علي بُعد أيام قلائل.. يقف الملف المصري لاستضافة وتنظيم دورة الألعاب المتوسطية بمدينة الإسكندرية عام 2017. في مفترق للطرق.. حيث تستضيف مدينة "ميرسين" التركية اعتباراً من يوم 13 أكتوبر الجاري الاجتماع الخاص لتحديد المدينة المضيفة للدورة المتوسطية خلال اجتماع الجمعية العمومية المتوسطية.. والملف المصري في سباق صعب جداً مع ملف مدينة "تراجوتا" الاسبانية. مع احتمالات قوية لسحب الملف الليبي نظراً للظروف الحالية التي تمر بها ليبيا. وفي حوار خاص مع اللواء محمود أحمد علي رئيس اللجنة الأوليمبية أبدي الرجل تفاؤلا جيدا بفوز مصر والإسكندرية بتنظيم دورة 2017. وكان واقعيا جدا. مؤكدا ان نسبة فوز مصر لا تزيد علي 65%. ولكنها نسبة حاسمة.. لان السباق سيكون بين المساندة العربية لملف "الإسكندرية" والمساندة الأوروبية لملف "تراجوتا".. ولم يقل محمود أحمد علي انه متفائل تفاؤلا مطلقا تحسبا لأي مفاجآت. ولأن بعضها يكون غير سار.. لذلك فالحرص واجب. والعمل حتي اللحظة الأخيرة مسألة لا تقبل الهزار أو التهاون.. لذلك فإن وفد اللجنة الأوليمبية يضم 6 من قيادات اللجنة حتي يستخدم كل منهم اتصالاته الشخصية في حسم المنافسة لصالح مصر.. خاصة ان مصر البلد المؤسس لهذه الألعاب المتوسطة. لم تستضف سوي الدورة الأولي في الإسكندرية قبل 66 عاماً. ولم تتكرر لها الكرة مرة ثانية.. إلا أن هذا العامل ليس وحده الفيصل. إنما هناك اعتبارات عديدة أخري. منها الأوضاع السياسية المتوترة السائدة. والتي لابد سوف تهدأ وتستقر. وتعود لمصر لمكانتها الكبيرة بين أشقائها العرب. وفي الدائرة المتوسطية.. ولكن هناك عاملاً أخطر في سياق المنافسة علي التنظيم. وهو الحسابات السياسية والمجالات الدولية المتبادلة. ومن الممكن أن تخترق هذه الأمور التكتل العربي للملف المصري.. حيث ان جولة وفد الترويج المصري حصل علي تأكيدات بمساندات فعالة من الدول العربية المتوسطية. لبنان والمغرب والجزائر وتونس. بالإضافة إلي ليبيا التي من المتوقع أن تسحب الملف الخاص بها.. ويبقي وضع سوريا غامضا في ظل الظروف التي يمر بها القطر السوري.. ولمصر اختراقات جيدة ولكنها غير مؤكدة مع تركيا "البلد المضيف" للجمعية العمومية وكذلك اليونان وإيطاليا.. أما الملف الاسباني فيعتمد علي دول البلقان التي تضم البوسنة والهرسك ومقدونيا وصربيا وألبانيا.. والخوف كل الخوف من العلاقة العميقة بين اسبانيا والمغرب.. لذلك فإن حسن صقر رئيس المجلس الأعلي للرياضة سيكون مرافقا للوفد الأوليمبي. ليكون حلقة الوصل بين الحكومة المصرية. وتطورات الأحداث في تركيا. الإعلام الرياضي هذه الأيام عليه أن يبدي اهتماما جيدا بهذا الحدث حتي يكون له مردود لدي جميع الأشقاء العرب لإظهار مدي حماسة الشارع المصري لاستضافة هذه الدورة المتوسطية.. والتي ستكون سببا في إنعاش البنية الرياضية في مدينة الإسكندرية.. بعد أن ظلت لسنوات طويلة جدا جامدة جمودا شديدا.. وسوف يستفيد من هذا مدن أخري قريبة من الإسكندرية سواء كانت بحرية. وتطل علي البحر المتوسط مثل دمياط ورأس البر. ومدن داخلية مثل دمنهور وغيرها.. لذلك أقول للإعلام الرياضي تناسي قليلا "الفسافس" الرياضية التي نعيش عليها دوماً.. ولنتذكر معاً أن هناك ملفاً مصرياً يحتاج مساندة الجميع.