احدي المذيعات المعروفة بانتمائها الي عائلة أصحاب نظرية الخروج الآمن للرئيس المخلوع, خرجت علينا في ليلة أحداث ماسبيرو محذرة المصريين في تشنج مفتعل من وجود سيناريو للاعتداء علي المساجد والكنائس. وأن هناك اشتباكات في الاسكندرية أسفرت عن إصابات بالغة, وأنه جاءها أن هناك تحركات من بعض القوي الدينية الإسلامية لمواجهة الأقباط؟!!.. ولأنها من عائلة متخصصة في نظريات الفلول فقد استخدمت هذه المذيعة المنتمية فكريا علي الأقل الي نخبة النظام السابق نظرية ذئب النبي يعقوب التي حذر فيها أبناءه من التهام الذئب لأخوهم مما أعطاهم المفتاح لسيناريو التخلص من يوسف, لكنها ما لبثت أن بهتت عندما أجرت مكالمة مع مدير أمن الاسكندرية الذي كذب كل ماقالته وتروجه. أيضا في القناة نفسها التي تشتهر باستضافة الفلول بصفة عامة فوجئت بضيف أحد البرامج يؤكد أن الحزب الوطني كان من دعائم الثورة والغريب أن المذيع لم يرد؟! .. أحداث ماسبيرو الأخيرة كشفت وربما فضحت الإعلام وخاصة القنوات الفضائية الممولة من الخارج عبر سماسرة من رجال الأعمال المصريين الذين ظهروا فجأة بعد25 يناير قادمين من دول بعينها لم تخف اعتراضها علي الثورة بل وأغدقت مئات الملايين من الدولارات والدينارات والريالات علي جماعات سياسية بعينها باعت دماغها لمن يدفع أكثر, وقد استهدفت هذه الدول في البداية كسب أرض في معركة مصر الجديدة, ثم جاءت مرحلة كسب الفضاء عن طريق الاعلام المأجور للسيطرة علي الأرض والسماء؟! .. غضب المسيحيين من بعض أجهزة الاعلام وعلي رأسها التليفزيون الرسمي ربما يكشف أزمة الاعلام الحقيقية في مصر, وهي العمل في ظل اجندات ممولة أو اتخاذ نفس أساليب نفاق الكرسي أيا كان الجالس عليه, كما يؤكد أن طريقة المواءمات السياسية دون إعمال لسيادة القانون مازالت مستمرة, وان التغيير الذي حلمنا به يذهب الآن بعيدا بعيدا طالما أن الأفكار البالية والعقول القديمة تهيمن علي الحياة السياسية والإعلامية في بلادنا... ويبقي أن يحذر إخواننا المسيحيون من المحن المصطنعة وارد الخارج والداخل.