بعد ترقب وجدل حول المسئولية الجنائية عن كارثة قرية البرادعة بالقليوبية واصابة نحو450 شخصا بالتيفود بسبب شربهم مياها ملوثة قضت محكمة جنح القناطر الخيرية برئاسة المستشار أحمد الخطيب أمس ببراءة جميع المتهمين التسعة في القضية. كما قضت المحكمة برفض الدعوي المدنية وإلزام المحامين بسداد الاتعاب وقدرها خمسون جنيها.. استغرقت جلسة النطق بالحكم15 دقيقة فيها, وغاب عنها كل المتهمين بل والمحامون أيضا, ولم يحضر سوي المحامين عن الدعاوي المدنية فقط. أكدت المحكمة في حيثيات حكمها.. أن المتهمين من الأول وحتي الخامس وهم من الوحدة المحلية وقعوا فقط في خطأ اداري أثناء استخدام الشبكة الجديدة وتم توصيل المياه واطلاقها في الشبكة قبل التطهير.. ومنحهم البراءة لانتفاء الخطر. أما بالنسبة للمتهمين من السادس وحتي التاسع وهم: مدير عام بالجهاز التنفيذي لمشروعات المياه ونائبه واثنان من كبار المهندسين بالمقاولون العرب, فقد انتفت عنهم المسئولية عن الشبكة الجديدة التي لم يتم تسليمها... وبالتالي لا ينطبق عليها المال العام. أشارت المحكمة في الحيثيات إلي الالتزام الوحيد الثابت من قبل المتهمين بالشركة هو انشاء شبكة المياه الجديدة بإشراف المتهمين السادس والسابع بالجهاز التنفيذي بموجب عقد مقاولة, والذي جاء خاليا من أي التزامات بشأن شبكة المياه القديمة بالبرادعة, أو تطهير وغسيل شبكة المياه الجديدة بالقرية, وهو ما يوضح العيب والخلل في ابرام مثل هذه العقود التي يتم تحريرها لصالح مثل هذه المشروعات. استبعدت المحكمة عن المتهمين ارتكابهم فعل الضرر بناء علي أن اتلاف الشبكتين القديمة والجديدة صادر من الأهالي انفسهم وبالتالي أصبحوا هم من قاموا بالضرر ووقع عليهم وهو ما أصابهم بالتيفود وهذا ثابت من واقع الأوراق في أمر الإحالة. كان النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود قد أمر بإحالة9 مسئولين للمحاكمة في كارثة التيفود بالبرادعة منذ عدة أشهر وكشفت التحقيقات في القضية عن القصور في طرح وإسناد وتنفيذ مشروعات المياه بالقري فضلا عن تداخل الاختصاصات وبالتالي شيوع المسئولية وهو الامر الذي دعا النيابة الي ابلاغ رئيس الوزراء لتلافي هذه الملاحظات مستقبلا في المشروعات الأخري التي يتم تنفيذها في العديد من القري علي مستوي الجمهورية حتي لا تتكرر مأساة البرادعة. قرر المحامون الذين حملوا توكيلات من الأهالي باستئناف الشق المدني, من جديد فيما أصيب اهالي البرادعة بخيبة امل كبيرة مؤكدين ان البراءة للجميع صدمة, والواضح اننا معرفناش نشرب كويس؟ وأكدوا ان التوصيلات العشوائية التي تمت كانت أمام أعين الجميع.