دائما ما تظهر المواهب على أصحابها بعد ملاحظة الأهل وتبنيها منذ الصغر، إلا أن بطل قصة اليوم، لم يمارس موهبته سوى من سنتين فقط، لكنه تألق ولمع نجمه بين أبناء جيله، حصد العديد من الميداليات والجوائز على مستوى الإدارات التعليمية بمحافظة الغربية، كما برزت أعماله بصورة كبيرة فى أكثر من معرض للمواهب بين طلاب الثانوية، بل وصلت للحد الذي ينافس بها أكبر الرسامين والفنانين المتمرسين فى المجال منذ سنوات. "بدأت الرسم منذ عامين فقط وتعلمت من دروس الرسم على اليوتيوب" بتلك الكلمات بدء "محمد فوده " ذو ال16 ربيع كلماته ل "أهل مصر"، متابعاً: "أن من أبناء قرية صفط تراب، تلك القرية التابعة لمركز المحلة الكبرى، والتى تتميز بالطابع الريي، فكل شبر بها يحسك على الرسم والإبداع وتشكيل نفسيتك للتأمل فى الطبيعة، إلا أنها تفتقر إلى الرسامين والمعلمين، فإن كنت صاحب موهبة فلا بد وأن تعمل على تطوير ذاتك، ولا تنتظر من يعلمك، ففى بداية رحلتي بدأت بالتعلم من دروس الرسم على اليوتيوب، وتحويل الصور من الألوان إلى الأبيض والأسود، حتى تبرز الملامح واستطيع رسمها". وأضاف فودة، "ساعدتني السوشيال ميديا فى التعلم أكثر، فأنا متابع جيد لعدد من الفنانين على الانستجرام وأحاول تقليد بعض الرسوم والابتكار أيضا، أما بالنسبة لأهم لوحاتى استوحيتها من رسوم الجرافيتي على مدرسة "محمد صلاح"، والذى رسمها "خالد السعداوي" أحد أبناء مدينة بسيون، وأتمنى العمل معه في عمله الخاص لتعليم الصغار، لكن بحكم الدراسة وبُعد المكان لم تتاح لى الفرصة، أما بالنسبة لتلك اللوحة وأشار لبرواز يحتوي على صورة رجل كهل عجوز كثير التفاصيل، "بدأت فى رسم تلك اللوحة منذ أسبوعين وأنتهيت منها لدخول مسابقة الإدارة التعليمية، حتى أنهم قاموا بتعليق كافة أعمالي على جدران المدرسة، وهو ما شجعنى للبدء مرة أخرى والابتكار والرسم، وصنعت جسر صغير من أعمال يوضح مدى تطوري وتطور مهاراتي الفنية، منذ اللوحة الأولى وكانت عبارة عن عين، ومن ثم رسم بعض اللوحات للمتصوفة، والتي كانت معلقة فى قصر ثقافه المحله وصورة لأحد الأطفال بالشارع وانتهاء بصورة "مو صلاح" وصورة ذلك العجوز. اقرأ أيضا.. إسراء ابنة الغربية: قدوتي الرسول وحلمي المسارح العالمية وتابع "فودة" أتمنى أن اعتمد على الرسم كحياة عملية، حيث أجمع عدد من اللوحات لعمل معرض، إلى جانب رسم البورتريهات لأشخاص عاديين، كما أطمح في فتح مرسم خاص لتعليم الأطفال والكبار فن الرسم، وهو الحلم الذى بدأت فى تحقيقه فعلياً بالاشتراك مع مدرسه الرسم، والتى كانت تشجعنى عندما بدأت، وأتمنى أن يصبح أكبر مركز بالغربية لتعليم فنون الخط والرسم.