كتبت -ماجي الحكيم: شعورها بالانتماء لمصر جعلها تسعي لخدمتها بأية وسيلة, وغيرتها علي وطنها كانت الحافز وراء محاولتها المشاركة الدائمة بأي عمل يخدمه, ورغم الاحباطات الكثيرة التي مرت بها الا انها نهضت مرة أخري لتشارك في مصر النهاردة... دكتورة هنا أبوالغار الناشطة ومسئولة اللجان النوعية بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي تتحدث عن مسيرتها في حديث خاص للأهرام تقول: في عام2000تراكمت الضغوط والتجاوزات خاصة بعد اجتياح فلسطين ثم حرب العراق وشعرت بأنني لابد أن أشارك فالمتابعة وحدها غير كافية, فنزلت في المظاهرات وانتظمت في المشاركة, وكان لدي رغبة في المشاركة بقدر أكبر لكن المناخ في ذلك الوقت لم يكن يسمح بأي مشاركة سياسية إلا من خلال الحزب الوطني أو الأخوان المسلمين, فاتجهت للعمل المدني في محاولة لخدمة وطني بأي شكل متاح وبالفعل انضمت الي إحدي الجمعيات المعنية بأطفال الشوارع, وتعرفت علي حجم المشكلة الحقيقية لهذه القضية وظللت في تلك الجمعية لمدة سبع سنوات, وكان اهتمامي طوال تلك الفترة بالفتيات بصفة خاصة لاهتمامي الشخصي بقضايا المرأة لأني مؤمنة بأنه اذا كان الشعب المصري كله مظلوما أو مقهورا فالمرأة مظلومة ومقهورة بشكل أكبر, لذا أنشأت جمعية بناتي المعنية بأطفال الشوارع من البنات بمساهمة العديد من رائدات العمل الاجتماعي أمثال يسرية لوزة وسحر السلاب ومني فائق, وبالفعل نجحنا اليوم في تجهيز مكان محترم يخدم60فتاة مقيمة و200 فتاة بالشوارع. مشاركتي في المظاهرات استمرت عدة سنوات حتي انتخابات عام5002 حيث فقدت الأمل في أي تغيير ايجابي, حتي أني بدأت أشعر بالقلق علي ابنتي الاثنتين وعلي مستقبلهما وبدأت أستجيب الي الاقاويل مثل انتوا بتنفخوا في قربة مقطوعة, وظلت مشاركتي مدنية واجتماعية بالاضافة الي عملي بقصر العيني في محاولة لخدمة بلدي وعدم التراجع نهائيا.. لكني لم امتنع تماما خلال تلك السنوات عن الحركة السياسية فكنت جزءا من حركة9 مارس وكذلك كفاية والجمعية المصرية للتغيير وحملة البرادعي وأخذت أتحدث الي الطلبة, وأحتك بهم للتعرف علي قضاياهم وحثهم علي المشاركة بشكل ايجابي. جاء52 يناير وقلب كل الموازين, فبعد سنوات من تدهور الأمور وانتشار الفساد كان الوضع السياسي في أسوأ حالاته وكنت قد تابعت عبر الانترنت والفيس بوك الترتيب للخروج في هذا اليوم وكيفية احتشاد العديد والعديد من الشباب وذهبت بالفعل في صباح يوم 25 الي أحد المقاهي بشارع جامعة الدول ولكن حتي الظهيرة لم يتحرك أي ساكن فشعرت بالاحباط وعدت الي العيادة الخاصة بي وهناك تابعت عبر الفيس بوك ان التحركات مستمرة وان المسيرة قد تخطت عدة حواجز ورغم شعوري بالضيق وتأنيب الضمير لعدم مشاركتي في تلك المسيرة الا ان فرحتي طغت علي كل شيء ونزلت يوم28 في الجيزة وتم ضربنا بالماء والغاز ولكننا صمدنا والثورة استمرت ونزلت الي التحرير بعد ذلك عدة مرات, واصطحبت بناتي وكنا فخورات جدا بما فعله الشعب المصري وبما استطاع ان يحققه من مستحيل. عن المشاركة في الحياة السياسية بعد الثورة تعلق د. هنا أبوالغار: لقد أصبحت اجبارية وليست اختيارية فهي أمر سنحاسب عليه ضميريا وأدبيا كما ان أبنائنا بحملوننا تلك المسئولية في توجيه مصر في الاتجاه الصحيح وعلينا أن نجتهد لنحقق حلمنا, فاذا نجحنا فهنيئا لنا جميعا واذا لم ننجح فقد شاركنا في صنع التاريخ.. ورغم اني لست سياسية الا أني ساهمت في الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وأعمل به كمسئولة عن اللجان النوعية كلجنة الصحة والتعليم والمرأة, وغيرها وقد استطاع المتخصصون ممن يعيشون الواقع في كل مجال طرح أفكار مهمة جدا داخل كل لجنة وهناك وجود قوي جدا للمرأة سواء من خلال لجنة المرأة أو اللجان الأخري لكن للأسف مشاركتها في الأحزاب بصفة عامة ليست بالقدر المطلوب تماما فمن المفترض أن تحصل علي05% من المقاعد في أي جهة لكن بعيدا عن الكوتة والتمكين وإنما بإعطائها الفرصة كاملة للتقييم من خلال قدراتها وللاسف الهيكل الاداري في اي مكان في مصر سواء كان في عمل او جهة سياسية لاتختار المرأة لكفاءتها وانما لمجرد أن تمثل المرأة في هذا المكان ونحن لا نريدها أن تمثل الا نفسها لكن للأسف ان العوائق الاجتماعية تمنعها من تحقيق أحلامها فنجد مثلا اغلب المتفوقين في التعليم سواء الثانوي أو الجامعي أو غيره من الفتيات لكنهن لايحققن شيئا بعد ذلك لأن المجتمع لايساعد لتحقق احلامها كزوجة وأم وكذلك في العمل كتوفير دور حضانة ووسائل مواصلات محترمة وكذلك طبيعة إجازات عادلة كالموجودة في بلاد العالم المتحضر وهي سنة بمرتب كامل بعد الانجاب وكلها أمور في غاية البساطة, فالمرأة المصرية تتحمل الأسرة والسياسة في آن واحد من خلال عملها في الوزارات والهيئات أي انها مشاركة في كل التفاصيل لكن عند اتخاذ القرار يتم ايقافها.. لكن اليوم نزلت البنات والشابات الي المظاهرات وتحركت المرأة كما تحرك الشعب كله وقدمت شهيدات ومصابات ولم تعد تضحيتها ثانوية بأن تكون أما فقدت ابنها أو زوجة ترملت انما تعرضت للرصاص الحي واقدمت علي أمر جديد تماما علي المرأة, وبالتالي لم يعد مقبولا تهميشها. متفائلة جدا هكذا تقوم دكتورة هنا أبوالغار أوضاع المرأة المصرية في المستقبل قائلة: لقد تغيرت المرأة كما تغير كل الناس ولم يعد من السهل أن تقهر خاصة علي مستوي الفتيات والشابات اللاتي يدافعن عن حقوقهن برزانة عقل وحكمة وقوة شخصية دون أن يفقدن اعتزازهن بأنوثتهن.. لن يكون هناك قهر بعد اليوم لن يسكت أي مصري علي ظلم أو تعسف.