مثالان يثبتان أننا دخلنا بحمد الله عصر الجنون.. الأول علي طريق القاهرة العين السخنة, حيث يواجه القادم من جهة العاصمة علي اليسار بعض المجسمات لمشاهير وعظماء المصريين في كل المجالات ولفت نظري إزالة صورة سوزان مبارك من المجموعة, بينما تركت صورة الرئيس المخلوع؟! والمثال الثاني في جريدة الوقائع المصرية الرسمية والتي تحوي كل قرارات الحكومة وقوانينها وبتاريخ25 سبتمبر الماضي تمت الموافقة علي اقامة قرية جديدة باسم مبارك في مركز السنبلاوين بالدقهلية وهو مايعني أن هناك دولتين في مصر واحدة قامت فيها الثورة والأخري مازالت تحت حكم النظام السابق؟ وهذان مثالان رمزيان فقط بينما ما خفي كان أعظم وما أكثر الظواهر التي تسبب الدهشة والحيرة وربما العته والجنون في أيامنا هذه؟! ففي25 يناير أرسل الله سبحانه وتعالي إلينا ثورة حسدنا عليها العالم ومازال إلا أننا دخلنا وبسرعة نحسد عليها أيضا الي نفق الانقسام بداية من التعديلات الدستورية التي قسمت الشعب الي نعم ولا.. مرورا بإجراء الانتخابات أم الدستور أولا؟.. ناهيك عن العزل السياسي لفلول الوطني من عدمه وغيرها كثير من نقاط الانقسام التي باتت تخنق الثورة وأحلامها وبدا كأن هناك من خطط ونفذ هذا الانقسام بحرفية شديدة مما أضاع من عمر وطاقة البلد الكثير وأحيا رميم الفاسدين وأصحاب المصالح والمتزوجين حراما من أعضاء النظام السابق وجرأهم علي العودة مرة أخري تارة في شكل أحزاب جديدة, وتارة أخري في اطار مناصب سياسية وتنفيذية عديدة ومنهم من يتواري قليلا أو يختبئ لحين كتابة النهاية لاقدر الله لهذه الثورة التي لن يري جيل مصري موجود الآن تكرارا لها لمدة لن تقل عن50 عاما. وهو مايدفع كل مصري الآن الي الخوف علي بكره مع التشبث بحقوقه في المستقبل وتنفيذ أهداف الثورة عيش, حرية, كرامة, وعدالة اجتماعية كما يحمل الثوار مسئولية ضخمة وضرورة العودة مع القوي السياسية الي التجمع والوحدة, كما في أيام الثورة الأولي داخل ميدان التحرير, وأن يتفرغ كل منا الي العمل والبناء.. قل آمين.