يشكل الأطفال الذين يتخذون من الشارع مأوي لهم فئة واحدة من فئات أخري مهمشة, والذين يمكن أن يستقطبهم الشارع بكل مخاطره مثل الأطفال بدون أمهات, أو لأمهات بدون آباء, والأيتام والأطفال العاملين والذين يخدمون في المنازل والمتسربين من التعليم والمعاقين..عن الأطفال الذين يتخذون من الشارع مأوي لهم أجرت رابطة المرأة العربية بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي دراسة شارك فيها كل من د. هدي بدران د. نادية حليم د. كامل كمال أ. أحمد حسين.. أجابت عن سؤال مهم: كيف نعمل علي إعادة الطفل المقيم في الشارع إلي أسرته إذا كانت ظروف الأسرة التي دفعت الطفل الي الشارع لم تتغير فكيف نعيد الطفل إلي نفس الأسرة مع غياب أنظمة مطبقة لمتابعة حياته بعد عودته اليها؟. أوضحت الدراسة ان المؤسسات الحكومية التي من المفروض أن تحتوي هذه الفئة من الصغار غالبا ما تعاني من نقص الموارد المالية وعدم التأهيل وعدم الإيمان بالقضية وافتقاد الجدية. كما أن الطفل الذي يأخذ من الشارع مأوي له كثيرا ما يعتبر أن مراكز الاستقبال النهارية ليست سوي فسحة يعود بعدها للشارع.. لذلك أوصت الدراسة بعدة أمور لإغلاق منابع تفريخ أطفال الشوارع في مصر أهمها تفعيل قانون عمالة الطفل ومنع العمل لمن هم أقل من15 سنة, وتطبيق قانون التعليم الإلزامي, والاهتمام بأنظمة تعليم مهني تبدأ من المرحلة الابتدائية لتخريج حرفيين مهرة, ربط كل الفرص التي تقدمها الدولة للفقراء من دعم وقروض وبطاقة تموين بالالتزام بحجم أسرة صغيرة, والتوسع في إنشاء أكثر من خط ساخن لخدمة أطفال الشوارع. وتوصلت أيضا الدراسة إلي أن القبض علي هذا الطفل والاعتداء عليه بالضرب وبتجريده من النقود الموجودة معه أو ايداعه في المؤسسات حلول غير مجدية علي الاطلاق لأنها تؤدي الي عودته مرة أخري الي الشارع وأصدقاء السوء, والحل الأمثل هو وجود باحثين اجتماعيين مع هؤلاء الصغار في الشارع ليتعرفوا علي ظروفهم وليبثوا شعور الأمان لديهم فيثق فيهم الأطفال ويتحاورون معهم بصراحة, وهكذا يمكن إقناعهم بهدوء بترك الشارع والعودة إما إلي الأسرة أو الالتحاق بالمؤسسات الحكومية أو الأهلية لتدريبهم علي حرف يدوية.