تباينت آراء عدد من السياسين والحزبيين حول مدي توافقهم واختلافهم في استمرار الدعوة للمليونيات في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها البلاد من عدم استقرار وانفلات امني. حيث رأي البعض ضرورة استمرارها حتي تكون وسيلة ضغط لتلبية مطالب الثورة ورأي آخرون وقفها بشكل مؤقت حتي تستعيد البلاد عافيتها في حين طالبت ائتلافات ثورية بوقفها تماما وعدم الدعوة لها حرصا علي استقرار البلاد ويرجع ذلك الي مخاوفها من وجود اصحاب اجندات تختبئ في صفوف هذه المليونيات وتقوم بعمليات تخريبية تشوه صورة الثوار. من جانبه, يري المهندس ابوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط أن الدعوة للمليونيات حق مشروع ومكتسب من مكتسبات ثورة25 يناير المجيدة يجب ترشيد استخدامه بدون كثرة أو إفراط لأن كثرة استعماله تفقده قوته وبالتالي لسنا مع التوقف التام او الاستمرار المطلق فكلما تباعدت الفترات الزمنية للدعوة للمليونيات كان افضل. ويشير سامح عاشور رئيس الحزب الناصري إلي أن الدعوة إلي مليونية تكون حسب الضرورة فمالم تكن هناك حاجة ملحة الي مليونية فلا مليونية. ويقول عاشور أن أحداث الشغب الأخيرة ليس من شأنها أن توقف مسيرة المليونيات او استمرارها من جانب اي قوي سياسية ولكن يمكن ان يكون وقفها بشكل مؤقت. ويؤكد أنه ضد أي مليونية استعراضية غير هادفة مؤكدا وجود مثل هذه المليونيات. كما لفت نبيل زكي المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع إلي أن التظاهر السلمي حق مكفول للجميع لا يمكن ان نمنعه او نوقفه ولسنا مع المليونيات الفئوية التي لاتهدف الي شئ والتي تعرقل مسيرة الانتاج والاقتصاد لكننا مع المليونيات التي تطالب بتحقيق فعلي لمطالب الثورة ونؤيدها. ويؤكد أيمن نور المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أنه لا يرفض استمرار المليونيات ولكنه يرفض حدوث العنف سواء كان من المتظاهرين أو ضدهم مشيرا الي ان التعبير السلمي حق للجميع وضمانة حقيقية للحفاظ علي مبادئ الثورة واستكمال أهدافها. ومن جانبه طالب المهندس حاتم عزام وكيل مؤسسي حزب الحضارة بتعليق المليونيات حتي موعد الانتخابات حتي لا نعطي فرصة للفلول والثورة المضادة للعمل علي إحداث تخريب والصاقه بالمتظاهرين والثوار. كما طالب المهندس نبيل النجار وكيل مؤسسي حزب ائتلاف النيل بضرورة عدم مواصلة الدعوة الي أي مليونيات قادمة لتجنب حدوث اي اعمال تخريبية تتعمد حدوث اضطرابات تمس أمن مصر الداخلي. ومن ناحيته يؤكد المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادي قضاة مصر الاسبق أنه من المعلوم للكافة وأصبح من البديهيات ان ثورة مصر ثورة شعبية لا قائد لها وأن البلاد يديرها مجلس عسكري وحكومة وأن الثورة لا تحكم ولا تدير ويري عبد العزيز ان ميدان التحرير الذي شهد مولد الثورة في حاجة إلي حراس وهي المليونيات. ويتفق جورج اسحاق الناشط السياسي والقيادي البارز لحركة كفاية ومنسقها السابق استمرار المليونيات مؤكدا أن حق التظاهر مكفول للجميع ويقول اسحاق أنه اذا وجدنا مطالبنا لم تتحقق سندعو الي مليونيات اخري في ميدان التحرير حتي تتحقق مطالبنا ولن نتوقف. ويصف محمد ممدوح عضو المكتب التنفيذي لتحالف ثوار مصر المليونيات بأنها السلاح النووي والآلية الفعالة للثوار لتحقيق اهداف الثورة التوافقية ويقول نحن مؤيدون لاستمرارها. مضيفا أن الثوار لا يهوون النزول للشارع ولا تعطيل المرور ولا إعاقة مسيرة الانتاج, كما يشير جهاد سيف نائب رئيس حزب الاتحاد المصري العربي والمنبثق من ائتلاف الوعي المصري العربي إلي ان وقف الدعوة إلي مليونيات هو خيار استراتيجي في المرحلة القادمة.