استعدت مدينة أنطاليا جنوب تركيا لإفتتاح الدورة الثامنة والأربعين لمهرجانها السينمائي الدولي المعروف باسم البرتقالة الذهبية يوم السبت المقبل والتي تستمر حتي الرابع عشر من الشهر الحالي وخلال لياليه السبع سوف يشاهد الجمهور أكثر من مائة فيلم من أحدث ما انتجته استديوهات السينما العالمية, وتمثل نحو ستين دولة من قارات المعمورة, وفي المسابقة الرسمية يتنافس علي الجائزة الكبري وهي البرتقالة الذهبية والتي تقدر قيمتها ب 350ألف ليرة أي ما يعادل175ألف دولار أحد عشر فيلما وبرغم تنوع موضوعاتها وأطروحاتها الفنية فإن هاجس الصراع بين قيم الشرق وتقاليده واصطدامها بالأصولية اليمينية بالغرب الأمريكي والأوروبي بشكل خاص يعود مجددا ليسيطر علي مضامين الشرائط التي سيعرضها مهرجان أنطاليا. وها هو اسطنبول لاتنسيني عمل مفعم بالإثارة وطوال المائة وثمانية عشرة دقيقة وهي مدة العرض علي الشاشة تتوالي الأسئلة التي تبحث عن إجابات ولكن عبثا, فمخرجوه السبعة والذين ينتمون إلي جنسيات مختلفة التركي إريك ناظريان, والصربي ستيفن أرسينزيتفتش والفلسطيني عمر الشرقاوي المولود في كوبنهاجن من أم دنماركية والفنانة البوسنية آجدة بيديك والألماني من أصل فلسطيني هاني أبو سعد واليونانية جوزفينا ماركريان تباينت رؤاهم ولكنهم اتحدوا في ضرورة التعايش بين كل الأطياف والديانات والعقائد رافضين سطو ثقافة علي أخري أو تحقير شعوب من قيم أخري أيا كانت الحجج والمبررات. في المسابقة ذاتها وفي السياق نفسه تعود اسطنبول لتكون محورا لشريط آخر يحمل اسمها وشارك في انتاجه كل من تركيا وهولندا والمجر ومن الأخيرة يتصدي أحد مواطنيها وهو تؤرك فيرانك لإخراجه وصياغته سينمائيا. ويأتي اليوناني التركي الإسباني المشترك والمعنون ب2 لمخرجه ستاثيس آثانسيو تجسيدا للاغتراب وتداعياته من خلال سرد لحكايتين ولغتين ومدينتين وقصتي عشق. وتتوالي الأعمال التي تدق علي الوتر الحساس كفيلم ألمانيا والذي أخرجته التركية الأصل ياسمين صمديري المولودة في بون قبل أربعين عاما والكوري الجنوبي رقصة البلدة لكيو هوان جيان والبولوني الخوف من السقوط إخراج بارتوسز كونوبكا والروماني بوليس أوروبا لمخرجه كوميل جوهيو فيتا والإيراني الوداع لمحمد رسولوف, أما المشاركة العربية فاقتصرت علي المغربي في الحدود لمخرجته ليلي كيلاني. ويالها من إثارة فرغم شدة التوتر بين البلدين إلا أن إسرائيل وجدت لنفسها مكانا في التنافس علي البرتقالة الذهبية من خلال فيلمها بوليس والذي أخرجه لناديا لابيد. أما المسابقة المحلية فتضم13 عملا من إنتاج عامي2010و2011وهي: النسوي( ذلك الرجل الذي يرقص كالنساء) للمخرجين: شنار الب آر ومحمد بيناي, وفيلم المشي لساهير الباري وقداس ندب إخراج سيواش بيكال ونار لاوميت اونال وفندق لوكس لكنعان كوركماز وحجاز لاردال رحمي وغيري لحسين اولمان والمتبقية لتشاندام فيترنال والايام الجميلة التي ننتظرها لحسان تولجا بولاط ودفنت قلبي لسردار آكار وروح لرشيد تشليك آزار وعشاء الوحوش لرامين متين وأخيرا أي فيلم لإجيمنين سانجاك. ويحتفي المهرجان برياح الربيع العربي ولكن بطريقة التذكير بهموم النساء في الشرق الأوسط يتصدرها المصري678إخراج محمد دياب واللبناني الفرنسي الي اين لنادين لبكي والذي عرض في مهرجان كان الماضي والشريطان الايرانيان انفصال اخراج عاشور فيرهادي الحائز علي جائزة الدب الذهبي بمهرجان برلين والمرأة اليوم مارزيها ميسهكاني أو الإيطالي الفرنسي المشترك المصدر لرادو ميهيلانو والمستوحي من فضاء الشمال الإفريقي وتحديدا بلاد فاس.