بعد5 سنوات من المفاوضات المتقطة والمضنية تخللها كثير من الشد والجذب بين حماس وإسرائيل نجح اللواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة في إنهاء صفقة لإطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة مقابل إطلاق إسرائيل سراح ألف اسير فلسطيني. ما حدث يعد دون شك نجاحا للجهود المصرية وتأكيدا للدور الإقليمي لمصر الذي بدأ يستعيد عافيته رويدا رويدا في عقب الثورة المباركة التي دفعت بنا جميعا, مرغمين, للتركيز علي الأوضاع الداخلية لإصلاح كثير مما أفسده النظام السابق. جلعاد شاليط من مواليد1986 وينتمي لعائلة إسرائيلية ذات أصول فرنسية والتحق بسلاح المدرعات الإسرائيلي في يوليو2005. وبعد عدة أشهر وتحديدا في25 يونيو2006 وقع جلعاد في قبضة المقاومة الفلسطينية في عملية استهدفت قوة إسرائيلية مدرعة كانت توجد ليلا علي الحدود بين مدينة رفح الفلسطينية وإسرائيل. و نجح المقاتلون الفلسطينيون في التسلل عبر نفق أرضي حفروه تحت الحدود إلي موقع القوات الإسرائيلية وأسفر الهجوم عن مقتل جنديين وإصابة5 آخرين وأسر شاليط ونقلة إلي قطاع غزة. ويقول المراقبون أن أسر شاليط كان من أكثر العمليات الفدائية الفلسطينية تعقيدا حيث تمكن المقاتلون الفلسطينيون من اقتياده إلي عمق القطاع بسرعة فائقة رغم التعزيزات الجوية الإسرائيلية الفورية التي ظهرت في الأجواء قرب مكان تنفيذ الهجوم. عقب هذه العملية قام جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بتنشيط عملاءه في قطاع غزة لمعرفة أي معلومات عن مصير شاليط ومكان اعتقاله وهوية محتجزيه ولكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل. ونجح الجناح العسكري لحركة حماس في2 أكتوبر2009 بوساطة ألمانية مصرية في دفع إسرائيل للإفراج عن19 أسيرة فلسطينية مقابل الحصول علي دليل مادي يثبت بأن الجندي الأسير لا يزال علي قيد الحياة, وبالفعل قدمت حماس شريطا لإسرائيل يظهر فيه الجندي المختطف بصحة جيدة. ومنذ أسر شاليط تطالب حماس إسرائيل بالإفراج عن1000 سجين فلسطيني مقابل إطلاق سراحه, ومن الواضح أن مصر كانت حريصة علي أن تتم الصفقة وفقا للشروط الفلسطينية. [email protected] المزيد من أعمدة سامح عبد الله