نا هزاري.. أو غاندي الجديد كما يطلقون عليه هو مواطن هندي أعلن عن سخطه لتدهور الأوضاع الاقتصادية في بلاده وتفشي الفساد والرشوة وانتشار البطالة وسط قطاع عريض من المواطنين الهنود. هزاري عبر عن سخطه بطريقة الماهتما غاندي حيث أضرب عن الطعام حتي تتخذ الحكمومة إجراءات أكثر صرامة ضد الفساد, والعجيب أن هزاري رفض الخروج من السجن بعد أن قررت السلطات الهندية الإفراج عنه عندما يئست من إثنائه عن الإضراب عن الطعام. إضراب هزاري عن الطعام استقطب فئات كبيرة من المجتمع الهندي فخرجت المسيرات والمظاهرات في جميع أرجاء البلاد تأييدا ومساندة له وذلك في أكبر موجة احتجاجات تشهدها الهند منذ الاستقلال الحكاية بدأت عندما أعلنت سلطات مكافحة الفساد في الهند أن وزير الاتصالات الهندي السابق باع رخصة شركة من شركات المحمول لأحد أصدقائه بمبلغ تسبب في خسائر تقدر بنحو40 مليار دولار. والمشكلة أن الحكومة الهندية اكتفت بقبول استقالة وزير الاتصالات دون اتخاذ أية إجراءات عقابية ضده. وتزامن ذلك مع ارتفاع في أسعار الغذاء وتدهور في الأحوال المعيشية لقطاع كبير من المواطنين الهنود وأجواء فساد واسعة حتي أن صغار الموظفين يتلقون رشاوي مقابل تقديم الحصص التموينية المدعمة من الحكومة. كل هذا تزامن أيضا مع الربيع العربي وثوراته التي اجتاحت أرجاء العديد من دوله, فسقط النظام في مصر وتونس وليبيا, الأمر الذي شجع قطاع واسع من الهنود إلي تأييد هزاري البالغ من العمر74 عاما في دعوته نحو القضاء علي الفساد في الهند. ولم يكن موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ببعيد عما يحدث, حيث أسس محبو هزاري صفحة له أطلقوا عليها حركة آنا هزاري الأمر الذ ي اجتذب الملايين نحو الرجل الذي اشتهر بجلبابه الأبيض وغطاء الرأس ونظارته التي تشبه زعيم الاستقلال المهاتما غاندي. وأطلق هزاري حينئذ مقولته الشهيرة' أنها الحرب الثانية من أجل الاستقلال' في إشارة إلي حركته ضد الفساد. الحكومة الهندية التي يرأسها مانموهان سينج وتتحكم في ثالث أكبر اقتصاد في آسيا, استشعرت الخطر فعملت علي الفورعلي محاولة تهدئة تلك التوترات من خلال مسودة مشروع قانون جديد لمكافحة الفساد ينص علي تعيين مراقب فساد من مهامه التحقيق مع أي مسئول يتهم في قضايا فساد وهذا يشمل رئيس الوزراء والقضاة. هزاري وصف مشروع القانون بالنكتة السخيفة وقال إن ما يصبو إليه يتمثل في حملة شاملة ضد الفساد في الهند. واستمر هزاري في حملته وكانت تحد كل يوم الآلاف من المؤيدين مما شكل ضغطا سياسيا علي الحزب الحاكم ورئيس الوزراء. إلا أن تلك الحملة التي بدأها هزاري وقف ضدها كثيرون في البلاد واعتبروها سابقة لفرض هيمنة علي المؤسسات الديمقراطية. وحذروا من إمكانية أن يتم تعبئة أي نوع من الجماعات المتطرفة للمضي قدما في هذا السلوك لكن تلك الأصوات لم تثني هزاري ورفاقه عن مطالبهم, مما دعا الحكومة الهندية إلي طلب الحوار معهم حتي يتم التوصل لتسوية. وتحول الرجل الذي كان مصدر إزعاج للسلطات الهندية إلي رمز وطني هز كيان الحكومة المنتخبة في عام2009 بعد تمكنه من تحريك الشارع الهندي حيث شارك الآلاف هزاري في إضراب في الطعام واعتصموا في الساحات وأغلقوا الشوارع