كشف خبير إستراتيجي سوداني عن مخططات غربية لإستهداف السودان بعد إنفصال الجنوب لتفكيكه إلى دويلات ، وحذر من مساعي الجهات التي تهدف لتطبيق سيناريو "الفوضى الخلاقة" بالسودان . معتبرا أن المدخل إلى ذلك هو الحديث عن فقدان دولة الشمال لعائدات النفط بعد إنفصال الجنوب وإرتفاع أسعار السلع الإستهلاكية . ودعا الخبير في مجال الإعلام صلاح الدين خوجلي خلال الندوة التي استضافها المركز السوداني للخدمات الصحفية بمقره اليوم بعنوان (مؤامرة تقسيم السودان) إلى إنشاء قناة باللغة الإنجليزية تتصدى للحملات التي تشنها هذه الجهات التي تتحدث عن وجود أزمات إنسانية تستوجب التدخل الخارجي في السودان . وأعتبر خوجلي أن العطش الأمريكي للنفط جعلهم يهتمون بالسودان ، لكن قيام ثورة الإنقاذ الوطني 1989 قد أربك حساباتهم ، وأنهم جعلوا فصل الجنوب مرتكزا لخطة تقسيم ما تبقى من السودان ، على أن تكون دارفور هى الخطوة التالية . ويشمل المخطط - حسب هذا الخبير - جبال النوبة والبجا في شرق السودان ، وأشار إلى ما قالته المتحدثة باسم المجمع الكنسي في تظاهرة أمام البيت الأبيض تم فيها رفع علم الولاياتالمتحدة وعلم دول الجنوب جنبا إلى جنب وذلك قبل الإستفتاء على مصير الجنوب وقالت المتحدثة ياسم المجمع خلال مقطع مصور تم عرضه خلال الندوة (يجب ألا نستسلم للإسلاميين العنصريين الذين يحكمون الخرطوم والعمل على فصل الأطراف وعدم ترك إلا 10 % لهم من المناطق حول الخرطوم) في إشارة إلى أن أغلب المناطق والهوامش كما تسمى في وسائل الإعلام يجب تمكينها من الإنفصال عن المركز بالخرطوم . وتطرق خوجلي إلى عودة الأمريكيين للحديث عن وجود رق بالسودان تمهيداً لخدمة مخططهم وهو ما تصدى له لويس فرقان زعيم المسلمين بالولاياتالمتحدة . وأعتبر خوجلى أن الوجود الإسرائيلي في جنوب السودان والذي تكثف عقب إنفصال الجنوب رسميا وإعلان دولته ، يقع ضمن الإستراتيجية التي تهدف إلى تمزيق السودان ، وأشار أن عدد اللاجئين السودانيين في اسرائيل وصل لنحو ثلاثة آلاف شخص وكشف عن تجنيد 500 منهم ضمن الموساد والجيش الإسرائيلي . وحذر صلاح الدين خوجلى من إستراتيجية "الفوضى الخلاقة" التي يسعى الغرب لتطبيقها في السودان ، وضرب مثلا بالثورات العربية التي تميزت بعدم وجود قيادة واضحة للثورة وهو ما تسعى القوى الغربية لتطبيقه في السودان . وقال أنه في ظل السعى المحموم لإسقاط النظام يجرى الحديث عن إيجاد أرضية خصبة لذلك بالطرق على إرتفاع الأسعار وتدهور مستويات المعيشة ، وأن المجاعة هى المدخل إلى بذر الفوضى الخلاقة . وقال خوجلى خلال المنتدى أيضا أن الخطة القاضية بفصل جنوب السودان تمهيدا لفصل أجزاء أخرى منه بدأت بمظاهرات صاخبة أمام البيت الأبيض وأنها لم تتوقف . وكشف عن تخصيص وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت برنامجا إعلاميا مدته ثلاث سنوات موجها إلى الجنوبيين وخاصة الشباب لإظهارهم بأنهم لاقوا الإضطهاد والتمييز على أيدى المسلمين الشماليين وذلك وصولا إلى ان الحل لمعاناتهم يكمن في دولة مستقلة لهم . وأضاف أن أولبرايت كلفت بعض القادة الجنوبيين في إطار هذا البرنامج الإعلامي بالهجوم على الإسلام شريعة وعقيدة ، واستعرض حديث باقان أموم الذي قال فيه أنه من المستحيل العيش في دولة تحرم المريسة (الخمر) ، معلقا على ذلك بالقول (جعلوا ثمن وحدة السودان قرعة مريسة) . وقال خوجلى أن الخطوة التالية في الإستراتيجية الغربية تجاه السودان هى دارفور ، وأن باراك أوباما ومنذ أن كان سيناتورا زار معسكرات اللاجئين والنازحين من دارفور مرتين ، وخاطبهم بأنه سوف يجلب إليهم قوات دولية لتحميهم وإن فشلت تلك القوات سوف يجلب قوات أمريكية . وعرض مقطع فيديو يظهر فيه أوباما وهو يستمع إلى النازحين واللاجئين ويلقى عليهم تعهداته مما بشى بأن الهدف التالي هو فصل دارفور على أن تتبعه بقية المناطق لتمزيق كل السودان .