مع اندلاع المظاهرات في أنحاء العالم إلا أن الهند لم تخل من هذه المظاهرات التي اجتاحت أراضيها ولكنها من نوع آخر فهي علي وتيرة "غاندي " حيث اختار الهنود التعبير عن احتجاجهم بالصوم مدي الحياة، ولكن كان غاندي يصوم لمواجهة الاستعمار أما الآن فإن "أنا هازار" هو الأمل للقضاء علي الفساد . تسبب اعتقال المناضل »أنا هازار« يوم 61 أغسطس في اندلاع مظاهرات في الهند من آلاف المواطنين لدعمه منددين بفضيحة الفساد والرشاوي المتكررة . »أنا هازار « رجل في الرابعة والسبعين من عمره حبس احتياطياً بعد إعلانه للصيام العام حتي الموت .. و تم الإفراج عنه يوم الثلاثاء الماضي ولكنه رفض ترك سجن تيهار غربي العاصمة نيودلهي . ولكن رفضت السلطات الهندية السماح له بالإضراب عن الطعام لأجل غير مسمي، و السبب أنه دعا لتشديد مشروع القانون الذي يعفي رئيس الوزراء وكبار القضاة من الملاحقة القضائية في قضايا الفساد المشتبه فيها . و كان حبسه علي ذمة التحقيق بعد إعلانه عن عزمه "الصيام حتي الموت" ورفضه الصيام لمدة ثلاثة أيام فقط كما أنه نجح في التفاوض مع الشرطة لزيادة المدة إلي 51 يوما، ولكن في رسالة مرئية قد سجلها عبر الفيديو من زنزانته التي أثارت السلطات من جديد وهي " صحتي جيدة وأشعر أنني أستطيع الصوم أكثر من 51 يوما المسموحة لي من قبل الحكومة وأطلب السماح لي بأسبوع إضافي " كما حذر بأنه لن يتوقف عن النضال بعد. ثم ألقي خطابا في ساحة كبيرة في نيودلهي تستوعب 52 ألف شخص ثم قام بتحيتهم علي طريقة رئيس الدولة وقال فيه " الإخوة والأخوات، اعزائي الأطفال في عام 7491 تحررنا ولكن لم نحصل بعد علي حريتنا " في بلد حر خال من الفساد حيث ألقي الخطاب مذكرا لهم تاريخ استقلال الهند من الاحتلال البريطاني، ثم وافق بعد ذلك أنا هازار علي الخروج من السجن بعدما تفاوض مع الحكومة علي فترة الإضراب عن الطعام 51 يوما. وقد أضاف المتحدث الرسمي باسم الغضب الشعبي أن من المثير أن رغم قصر عمر حكومة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج منذ بضعة أشهر قد اكتسبت شعبية وسمعة بأنها مستنقع من الفساد عندما اضطر وزير الاتصالات السابق إلي الاستقالة لتزعمه حركة بيع تراخيص مزورة للهاتف المحمول وقد سرق جراء ذلك 04 مليار دولار . وأشار أنا هازار و هو المتحدث الرسمي باسم الغضب الشعبي أيضا ضد الفساد المستشري في الحياة اليومية فإذا كان الحصول علي رخصة قيادة أو ترخيص العمل بالتجارة أو القبول بالمدرسة لا يحدث إلا بدفع الرشاوي والعمولات ، ومن أسباب السخط العام أيضا من قبل الوسط اليساري هو النمو الاقتصادي البسيط وارتفاع الاسعار مما يؤثر علي دخل الأفراد سلبا وعلي الصعيد الآخر قامت الحكومة بالرد علي ذلك لمواجهة الاحتجاجات بالإشارة إلي قيمة المؤسسات في الهند وهذا أكبر رد ديمقراطي في العالم ، حيث أعطي رئيس الوزراء الصورة المعتادة "السيد نظيف " كصفة وليس كاسم مثلنا .. الصورة التي قد شوهت إلي حد ما منذ اندلاع الأزمة ووصف حملة (أنا هازار) " بأنها لا أساس لها علي الإطلاق وغير قانونية بموجب امتياز الحصرية لبرلمان التشريع "علي حد قوله. حيث ظهرت علامات الدهشة علي قادة الحركة الشعبية لحزب الكونجرس الذي يقود الائتلاف الحكومي حيث افترض تورط الولاياتالمتحدة في موجة الاحتجاجات حيث تساءل المتحدث الرسمي باسم حزب السلطة أن " (أنا هازار ) وحده، فهو لا يمتلك أي منظمة، لذا كيف بدأ هذه الحركة الشعبية وكيف تضخمت هكذا ومن الذي يعطي هؤلاء الناس الأوامر سواء كان عبر التليفون أو الإنترنت . ومن جانب آخر نددت الحكومة الهندية بسلوك هازار واعتبرت ذلك تحديا سافرا للحكومة وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة معبرا عن أسفه " أنا أعلم جيدا أن هازار تقوده الأخلاق النبيلة والمثل العليا ولكن الطريقة التي اختارها للتعبير عن رأيه غير مناسبة علي الإطلاق، ونستخلص من هذا أن سبب الاحتجاجات والمظاهرات في العالم واحد وهو القضاء علي الفساد والرموز الفاسدة فإذا تم ذلك ارتفع المستوي المعيشي للفرد، حيث رغبة الإنسان في العيش حياة كريمة واحدة في العالم كله سواء مصري، سوري، تونسي، أم هندي . ومن الواضح أن فسادا قد اجتاح وجه البسيطة تيمناً بقول الله تعالي " ظهر الفساد في البر والبحربما كسبت إيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون "صدق الله العظيم . فعلي حكام العالم أن يتقوا الله في شعوبهم حتي لا تحل عليه لعنة الله، وعلي الشعوب أن تخلص في عملها حتي يبارك لها الله في رزقها .