ضجة وصراخ وزحام انظار شاخصة تتعلق بإحدي الشرفات اصوات تتوسل وتستغيث امنعوا سقوطه.. ابعد يا ابني حرام يا ابني عدد من المارين بالشارع يقفز داخل المبني مقر الحدث الذي جذبني كغيري من المارين بالشارع تطلعت نحو الشرفة التي تقع بالطابق الثالث لأشاهد شابا في عمر الزهور يحاول القفز في الهواء تصورت أن أحدا ما يطارده حتي اضطره لأن يلقي نفسه ، عندما هدأت العاصفة قليلا قادني الفضول لأ عرف لماذا يلقي شاب عمره لم يتجاوز السابعة والعشرين بنفسه ليلقي حتفه؟ وماهي المشكلة التي تضطر هذا الشاب للانتحار؟!.. اندهشت كثيرا كغيري عندما عرفت أنه مهندس كمبيوتر يعمل بوزارة الاتصالات كمدرب قيادة الكمبيوتر للشهادة الدوليةICDL وانه وجد نفسه في مأزق يعد أن أبلغته الوزارة مع مئات من زملائه بانتهاء علاقته بها مع حلول ديسمبر المقبل بعد ان قضي7 سنوات مع العمل في الوزارة كمهندس للكمبيوتر حيث تم الحاقه باحدي الشركات المنفذة لمنحة اليونسكو للتعليم قيادة الكمبيوتر وعللت الوزارة إنهاء علاقته بها بأن المنحة المقدمة من اليونسكو تنتهي آخر العالم الحالي. لم أتمكن من مواصلة الحديث معه لأنه كان قد دخل في موجة بكاء ينفطر لها القلب.. وكان قد أحاط به العديد من زملائه الذين اكتست وجوههم بالكآبة واليأس.. تسابقوا للحديث معي عندما عرفوا انني صحفية وبدأت أصواتهم تتعالي وكل منهم يحاول ان يعرض المشكلة فهم مجموعة من المهندسين الشباب المستقبل امامهم غامض بسبب قرب انتهاء المشروع.. فقد تم اسناد العمل اليهم منذ عام2005 ولم تتعاقد الوزارة معهم وإنما خصصت لهم مكافآت شهرية خصما من اعتمادات الموازنة دون خصومات أو اعباء تأمينية. قالوا: نحن500 مهندس التحقنا بوزارة الاتصالات للعمل في مشروع منحه اليونسكو لتعليم قيادة الكمبيوتر وتم تقسيمنا للعمل إلي فريقين, نحن وعددنا300 للعمل بالمكاتب الملحق خارج الوزارة والفريق الآخر من200 زميل للعمل علي ذات المنحة داخل الوزارة والغريب ان وزارة الاتصالات قامت خلال شهر يناير الماضي بتحرير عقود ثابتة للمهندسين الزملاء الذين يعملون داخل الوزارة بينما تجاهلونا نحن فشعرنا بمرارة الظلم التي زادت عندما علمنا ان18 مهندسا من المحظوظين وأبناء اصحاب النفوذ تم تعيينهم بالفعل علي باب أول, وازاء ذلك وللمطالبة بالمساواة بيننا وبين زملائنا قمنا بعمل وقفة احتجاجية بتاريخ27 فبراير الماضي وتدخل بعض اعضاء المجلس العسكري ووعو بحل المشكلة أسوة بزملائنا, وعلي هذا تم فض اعتصامنا وعدنا إلي العمل وانتظرنا حتي الرابع من سبتمبر ولم تحل مشكلتنا بل تم إبلاغنا بانتهاء علاقتنا بالوزارة بحلول ديسمبر وذلك علي البريد الالكتروني الخاص بكل منا.. فقمنا بعمل وقفة احتجاجية أخري ووعدونا ايضا بحل المشكلة دون جدوي فهل سيكون هذا مصير300 مهندس اعطوا شركة الاتصالات علي مدي7 سنوات كل خبراتهم وأثبتوا جدارتهم.. وفجأة يجدون أنفسهم بالشارع؟ بمراجعة المخاطبات المتبادلة بين الوزارة وجهاز التنظيم والإدارة لتنفيذ الوعود بحل المشكلة نكتشف أن الوزارة استعانت بهؤلاء الشباب دون تحرير عقود لهم وخصصت لهم مكافآت شهرية تتراوح بين1200 و1500 جنيه حسب ساعات العمل دون أي خصومات أو اعباء تأمينية باعتبار أن هذه الأعمال ذات طبيعة مؤقتة وموسمية ومرتبطة( وجودا وعدما) بالمشروع الذي يعملون فيه, ولأن هذا الموقف يكشف عن نية مبيتة لعدم التزام الوزارة نحوهم بأي التزامات للتثبيت أو التعاقد فقد انتهت المكاتبات الي ضرورة تحرير عقود لهم ونقلهم الي الباب الأول أجور تمهيدا لتطبيق الأحكام الواردة بالقانون5 لسنة2000 بشأن تثبيت العاملين المؤقتين ونقل الاعتمادات المالية للابواب التي يتم الصرف منها بموازنة الوزارة, ولكن الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة وكذلك وزارة المالية أوضحا في ردهما أن رئيس الوزراء اصدر قرارا بتأسيس شركة مساهمة قابضة باسم الشركة القابضة للخدمات يلحق بها العاملون بعقود مؤقتة, لكن الوزارة أوضحت ان هذه العمالة ليست ضمن الخدمات ولكنها ذات تأهيل علمي وتخصصات مختلفة واكتسبوا خبرات علمية من خلال عملهم في المشروعات الاستثمارية للوزارة ولذا يمكن الاستفادة بهم في تنفيذ مشروعات الخطة القومية التي تنفذها الوزارة, وطلبت الوزارة اجراء دراسة لتسوية الاعتمادات, ومازالت المشكلة قائمة حتي الآن لتمسك وزارة المالية وجهاز التنظيم والإدارة بحل( الشركة القابضة) الذي لايحقق مطالب وآمال هؤلاء العاملين من الشباب المهددين بفقد عملهم وانضمامهم لطوابير البطالة القاتلة.