سوريا ليست استثناء! سوريا في خطر. ما يجري في مدنها وقراها الآن هو أشبه ما يكون بما جري في يوغوسلافيا سابقا, او ما عرف لاحقا بمذابح البوسنة والهرسك. القتلي المطالبون بالحرية والعدالة تتزايد أعدادهم يوما بعد يوم علي أيدي قوات الجيش والأمن. المعتقلون ضاقت بهم السجون السورية لأنهم يقولون كلمة الحق في مصير وطنهم. أكثر من خمسة أشهر دامية مرت علي اخوتنا في سوريا كان أقوي اللاعبين فيها وأجدرهم بالإشادة هو الشعب السوري البطل. لقد استطاع هذا الشعب بصموده ان يستمر في ثورته السلمية برغم سيل الشهداء والقتلي لتحقيق هدفها المركزي في تغيير النظام وتحويل سوريا إلي دولة حريات, ونظام يقوم علي التداول السلمي للسلطة. وجميع التقديرات تشير إلي أن السقوط هو مصير بشار الأسد حتما, وأن نظامه زائل لامحالة, وأن الشعب السوري من غير الممكن أن يعود إلي الخلف, وأن العرب غيرقادرين علي فعل أي شيء. فما العمل؟ إنني أتصور انه علي الرغم من أن الشعب السوري يرفض التدخل الخارجي مبدئيا وعمليا, إلا أن استمرارالثورة سيفرض نفسه علي الأجندة الدولية والإقليمية. الأتراك سيجدون أنفسهم مضطرين لتدخل أكبر, وسيجد مجلس الأمن كذلك الدول العربية انه مضطر لقرارات أكثر قوة وحزما. فقد رأينا أنماط التدخل الانساني لحماية المدنيين في البوسنة, ثم في كوسوفو, وفي ليبيا,وفي دول أخري. وسوريا في هذا لن تكون استثناء وكما أقيمت محكمة دولية لمحاكمة رموز النظام في يوغوسلافيا سابقا, فمن المتوقع أن تنشأ اليوم محكمة دولية لمحاكمة النظام السوري علي مايفعله في شعبه وإذا كان دم الحريري بما يمثله ويعبر عنه جديرا بمحكمة دولية, فإن دماء السوريين جديرة أيضا بمحكمة دولية تتابع رموز القتل والعنف في النظام السوري وتصدر بحقهم مذكرات اعتقال دولية. المزيد من أعمدة عبد المعطى أحمد