واقفون هنا.. قاعدون هنا.. دائمون هنا.. خالدون هنا.. لنا هدف واحد, واحد, واحد, أن نكون.. وسنكون.. هذه أبيات من قصيدة الشاعر الفلسيطيني محمود درويش اقتبسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس حينما كان يلقي كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها ال66 طالبا فيها الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس علي الاراضي الفلسطينية المحتلة عام1967بعد أن فشلت المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي منذ احتلال1967 حتي الآن, وكانت الحصيلة النهائية لتلك المفاوضات حكما ذاتيا منقوصا لقطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية وسط حصار إسرائيلي شامل برا وبحرا وجوا, ونهم استيطاني إسرائيلي منظم ينتهك حرمة كل الاراضي الفلسطينية دون تمييز وسط صمت عالمي مريب, ومتاجرة عربية بالقضية الفلسطينية أدت إلي انقسام فلسطيني داخلي بين فتح وحماس لتقع القضية الفلسطينية برمتها في بئر عميقة من النسيان والضياع في مواجهة تشدد إسرائيلي وحكومة يمينية متطرفة تري أن الوقت كفيل بنسيان القضية الفلسطينية ومعه يتم تغيير الواقع علي الأرض من خلال المخططات الاستيطانية المنظمة في الضفة والقطاع. لا أحد يرفض المفاوضات ولكن اذا تحولت المفاوضات إلي هدف في حد ذاته فلايمكن أن تستمر, وهذا مافعلته اسرائيل بالضبط.... اسرائيل تريد مفاوضات لاتنتهي وما ان تبدأ تلك المفاوضات حتي تبادر بوضع العراقيل أمامها لكي تنهار تلك المفاوضات ثم تريد أن تبدأ من الصفر من جديد, هي فقط تريد الدوران في حلقة مفرغة من أجل استهلاك الوقت والظهور أمام العالم أنها تقبل المفاوضات وتريد السلام في حين أنها لاتريد السلام وتسعي دائما إلي قتلة بدم بارد كلما لاحت فرصة للتوصل إلي أتفاق. فعلت ذلك مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وهو الملك غير المتوج للشارع الفلسطيني والأقدر علي تحقيق السلام لكنها حاصرته وظلت تراوغة جتي أغلقت أمامه كافة السبل ليكفر بالسلام مع العدو الصهيوني, حتي مات محاصرا وربما مفتولا داخل الاراضي الفلسطينية, لايجد طبيبا يعالجه, وكان يعيش علي ضوء الشموع والمباني المهدمه تحاصره من كان جانب. كان محمود عباس هو الأنسب من وجهة النظر الاسرائيلية لاستكمال مسيرة المفاوضات باعتباره أحد القادة الفلسطينيين المؤمنين بالسلام, وأمسك ابومازن بغصن الزيتون وتحدي كل الصعاب بعد ان انحاز للسلام علي حساب المقاومة.. فماذا كانت النتيجة؟! نفس الحال.. عربدة اسرائيلية واستمرار النهج الاستيطاني والحصار لكل الاراضي الفلسطينية, وزاد الأمر بشاعة حينما دقت إسرائيل فتيل الانقسام داخل الجسد الفلسطيني الواحد وتحولت المنافسة السياسية بين فتح وحماس إلي صراع وصل في بعض الأوقات إلي أن يكون صراعا ملطخا بالدماء علي الارض, ولولا جهود المصالحة من مصر وبعض الدول لكان الوضع أسوأ بكثير مما هو عليه الآن. تحمل أبومازن الكثير ووضع جدولا زمنيا للمفاوضات ينتهي في سبتمبر الحالي بعدها يتوجه إلي الأممالمتحدة يطلب قيام الدولة الفلسطينية لكن حكومة نيتانياهو المتشددة ومعها صقور إسرائيل لم تحرك ساكنا وظلت علي عنادها ومراوغتها حتي حان الموعد المحدد, والمفاجأة كما أكد ابومازن ان هناك بعض الدول العربية مارست ضغوطا عليه لكي يتراجع عن موقفه وليته يعلن أسماء تلك الدول لكي يعرف المواطن العربي من يتاجر بالقضية الفلسطينية ويزايد عليها. بغض النظر عن نجاح الطلب من عدمه أو استخدام امريكا للفيتو وهو الأمر المحتمل فقد كسر ابومازن حاجز الصمت حول القضية الفلسطينية وأعادها من جديد إلي صدارة المشهد برغم حالة الانكفاء الداخلي في بعض الدول العربية الآن بسبب ظروفها الداخلية. يبقي أن يلتئم شمل الفصائل الفلسطينية وتتوحد خلف قيادتها وتقوم بتنحية خلافاتها جانبا, وتنتهي مفاوضات المصالحة الفلسطينية وتتوحد الضفة والقطاع ليعود الوطن الاسير اولا لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج.. فهل يتحقق الحلم؟! المزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة