تابوهات نعيش فيها وتترسخ في الوجدان المصري وتتوغل وتنتشر دون ان نفكر لحظة واحدة في ماهيتها وصحتها واصولها عندك ما نردده عن الدولة الدينية والمدنية والعلمانية في الاسلام فالأمة لم تعلم هذه المصطلحات إلا عندما بدأ الأوروبيون في التأريخ لقارتهم وقسموا هذا التاريخ الي عصور وسطي تسيطر عليها الكنيسة المسيحية وعصر النهضة الذي شبت فيه أوروبا وأطلت علي التقدم والرخاء, وفات الكثيرون منا خاصة الذين تعلموا في أوروبا في القرنين التاسع عشر والعشرين أنهم تعلموا وجهة نظر هؤلاء الفرنجة وأن الدول الاسلامية لم تكن تعرف الكهنوت ولا صكوك الغفران, اضافة إلي أن عصور الظلام في أوروبا كانت نورا عندنا وكان الفكر والفلسفة والعلوم والفن والأدب في العالم وقت ذاك جلها عربية اسلامية, وأعتقد أن الأمر لو كان فسر هكذا منذ ترجم الأولون أفكار وكتب الغرب لما نشأ بيننا وحتي الآن- هذا الصراخ ورمي التهم من الجانبين سواء بالكفر علي العلمانيين أو بالرجعية والتخلف علي الاسلاميين!.. ومصطلح الاستعمار أيضا ترجمناه كعرب وليس كمصريين فقط حرفيا عن الغرب بينما المفروض أن نسميه احتلالا لأن الاستعمار وفق اللغة العربية( أو أي لغة) هو طلب الاعمار لمكان ما بينما الاحتلال(occupation) تعريفه السياسي والحقيقي هو استنزاف موارد أي مكان من خلال هذا المحتل ولكن للأسف تحول الاحتلال الي استعمار أو استيطان(settlement) لأننا ترجمنا الكلمة من وجهة نظر من أطلق علي نفسه مستعمرا ؟! ..أما من طرائف الالغام في فكرنا أن البعض منا يسمي أبناءه باسم نعلم جميعا أنه أول قاتل علي الأرض فقابيل هو الذي اعتدي علي أخيه هابيل والغريب أن اسم هابيل الأخ الطيب تحول الي مصدر للهبل والعبط اذا جاز التعبير.. و لأنه من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.. فما كان ينبغي ان نكافئ المعتدي بنشر اسمه ونعاقب الطيب برميه بالهبل ولكنها التابوهات وما وجدنا عليه آباءنا وعدم إعمال الفكر وصدق الله العظيم.