يقول ذو الجلال الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم( الأنفال3 4).. فالصلاة ركن أساسي من أركان الدين, وبها يشعر المؤمن بالتواصل مع ربه, ولذلك فرضها الخالق جل وعلا خمس مرات في اليوم, حتي يظل إيمان المؤمن حاضرا طوال يومه, ولو لم تكن هناك صلاة هكذا, لكان إيمان المؤمن عرضة للذبول أو الانحسار, ولتمكن منه الشيطان فأنساه ذكر ربه.. فالصلاة المنتظمة هي الوسيلة المثلي للاحتفاظ بنضارة الايمان وحيويته, وللاقتراب من الله سبحانه وتعالي, وعن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل افترضت علي أمتك خمس صلوات, وعهدت عندي عهدا, أنه من حافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة, ومن لم يحافظ عليهن, فلا عهد له عندي.. وهذا الاقتراب يزيد أكثر مع صلاة النافلة, لأنها تطوع.. وقيام المسلم بها يعني أنه راغب الي الله حقا وصدقا, ولذلك يقول عز من قائل في الحديث القدسي ومايزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتي أحبه. والصلاة تمحو الذنوب, ولذلك يقول المولي تبارك وتعالي وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكري للذاكرين( هود114). وقال صلوات الله عليه وسلامه الصلوات الخمس, والجمعة الي الجمعة, ورمضان الي رمضان, مكفرات لما بينهن إذا إجتنبت الكبائر. ونري أن الله تبارك وتعالي قرن الصلاة بالإنفاق في سبيل الله في سورة الأنفال المشار اليها آنفا, وأن من يقيم الصلاة وينفق في سبيل الله زكاة وصدقة لهو من المؤمنين حقا, وفي سورة البقرة يقول عز من قائل وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون خبير( البقرة110). ويذكرنا سبحانه أن المال الذي ننفق منه هو المال الذي رزقنا به وآتوهم من مال الله الذي آتاكم( النور33) فهل نبخل بالإنفاق, وهو صاحب الفضل علينا فيما لدينا؟! والصدقات تطهرنا وتزكينا عند ربنا خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها( التوبة103) وهي تكفر عنا سيئاتنا إن تبدو الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير( البقرة271).. وهكذا يتأكد لنا أن الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة لهم منزلة عند الله لهم درجات عند ربهم ويغفر الله لهم ذنوبهم, ويرزقهم رزقا حسنا في الدنيا والآخرة.. هنيئا لمن يحافظون علي صلواتهم ويقيمونها بانتظام وفي وقتها, إذ يدخلون ضمن من يعدهم ربهم بجنة الفردوس والذين هم علي صلواتهم يحافظون. أولئك هم الوارثون. الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون( المؤمنون9 11).. علي أن نؤدي الصلاة في خشوع حافظوا علي الصلوات والصلاة الوسطي وقوموا لله قانتين( البقرة238) والصلاة الوسطي هي صلاة العصر, وقوموا لله قانتين أي أدوا الصلاة في خشوع.. وهنيئا لمن وقاة الله شح نفسه, فتصدق علي الفقراء والمحتاجين مما رزقه الله ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون( الحشر9)..
