بعد ثلاثة أيام من الزلزال المدمر الذي هز تركيا, عثرت فرق الإنقاذ علي ستة أحياء منهم أسرة صغيرة مكونة من الجدة والأم ورضيعة, وكذلك علي امرأة شابة وطالب جامعي وطفل في العاشرة من عمره, وذلك في أقل من24 ساعة, مما أثار جوا من التفاؤل علي عمليات الإنقاذ, خاصة بعد أن توقفت في بعض المناطق. وأخرج عمال الإنقاذ امرأة عمرها27 عاما من تحت أنقاض مبني منهار وهي علي قيد الحياة بعد حوالي ثلاثة أيام من وقوع زلزال مدينة فان التركية. وأصيبت المرأة واسمها جوزدي باهار بأزمة قلبية شديدة أثناء نقلها لأحد المستشفيات ببلدة أرجس إحدي أكثر المناطق تضررا بزلزال يوم الأحد الذي بلغت قوته2,7 درجة, وتمكن الأطباء من إنعاشها, وقال مراسلو رويترز في الموقع إنها في حالة حرجة. كما نجحت فرق الإنقاذ في انتشال طفل في العاشرة من عمره ما زال علي قيد الحياة من تحت الأنقاض, وذلك بعد أكثر من54 ساعة من وقوع الزلزال, وكان الطفل قد احتجز تحت أنقاض المبني الذي كان يقطن فيه والمؤلف من سبعة طوابق. وقد تمكنت فرق الإغاثة في وقت سابق من إنقاذ رضيعة تبلغ أسبوعين من العمر ووالدتها وجدتها-74 عاما- من تحت أنقاض بناية انهارت طوابقها العليا. وفي غضون ذلك, اندلعت النيران في سجن فان جراء إضرام السجناء النار علي إثر منعهم من الخروج لساحة السجن بعد أن شهدت المدينة تابعا بلغت قوته4,5 درجة بمقياس ريختر. وذكرت الفضائيات التركية أن هذا جاء بعد أن تمكن150 سجينا من مجموع400 سجين من الهروب إثر تهدم جدران السجن بسبب الزلزال. وعلي إثر هذا التطور السلبي, اندلعت اشتباكات بين السجناء والحراس الذين اضطروا لاستخدام الغازات المسيلة للدموع لمحاولة السيطرة علي العصيان من بعد اخماد النيران, وأشارت الفضائيات إلي أن أغلبية السجناء هم أكراد من أعضاء اتحاد المجتمع الديمقراطي الذراع السياسية لمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية. وفي آخر حصيلة لضحايا الزلزال, أعلنت وكالة إدارة الطواريء والكوارث التركية ارتفاع الحصيلة الذي ضرب مدينة فان إلي459 قتيلا و1352 مصابا. وفي الوقت الذي يكافح فيه الناجون من الزلزال في ظل درجات حرارة تحت الصفر وتنتابهم حالة من الغضب بسبب وقف المساعدات, غيرت تركيا من موقفها وطلبت الحصول علي مساعدة دولية بعدأن رفضت عروضا سابقة للمساعدة خاصة الإسرائيلية. ونقلت وسائل إعلام تركية عن دبلوماسيين القول إن تركيا في حاجة للخيام ومساكن سابقة التجهيز في المنطقة التي شهدت الكارثة. ومن المقرر أن تجري السفارات التركية محادثات مع الدول التي تقدمت بعروض للمساعدة كما أن الحكومة سوف تبحث كيفية الحصول علي مساعدات من منظمات الإغاثة الدولية. وفي هذه الأثناء, ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن طائرة شحن إسرائيلية محملة ببيوت متنقلة ستقلع إلي تركيا استجابة لطلب تقدمت به أنقرة إلي إسرائيل. وأضافت أنه تقرر إرسال البيوت المتنقلة لتوفير المأوي للمشردين الأتراك في محافظة فان, مشيرة إلي أن المساعدات الإنسانية التي سترسلها إسرائيل لن تتضمن مساعدات طبية. وقالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية إن وزارة الخارجية التركية قدمت طلبا رسميا لإسرائيل للحصول علي تلك الوحدات السكنية المتنقلة من خلال السفارة الإسرائيلية في أنقرة, والتي بدورها قامت علي الفور بإخطار وزارة الخارجية الإسرائيلية. ومن جانبه, أعرب مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية أودي شاني عن أمله في أن تتحسن العلاقات مع تركيا خاصة بعد عزم بلاده تقديم مساعدات. وفي طهران, يعتزم الهلال الأحمر الإيراني إقامة معسكر إغاثة ثان في تركيا لمساعدة الضحايا الذين تشردوا من منازلهم, وستقام465 خيمة في المعسكر لإيواء المشردين. وفي تطور آخر, ذكر بيان صدر من المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري التركي بأن رئيس الجمهورية عبد الله جول وجه تعليمات بإلغاء الحفل الذي كان مقررا بعد غد الذي يوافق ذكري مرور88 عاما علي تأسيس الجمهورية التركية.