لك الله يا مصر قوي سياسية عديدة تمارس نشاطها علي الساحة حاليا من منطلقات فكرية مختلفة, وجميعها تجعلنا نشعر بالقلق علي مستقبل مصر. فريق كالببغاء يردد أفكار ومبادئ الليبرالية الغربية كما تعلمها في مدارس وجامعات الغرب دون وعي بقدرات وثقافة الشعب المصري ويسعي إلي تحويل مصر فورا إلي دولة أوروبية, ولا يتنبه إلي أن غالبية الشعب لا يفهم ما يتحدثون عنه ولم يمارس الديمقراطية أبدا في تاريخه الطويل. وفريق آخر يرفض الرجس القادم من الغرب دون تفكير ويري في سنن الأولين طوق نجاة لا بديل عنه, غير متنبه إلي أن النظم السياسية الإسلامية والتي ارتبطت حتي بداية القرن الماضي بالخلافة هي من صنع الفكر الإنساني, ولا علاقة لها بالدين, وكانت تتوافق مع احتياجات المجتمعات في عصور سابقة ولم تعد كذلك. وفريق ثالث انتهازي يري في ثورة25 يناير فرصة لتحقيق مكاسب شخصية والحصول علي ملايين الدعم الخارجي من أي جهة وتحت أي مسمي ولا يهتم بمستقبل البلاد بقدر اهتمامه بأن يكون له مكان في النظام الجديد. وأخيرا نجد فريقا يمثل غالبية الشعب المصري لا يفهم كثيرا من الحوارات الدائرة علي شاشات الفضائيات نتيجة لتعالي لغة الخطاب ويتمني أن تكون الثورة وسيلة لتحسين الأوضاع المعيشية وأن يحصل هو أو ابنه علي فرصة عمل وأن تنتهي ظاهرة البلطجة وأن يعيش كريما معززا في وطنه ناسيا أن تحقيق كل هذا مرتبط بإعادة ترتيب الأوضاع الداخلية وإقامة دولة حديثة ومستقرة. ينقصنا فريق جديد يؤمن بدولة يستمد نظامها الشرعية من الشعب.. منفتح علي كل الأفكار السياسية لانتقاء ما يناسب المجتمع بظروفه الحالية دون تعنت أو أهداف شخصية.. يدرك أن تهيئة الشعب ضرورة قبل تطبيق نظم لم يألفها من قبل.. يحترم الشرائع السماوية, ويسترشد بالشريعة الإسلامية ولكنه يري في كثير من سنن الأقدمين تجارب انسانية لا تصلح بالضرورة لكل زمان ومكان. أتمني أن أري تيارا يعبر بصدق عن واقع الشارع المصري, ولديه خطة منطقية للنهوض بمصر تستند لظروف وحاجات البلاد الفعلية وليس لعلماء الغرب أو فقهاء السلاطين. وليت نيل المطالب في هذه الحالة يكون بالتمني. [email protected] المزيد من أعمدة سامح عبد الله