تؤرق المجتمع كله منذ عدة سنوات إلا أن قش الأرز هي مشكلة كل عام وان الحكومة فشلت في استيعاب كميات قش الأرز في التصنيع حيث ان الدراسات أكدت ان دخان الحريق يسبب أمراض الصدر و العيون, وسرطان الرئة وينتج عنه الموت المبكر. ومن ناحية أخري قدر الخبراء ان قش الأرز ثروة قومية يمكن استخدامها في تصنيع العلف للمواشي والورق والكرتون إلخ وان هذه الثروة يقدرها الخبراء بنحو 18 أو20 مليار جنيه نحرقها سنويا, هذه هي قيمة الثروة الصناعية والغذائية المهدرة بسبب عدم الاستفادة الكاملة منها. هذه هي ثروتنا في ايدينا نهدرها بواسطة الحرق و تضيع علينا مليارات الجنيهات دون الاستفادة منها في الصناعة. ثم نقول إننا في أزمة وعجز بميزان المدفوعات والميزانية العامة, ان السحابة تهدد الصحة العامة والبيئة وصحة الأطفال والشيوخ وجميع الأعمار فهل نفيق ونصحوا ونستغل مواردنا الطبيعية والبشرية لنقدم نهضة بدلا من القروض التي يفرضها علينا البنك الدولي بشروطه المجحفة وكذلك الدول الصناعية الأوروبية الأخري. لابد من وجود خطة متكاملة تشترك فيها جميع الوزارات للتعاون علي تصنيع قش الأرز وحطب الذرة وحطب القطن لأنها مواد خام ببلاش لم نستوردها ولم ندفع مليما واحدا فيها بل نحرقها بأيدينا ونخسر المليارات.. فهل نفيق؟