يتراوح نصيب الفرد في اليوم بمدينة الإسكندرية بين نصف كيلوجرام وكيلوجرام واحد من المخلفات الصلبة وتختلف محتوياتها بين أحياء المدينة ولكنها تتكون أساسا من مخلفات بيولوجية( بقايا أطعمة ومخلفات الفواكه والخضار..) وتبلغ في المتوسط حوالي64% وورق13% وبلاستيك11% وزجاج3% ومعادن3% والباقي حجارة ورمال وأتربة6%. ونظرا لتدهور وسائل جمع ونقل المخلفات وعدم وجود وحدات فرز وخطط وإمكانيات ومحطات لإعادة تدويرنها تراكمت المخلفات خاصة في الأحياء الفقيرة علي هيئة تلال تهدد صحة المواطنين والأطفال الذين يعتبروها مرتعا لهم, فتلوث البيئة وما تحتويه من موارد طبيعية سبب تفشي أمراض لم تكن منتشرة من قبل. ما الحل؟ الحل لن يكون في قرار ارتجالي غير مبني علي دراسة علمية. لقد سئمنا من رؤية القرار السياسي يسبق الدراسة العلمية علي عكس العرف في البلاد المتقدمة حيث نجد أن القرار السياسي يبني دائما علي دراسة علمية.. فإذا اتفقنا علي ذلك فما هي جوانب تلك الدراسة وما طبيعة الحل؟ أولا يجب أن نقسم المشكلة الي شطرين الأول هو تجميع ونقل المخلفات والثاني فرز وإعادة تدوير والاستفادة من محتوياتها, ويجب أن يكون الحل متكاملا. بالنسبة للشطر الأول فيجب أن تركز الدراسة علي توفير وسائل جمع ونقل المخلفات في الأحياء الفقيرة وتحسينها في الأحياء المتوسطة وهنا نري أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به الزبالون, فسيارات الزبالة الضخمة لا تصل الي أماكن المخلفات في الأحياء الفقيرة بينما تصل عربات الزبالين الكارو, والتي يمكن أن تنقلها إلي نقطة تجميع خارج الأحياء الفقيرة حيث يتولاها أسطول السيارات. ولكي تنجح هذه الخطة يجب إشراك مجموعة من شباب الحي شباب الثورة الذين قاموا بتجميل الإسكندرية للإشراف علي جمع المخلفات ومتابعة العملية كذلك يجب مساعدة كل حي في إعداد برنامج توعية بأهمية المساهمة في نظافة الحي وتزويده بالمادة اللازمة, وعمل جوائز شهرية لأنظف شارع وإشراك وسائل الإعلام المحلية في هذه الحملة. وللحديث بقية.