من حق البلطجية في كافة المحافظات المصرية أن يدعوا الي مليونية في ميدان التحرير للمطالبة بزيادة أجرتهم في اليوم الواحد, وذلك أسوة بأقرانهم الذين حصلوا علي مبلغ 11 الف جنيه في واقعة السفارة الأسرائيلية ووجبة عشاء فاخرة. وأيضا من حق أغلب المواطنين الإنضمام لتلك المليونية بعد صدمتهم من ضخامة الاموال التي يحصل عليها البلطجي المحظوظ. ولكن الموقف برمته دعوة صريحة لإتجاه عامة الشعب للعمل بمهنة البلطجة و الحصول علي الاف الجنيهات في اليوم الواحد, ولن يتكلف الشخص شيئا سوي انه سيلقي بعض الحجارة و عدد من زجاجات المولوتوف و يحمل في يديه اي نوع من انواع السلاح, ويعود مرة اخري الي منزلة بهذا الكم المهول من الاموال. إن ما حدث في واقعة السفارة الإسرائيلية و ما تبعها من اعمال تخريبية علي يد البلطجية المأجورين من قبل شخص له اهداف خاصة ينذر بخطر حقيقي علي مصر و شعبها وأمنها بالكالمل, فأي شخص يملك المال بمقدورة أن يشكل ميليشيات مسلحة في وقت قصير لتنفيذ اي عمليات تخريبية في وسط العاصمة, في إطار وجود أعداد كبيرة من البلطجية مستعدة لتنفيذ ما يكلفون به بمنتهي الدقة و الإخلاص مقابل الاموال التي تصرف لهم. الغريب في الامر أن ذلك الإمبراطور الذي انفق بسخاء علي 150 من البلطجية نسي أو تناسي ما يتم الان من محاكمات لرموز النظام بسبب تحريضهم علي القتل او أعمال الشغب معتقدا أن رجالة لن يخذلوه في مهمتهم و أمواله ستكون عائقا أمام إعترافات من يلقي القبض عليه, متوهما انها فرصته الحقيقيه لتنفيذ أهدافه التي سنعرفها عندما يتم القاء القبض عليه. الخطير في الامر أن هناك بطالة بين الشباب المصري و هناك العديد منهم لا يجد قوت يومه الامر الذي يجبرهم علي الانحراف في بعض الاوقات للحصول علي المال, ويأتي من يغرر بهم من أجل تنفيذ أعمال شغب و ترويع لخدمة مصالحه, والتي في الغالب تهدف الي تدمير الامن في مصر و اشاعة الفوضي. والمهم الان ان تقوم الجهات الامنية بإلقاء القبض و الاعلان الفوري عن إسم الامبراطور الخفي, و تقديمة لمحاكمة عاجلة و علنية ليكون عبرة لكل من يحاول ان ينتهج نهجه, وتعود هيبة الدولة مرة أخري و نقضي علي البلطجية و مموليهم. المزيد من أعمدة جميل عفيفى