فيلم خيط ضعيف يمكن تصنيفه كعمل درامي فني يحمل رسالة إنسانية تربوية موجهة, كأقرب ما يكون, للأفلام السينمائية التي لا تعرض عرضا عاما تجاريا وإنما تعرض داخل المنظمات الثقافية الاجتماعية. طاقم العمل من ممثلين ومخرجين وطاقم صوت وإضاءة وتصوير ونص حتي مدير الإنتاج ومساعديه هم مجموعة من الشباب المسلمين والمسيحيين السينمائيين الهواه حديثي السن وكلهم من الشباب الواعد, ومقتنعين تماما بالفكر الإنساني المقدم من خلال الفيلم ويمتلكون حماسا فطريا جارفا لتقديم هذه الفكرة بالشكل المطروح وبالمعني الذي يرمي اليه الفيلم في النهاية, وهو عن رؤية وسيناريو وإخراج الدكتور محمد زاهر, أما مجموعة الفنانين فهم محسن محيي الدين وعماد الراهب ومحمود الجندي, وأدار تصوير الفيلم إسلام كمال. مضمون الرسالة النبيلة التي أراد طاقم العمل في الفيلم توصيلها هو أن مساحة القيم الإنسانية القويمة التي وردت في كل من الدينين الإسلامي والمسيحي هي مساحة كبيرة وتمثل الجانب الأعظم من الديانتين, وهي تسمح تماما بل وتشجع علي تنمية التقارب بين أطراف الوطن الواحد, وأن الخلاف العقائدي الذي نعترف بوجوده بين الديانتين, لا يجب أبدا أن يدفعنا الي منطقة الكراهية والبغضاء, وأن الرباط القوي الذي ربط بين أطراف الوطن الواحد في مصر لسنوات طويلة قد اعتراه الضعف في الآونة الأخيرة فأوشك علي الانقطاع, إلا إذا اتنتبه الفريقان وحرصا وتعاونا علي تقويته بصورة متعاونة ومتوازنة ومخلصة( كلمات أغنية مقدمة الفيلم تعبر عن ذلك المعني), وذلك من خلال ما طرح الفيلم من حلول عملية لمعظم القضايا الخلافية الساخنة التي تسوقها المجموعة المتطرفة من الفريقين بطريقة هيستيرية لا عقلانية تلهب مشاعر الكراهية وتدفع المجتمع كله الي الهاوية. وبرغم التعارض الفكري والعقائدي بين أبطال الفيلم( الراهب المسيحي والأمير المسلم) فإن قيمة الحب الإنساني الذي نشأ واستقر واستمر بينهما, هي القيمة العليا التي يهدف اليها مضمون الفيلم. والذي تم عرضه في حفل استقبال في الاسكندرية والقاهرة, وتم التعليق عليه من فضيلة الشيخ بكر زكي عوض عميد كلية اصول الدين, والدكتور ايهاب الخراط استشاري الطب النفسي وناشط سياسي وحقوقي عن كنيسة الدوبارة بالقاهرة, والدكتور جمال المرزوقي رئيس قسم الفلسفة الإسلامية بعين شمس, والدكتور شيرين عباس حلمي رجل الأعمال, والناشط السياسي عصام عبد الله, والمهندس محمد تاج الدين رجل الأعمال, بالإضافة إلي الممثلين, وقد استقبله الحاضرون علي اختلاف دياناتهم وانتماءاتهم بتفاعل صادق وتعليقات واعية ومشجعة جدا شعرت معها بأنني أطرح موضوعا يمس قلب المجتمع وفي توقيت أمثل.