تلاحقت الأحداث في أسوان, بعودة القلاقل النوبية بعد انقطاع دام خمسة قرون, حيث سكنت الأحداث النوبية الساخنة بعد دخول العثمانيين بلاد النوبة في 1520م. وهاهي الأحداث الجارية العنيفة تطل برأسها بعد سكون. بداية فإني مع قومية مصر وعروبتها وافريقيتها وشرق أوسطيتها.. لست مع التقوقع والانعزال والخندقة الجغرافية والسياسية للنوبة.. وأؤيد, وبشدة التمازج الثقافي والتعددية الثرية وكل صفات السلام الاجتماعي في معناه الواسع. قام بعض الشباب النوبي بالاعتصام أمام مبني المحافظة بأسوان, ثم تطورت الأحداث بإشعال النار في مدخل مبني المحافظة وسرعان ما تطورت الأحداث بطريقة عشوائية برغم تخطيط أحد المعارضين المعروفين لتوجهات محافظ أسوان اللواء مصطفي السيد الرجل الذي حرك القضية النوبية من الركود وقام ببناء 2000 منزل في وادي كركر, وهذا الوادي يتسع ل100 ألف منزل وتزيد ومساحته شاسعة وموقعه استراتيجي ممتاز لقربه من مدينة أسوان, وملتقي الطرق المرصوفة بها أبو سنبل الخزان أوندان. يطالب الشباب الصغير بالعودة إلي بلاد النوبة دون أن يكون هناك مبرر قوي أمام العودة التي يجب أن تكون منظمة ومدروسة كا حدث في التهجير, فليست هناك كوارث طبيعية تدعونا للعودة إلي بلاد النوبة القديمة, أما أن نجعل العودة (مسمار جحا) وحائط مبكي سياسيا لإثارة الفوضي والقلاقل فهذا أمر خطير, فبدلا من أن نجني ثمار التهجير اخترنا الطريق السهل طريق الإثارة السياسية للعودة إلي النوبة القديمة, وبناء مساكن المغتربين في النوبة القديمة التي لم يرها معظمهم, حيث عاشوا في المدن الكبري: القاهرة, الاسكندرية, مدن القناة, والصعيد في قنا وسوهاج والأقصر وغيرها. آمل أن نحتكم لصوت العقل,وأن تكون مطالبنا مدروسة, وإني اضع مشكلة شباب الخريجين ومشكلة الاحلال والتجديد لمنازل المتضررين بالتهجير ومشكلة فصل الأسرة النوبية المتكدسة في حوش واحد علي مطالب العودة, نأمل أن نقرأ القانون رقم 106 لسنة 1963 والقرار الوزاري الصادر في شأن تعويض النوبيين (قرار 67) وإسكانهم والقرار الوزاري (قانون 6) الصادر لسنة 1933م قبل أن نتحرك في هذه الهجمة العنيفة التي شوهت سمعة النوبيين ووضعتهم الصحف السيارة في تناولها في صفحة الحوادث مع المجرمين, وقاطعي الطريق وحاملي الأسلحة الآلية. رفقا بمصر في هذه الآونة الخطيرة التي تمر بها البلاد, ونشجب ونستنكر التغرير بشباب النوبة المسالم في تصفية حسابات وفي مغامرات وبناء زعامات كرتونية تخرب ولاتبني, تفتت ولاتجمع تكرس للطائفية ولاتدعو للمواطنة. لا خوف من أبناء النوبة المسالمين الكبار والشباب ولكن الخوف كل الخوف من الذين يسكبون (البنزين) ويضرمون نيران الفتن ويشعلون أوار الحروب الدونكيشوتية, ويستغلون ظروف الوطن أسوأ استغلال في أعمال عنف غير معهودة لدي النوبيين المسالمين, لا لعودة العشوائية علي ضفاف بحيرة السد العالي, وضياع مقدرات الأهالي, ولا لتفتيت المجتمع النوبي المتماسك بقوة منذ 1963م, ولا لجعل النوبة بابا جنوبيا لضرب مصر وإثارة الفتن والقلاقل. آمل من الحكومة الرشيدة في ظل هذه الثورة الشعبية التي نعيشها أن تخاطب عقلاء النوبة من أساتذة جامعات وقضاة ورجال أعمال ومثقفين نوبيين من الحادبين علي هذا الوطن, والدعوة لمؤتمر قومي لتحديد مطالب النوبيين, وفق رؤية علمية مدروسة قابلة للتطبيق, وإلا ستعود النوبة إلي إثارة القلاقل من جديد في كتب التاريخ والرحالة والجغرافيين حينما يظهر في الأفق مغامر كبير يأخذها في طريق الهلاك, وكفانا مغامرين سابقين اغرقوا البلاد في الدماء. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.