ألقت الشرطة العسكرية, بالتعاون مع قوات الشرطة المدنية, القبض علي92 متهما شاركوا في أحداث محاولة اقتحام السفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة مساء يوم الجمعة الماضي, وبذلك وصل إجمالي المقبوض عليهم في هذه الأحداث إلي130متهما. وقد ارتفع عدد المتوفين من جراء هذه الأحداث إلي أربعة أشخاص, وذلك بعد وفاة أحد المصابين,وأكد مصدر مسئول بمصلحة الطب الشرعي أن سبب وفاة الضحايا الثلاثة الأول إصابات بالأعيرة النارية, وقررت النيابة العسكرية حبس38متهما, واستكمال التحقيق مع الباقين, وذلك تمهيدا لإحالتهم إلي محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بتهم الشغب وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة, وتكدير السلم والأمن العام, وتعريض حياة الآخرين للخطر. من ناحية أخري, وصل أمس وفد إسرائيلي رفيع المستوي إلي القاهرة لإجراء مباحثات مع المسئولين المصريين بشأن العلاقات بين البلدين, وأكدت مصادر مطلعة أن الوفد سيبحث إمكان عودة السفير الإسرائيلي, وأعضاء السفارة إلي القاهرة. وفي تطور آخر, كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أمس النقاب عن أن الدبلوماسيين الإسرائيليين يبحثون حاليا عن مقر جديد للسفارة الإسرائيلية في القاهرة بعد الهجوم الذي تعرض له أخيرا من قبل متظاهرين. جاء ذلك في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو خلال اجتماع مجلس الوزراء أمس أن حكومته تجري مباحثات مع الجانب المصري حاليا بشأن عودة السفير الإسرائيلي والطاقم الدبلوماسي إلي القاهرة. وقال نيتانياهو في تصريحات قبيل رئاسته لاجتماع مجلس الوزراء: نعمل معا مع الحكومة المصرية لعودة سفيرنا إلي القاهرة بسرعة. وقد تبارت الصحف الإسرائيلية في نقل روايات اللحظات التي عاشها حرس السفارة, خاصة علي لسان نيتانياهو نفسه, إلي أن انتهي الأمر بإنقاذهم وإعادتهم إلي إسرائيل, وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تولي بنفسه الإشراف علي عملية إنقاذ الإسرائيليين فور تلقيه مكالمة هاتفية من نيتانياهو, ونقلت عن مصدر مقرب من أوباما قوله: إن الرئيس الأمريكي استخدم نحو100 دبلوماسي أمريكي.. ولم يخلد إلي النوم إلا بعد إتمام عملية إنقاذ الإسرائيليين. وقالت صحيفة هاآرتس: إن الولاياتالمتحدة أبلغت القاهرة بأن عليها إنقاذ حرس السفارة وإلا واجهت العواقب. وكان للأزمة تداعيات عنيفة في الداخل الإسرائيلي, فقد طالب عامير بيريتس عضو الكنيست عن حزب العمل أمس نيتانياهو بإقالة وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان, معتبرا إياه مسئولا عن تدهور العلاقات الإسرائيلية مع كل من مصر وتركيا. وتواصلت أمس ردود الفعل الدولية علي أحداث السفارة المصرية وتداعياتها, فقد أعربت كاترين آشتون الممثل الأعلي للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي عن ثقة الاتحاد باتخاذ السلطات المصرية الإجراءات اللازمة نحو تهدئة الوضع, عقب الحادث الذي وصفته بأنه حادث منعزل, مؤكدة أن السلطات المصرية أوفت دائما بالتزاماتها الدولية.