كتب: حسن الحداد شهدت مدينة ميرسين التركية الساحلية يوم16 أكتوبر الحالي يوما تاريخيا في دورات الألعاب المتوسطية وهو ضياع تنظيم مصر الألعاب المتوسطية الثامنة عشرة في عام2017 بمدينة الاسكندرية صاحبة الاستضافة الأولي منذ60 عاما,..1951 وضياع هذا الحلم احدث انقلابا في موازين الرياضة المصرية. وجاء هذا الاخفاق ليضع العديد من علامات الاستفهام عن الملف, وقيادات الرياضة والمسئولين في مصر خاصة انها ليست المرة الاولي لضياع احلام تنظيم دورة كبري أو بطولة عالمية بمصر حيث مازال عالقا في أذهان المصريين ومجتمع الرياضة العالمي صفر المونديال الشهير.. كما انه منذ ايام تم سحب استضافة مصر لتنظيم تصفيات الدورة الاوليمبية لندن2012 في تصفيات كرة القدم المؤهلة للأوليمبياد والتي كان مقررا تنظيمها خلال نوفمبر المقبل وتم نقلها للمغرب وجاء ذلك من قبل الاتحاد الدولي( الفيفا) بناء علي قرار المسئولين في5 ش الجبلاية, وهذا اضعف فرصة مصر في التأهل الاوليمبي, وفي حالة عدم التأهل لاقدر الله سيكون اختناقا جديدا في تاريخ الرياضة المصرية. والجمعية العمومية لدول حوض البحر المتوسطة فجرت نتائجها في عملية التصويت مفاجأة من العيار الثقيل والتي خالفت كل التوقعات لخبراء وقيادات الرياضة المصرية, بفوز اسبانيا ب36 صوتا مقابل34 لمصر والتي علي اثرها عاشت البعثة المصرية حالة من الحزن الشديد علي ضياع استضافة الألعاب المتوسطية وهي صاحبة فكرة الدورة واستضافة نسختها الاولي عام1951 بالاسكندرية والتي ذهبت لدول حوض المتوسط باوروبا بلا رجعة واسبانيا علي سبيل المثال استضافة الدورة مرتين الاولي النسخة الثانية للدورة عام1955 بمدينة برشلونة والثانية السادسة عشرة عام2005 بمدينة الماريا وهذه هي الثالثة رقم الثامنة عشرة بمدينة يتراجوانا.. مع العلم بان تركيا قد فازت بالدورة السابعة عشرة بمدينة لاديسا.2013 وهذا الفوز ان دل علي شئ فانما يدل علي ان الرياضة والسياسة وجهان لعملة واحدة, ويؤكد ايضا سياسة الحرب الرياضية المتوسطية الباردة والسياسية التي لعبتها دول القارة الأوروبية التي تطل علي الحزام المتوسطي وتضم17 دولة اوروبية مقابل سبع دول لقارتي آسيا وافريقيا.. والأهرام اليوم تلقي الضوء علي احداث موقعة ميرسين التركية لتوضيح العديد من الحقائق في الملف المصري وكيف سقطت معه احلام وطموحات الرياضة المصرية!! والحقيقة التي لابد ان يعلمها خبراء الرياضة في مصر والأبطال الذين سطروا تاريخها الاقليمي والعالمي والاوليمبي والشارع الرياضي الذين اعطوا مصر كل حياتهم اثناء مشوارهم في البطولات ورفعوا علم مصر خفاقا فوق منصات التتويج الدولية وهي ان المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة بعد25 يناير كانت كل آماله وطموحاته التي يعيش عليها هي فوز مصر بشرف تنظيم الألعاب المتوسطية بعد فترة غياب دامت60 عاما لضمان التجديد له حتي اوليمبياد لندن2012 وبذل مجهودا جبارا واخرج كل ما في جعبته لنيل الاسكندرية شرف التنظيم وعودتها للأم ولكن جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن. وعلي ضوء هذا اعد صقر العدة وشاركت مصر ببعثة رسمية تشكلت برئاسته ومعه المندوب السامي محمود أحمد علي رئيس اللجنة الاوليمبية المصرية وخبراء وجهابذة من المجلس القومي واللجنة الاوليمبية وقاموا بجولات ترفيهية ترويجية بدول المغرب العربي تونس والمغرب والجزائر والمحصلة صفر.. ثم مرة اخري اعد كتيبة اخري تضم كل جهابذة وقيادات الرياضة المصرية والاتحادات الرياضية واللجنة الاوليمبية والمجلس القومي للرياضة وهم حسن صقر والدكتور اسامة الفولي محافظ الاسكندرية ومحمود أحمد علي رئيس اللجنة الاوليمبية واللواء أحمد الفولي نائب رئيس الاتحاد الدولي للتايكوندوا والدكتور حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد ورانيا علواني عضو اللجنة الاوليمبية الدولية وتم استبعاد اللواء منير ثابت عضو اللجنة الاوليمبية المصرية والدولية لانه من فلول النظام السابق.. بالاضافة الي اعضاء الترويج للملف منهم هاني شكري عضو المجلس القومي للرياضة. وفي سياق ملف الاسكندرية تم ضم الاعضاء شريف امين وطارق الجندي وعمر سامي وارتفع عدد الوفد المصري اثناء التصويت الي23 فردا والشيء الغريب والذي يؤكد ان حسن صقر بصفته القيادية وخبرته كلاعب دولي في كرة اليد ليس لديه اي بعد استراتيجي بموافقته علي سفر هذا الكم العددي الضخم ولكن هذا لغرض ما في نفس يعقوب وهو عقب الفوز سيتم اجراء مراسم الاحتفال بالفوز حسب ما افادوا به جهابذة الرياضة المصرية ومندوبو الاتحادات الدولية والقارية ودون النظر الي ما سوف يسفر عنه الاقتراع, وهذا يؤكد ان القيادات الرياضة مغيبة وبعيدة كل البعد عن البعد الاستراتيجي للرياضة علي المستوي الدولي وابعادها ومستجداتها وعقب الاخفاق المدوي والمفاجئ اختفي صقر في لمح البصر عن الانظار تماما وظل يبحث عنه رفاقه الذين حضروا معه في الرحلة الترفيهية الي مدينة ميرسين الساحلية التركية وقام بلملمة اوراقة وخلع!! والجدير بالذكر ان الفوج الترفيهي الذي ضم في عضويتة كما سبق ان اشرت صفوة من اصحاب المناصب الدولية بالاتحادات والمنظمات الدولية باستثناء الفراشة الذهبية رانيا علواني عضو اللجنة الاوليمبية الدولية واللواء أحمد الفولي نائب رئيس الاتحاد الدولي للتايكوندوا ود. حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد وهذا الثلاثي هم الوحيدون اصحاب الاحتكاك مع الشخصيات والاعضاء الدوليين للدول المتوسطية بل دول العالم الرياضي وهؤلاء لم يستطيعوا ان يكونوا مجداف مصر في نيل شرف الاستضافة وهذا يفتح ملف وقضية الاعضاء الدوليين في الاتحادات الدولية والافريقية الذين اصبحوا وبالا وعبئا ثقيلا علي سياسة الرياضة المصرية وللأسف لم يشارك في هذه البعثة الترفيهية وافواجها المستشار خالد زين سكرتير عام منظمة الانوكا اي لجان الاتحادات الاوليمبية الافريقية وذلك بسبب الخلافات والصراعات بين هذا القومي وذاك الاوليمبي وسنعود لهذا الملف لوضع ضوابط ولوائح في قانون الرياضة والانتخابات للحفاظ علي تاريخ مصر الرياضي. والآن هناك اسئلة واستفسارات عديدة حول هذا الاحقاق المتوسطي الذي اطاح بحلم الدولة صاحبة الفكرة والنشأه.. إذن مافائدة وجود هذا الكم العددي من المسئولين واللامسئولين الذين كلفوا ميزانية الدولة والرياضة الكثير حيث بلغ اجمالي تكاليف الملف800 الف يورو بواقع7 ملايين جنيه مصري ويقال ان الشركة الالمانية صاحبة صفر المونديال هي القائمة باعمال هذا الملف والقرارات الادارية الخاطئة كلفت مصر الملايين في الوقت الذي يبحث شباب مصر عن فرصة عمل من اجل راتب شهري بسيط يعيش حياته اليومية.. ولاننسي ان تكلفة ميزانية اعداد المنتخبات المصرية للمشاركة في دورة الألعاب الافريقية العاشرة بموزمبيق بلغت قرابة عشرة ملايين جنيه مقسمة علي عشرين اتحادا رياضيا بلغ الدعم المنصرف للاتحادات قرابة600 مليون جنيه فضلا عن اربعة ملايين جنيه تم انفاقها علي تكاليف سفر البعثات لموزمبيق وللاسف هذا المبلغ الضخم لم يحقق مستهدفاته القومية وهذا يرجع لان المنظومة الادارية للقومي شمولية وليست تركزية وسقط العرش الافريقي المصري بموزمبيق بعد ماتم الاطاحة بالعاب التفوق المصري من قبل اللجنة المنظمة للدورة لسقوط مصر علي مرأي ومسمع مندوبي الاتحادات الدولية والافريقية الذين لم يدافعوا عن عرين مصر اين حق مصر عليهم التي وضعتهم في هذه المناصب! بالاضافة لهذا الإخفاق مازال عالقا في اذهان المصريين ومجتمع الرياضة العالمي صفر المونديال الشهير..كما انه منذ ايام تم سحب استضافة مصر لتصفيات كرة القدم المؤهلة لاوليمبياد لنذن2012 والتي كان مقررا تنظيمها خلال نوفمبر المقبل بالقاهرة وتم نقلها الي المغرب وجاء قرار الفيفا بناء علي قرار المسئولين في5 ش الجبلاية وهذا اخفاق جديد لمصر.. في كرة القدم!! وفي نفس السياق المتوسطي كتبت مقالات عديدة ووجهت النصيحة الفنية للمسئولين عن الملف بعدم الاكتفاء والتغني بأمجاد الماضي دون الاطلاع علي معطيات العصر والمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفوق كل ذلك تبادل المصالح في الاصوات واستضافة الدول لدورات الكبري والبطولات العالمية اصبح صراعا بين الدول لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية واصبحت مقياسا لقوة الدول ونهضتها ولكن في النهاية ودن من طين واخري من عجين بلافائدة وهم الجهابذة! مرة اخري نعرف ان مصر هي صاحبة فكرة الدورة ولها اياد بيضاء في استمرار نجاحها علي مدي تاريخها وهي ضمن الدول العظمي في تاريخ الدورة ولكن كل هذه العوامل قد لاتكون شفيعا في اعطاء اصوات الدول لاستضافة الاسكندرية للدورة مرة ثانية والاستضافة لن تتحقق بكلمة شرف او قسم انتخابي انما بعمل وجد علي ارض الواقع وتفهم الاعيب البعد السياسي في تلك الموافق والامكانات والملفات الجادة والامتيازات هي الفيصل!! نبذة تاريخية عن الألعاب المتوسيطة والنشأة والتنظيم المعروف تاريخيا ان محمد طاهر باشا رئيس اللجنة الاوليمبية المصرية وعضو اللجنة الاوليمبية الدولية من عام1934 حتي1960 كان وراء فكرة وتنظيم دورات الالعاب المتوسطية حينما عرض الملف علي هامش اجتماعات اللجنة الاوليمبية الدولية بدورة لندن1948 ووافقت الدول بالاجماع لتكون الدورة الاولي بالاسكندرية يونيو1951 باستاد الاسكندرية, وتضع شهادة ميلاد لكبري الدورات الاقليمية وتحتل المرتبة الثانية بعد الدورات الأولمبية من ضخامة التنظيم وقوة المشاركين والدورة الثانية برشلونة1955 والثالثة بيروت1959 والرابعة نابولي1963 او الخامسة تونس1967 والسادسة1967 ازمير والسابعة1975 الجزائر والثامنة1979 اسيليي والتاسعة1983 الدارالبيضاء العاشرة1987 اللاذقية والحادية عشرة1991 اثينا الثانية عشرة1993 لندوك روبسيون والثالثة عشرة1997 باري والرابعة عشرة2005 والخامسة عشرة الماريا والسادسة عشرة2009 بكارا والسابعة عشرة2013 لاريسا و2017 يتراجوانا الثامنة عشرة!!