لماذا هذا التعتيم والغموض الذي يحيط بسد الألفية في إثيوبيا؟.. هل هي مناورة سياسية للضغط علي مصر والسودان لتمرير كمية من المياه إلي طرف ثالث خارج الحوض أو الضغط علي مصر لدفع دول الخليج للإسهام في تمويل المشروع؟. إننا لا ننكر حق إثيوبيا في إقامة مشروعات طاقة كهربائية لإحداث التنمية لشعبها, ولكننا ننظر إلي مشاركة استراتيجية تحقق المصالح المشتركة لجميع شعوب حوض النيل الأزرق, بما لا يهدد الأمن المائي لكل من مصر والسودان, بالإضافة إلي أن موقع السد في منطقة بني شنتول علي الجهة الغربية للهضبة الإثيوبية وعلي مسافة40 كم من الحدود السودانية.. وهذا الموقع لم يحدد مسبقا في دراسات المركز الأمريكي للدراسات المائية عام 59 61 الذي حدد 33 موقعا داخل إثيوبيا لإنتاج الكهرباء وتوفير مياه الري للزراعة وأخري مشتركة لكلا الهدفين, أي أن هذا الموقع تم تحديده حديثا خلال عامين سابقين وخطورته تتمثل أساسا في عدم وجود بحيرة تخزين طبيعية شرق الجسم الرئيسي للسد, لذا أضاف المصمم عدة سدود ركامية بارتفاع 145 م بين الهيئات المرتفعة لتكوين بحيرة تخزين صناعية يصل طول احدها إلي مسافة5 كم, لذا فإن إنشاء سد خرساني علي مجري النيل الأزرق لا يؤثر علينا, فهناك سدان داخل السودان علي مجري هذا النهر (الرصيرص سفار) ولكن تكوين بحيرة التخزين في هذه المنطقة التي تسع 60 مليار م3 (نصف بحيرة ناصر) يؤثر علي جميع دول الحوض كالآتي: { يؤثر علي مصر عدم التخطيط الجيد لملء البحيرة الذي يجب أن يتم علي مراحل خلال 4 مواسم مطرية علي الأقل ربما لا يزيد علي 15 مليار م3 خلال مواسم الأمطار الطويلة مع بدء التخزين مع نهاية شهر أغسطس. { يؤثر علي السودان في حالة انهيار أحد السدود الركامية التي يزيد ارتفاعها علي 145 م وتحيط بحيرة التخزين, خصوصا في مواسم الأمطار الطويلة, مما يهدد بغرق ولاية النيل الأزرق بالكامل. { يؤثر علي إثيوبيا من خلال تغير ثقل الأرض علي الحافة الغربية للهضبة وعلي أجناب الأخدود الذي يجري فيه النهر, مما يؤدي إلي تصدع الأجناب الغربية من هذا الأخدود. { قد اجتمعت أخيرا بالخرطوم لجنة مصرية سودانية فقط لدراسة تأثيرات إنشاء هذا السد مع العلم حتي لا تكون الصورة قاتمة,.. إن المياه تصل لمصر أولا ثم تبدأ السدود في التخزين في أوائل سبتمبر.. ولقد تم إطماء بحيرات التخزين وهذه هي الحكمة الإلهية التي حبا الله بها مصر. هشام عارف المقطم القاهرة