تعد النجمة ميس حمدان إحدى الفنانات العربيات اللاتي تتمتع بطلّة خاصة جدًا تميزها عن الكثير من بنات جيلها، فهي ولدت لتكون فنانة لما تتمتع به من حضور وخفة ظل وتعدد في المواهب، فهي من ضمن الفنانات القلائل التي يمكن أن نطلق عليه وصف «الفنانة الشاملة» كونها ترقص وتغنى وتمثل وتقلد، «أهل مصر» التقت النجمة الأردنية الكبيرة، وتحدثنا معها في مناطق فنيه وعائليه وشخصيه وفتحت لنا قلبها بحب وصراحه إلى تفاصيل الحوار... انتهيتِ مؤخرًا من مسلسل «أمير الليل»، فما الذي جذبك في العمل؟ موضوع العمل مختلف وجديد عليَّ شكلًا ومضمونًا، ودوري لم أسبق أن جسدته من قبلُ، فأنا أجسد دورَ فتاة اسمها نرمين، وتركيبة شخصيتها ناعمة ورومانسية، ولدت لتكون فنانة، وتتعرض تلك الفتاة لمشكلات كثيرة مع أسرتها بعد وفاة والدها بسبب حبها للفن والغناء، وأمنيتها أن تكون مطربة، الأمر الذي يدفعها إلى الهروب من مصر إلى لبنان. وموضوع العمل يرجع إلى حقبه الثلاثينيات أثناء الاحتلال الأجنبي للبنان، وتضطر لكي تعيش وتنفق على نفسها أن تعمل في كباريه، وهناك تتعرف على سياسي وعضو مجلس نواب لبناني، وتحدث بينهما علاقة عاطفية، وللأسف يرفض الاعتراف بهذه العلاقة، الأمر الذي يولد لديها مشاكل نفسية نتيجة لهذا الموقف، وتتعرض لمواقف صعبة وتظل على حبها لهذا الشخص، لكن للأسف كل الظروف تقف ضدها فهل ستنتصر أم لا؟ هذا ما سيشاهده الجمهور في العمل. ألا تعتبرين هذا المسلسل مغامرة، فالبطل والمنتج والمخرج جُدد؟ لا ليست مغامرة موضوع العمل وقعت في غرامه من الوهلة الأولى، لأنه مكتوب بشكل جميل، وهناك دراما قوية تشد المشاهد، أقصد القول أنه عمل ليس نمطى وتقليدي مثل أي مسلسل من الممكن أن يمل منه المشاهد بعد حلقتين ويعرف ويتوقع أحداثه، وهذا يرجع لموهبه المؤلفة منى طايع، والتي سبق وأن تعاونت معها في مسلسل من أفضل المسلسلات التي جسدتها حتى الان وهو مسلسل «عشق النساء» الذي شاركت فيه مع كوكبة من النجوم من مختلف الدول العربية وعرفت أنني كسبت الرهان على هذه المغامرة إن كانت مغامرة، عندما شاهدت أسلوب الإخراج للمخرج فادي حداد الذي يعد ملك إخراج الكليبات الغنائية، فتجده في هذا العمل يقدم صورة إخراجية غير تقليدية ومبهرة كعادته في الكليبات اما المطرب رامي عياش من خلال المشاهد التي جمعتنا سويا تشعر انه ممثل ذو خيره ولديه نضوج في التمثيل ولا تشعر انها التجربة الاولى واتوقع أن يحقق هذا العمل نفس نجاح مسلسل عشق النساء وأكثر أن شاء الله اما الإنتاج فهو لمنى طايع من خلال شركتها الجديدة وللأمانة فهي لم تبخل على العمل بأي شيء. هذا العمل ينتمي للدراما الطويلة فهو مكون من 60 حلقة ألا تخشين أن يمل منه الجمهور؟ هناك مسلسلات قدمت بهذا الشكل والمشاهد أعجب بها، منها مسلسل «عشق النساء»، وكما قلت لك في السابق إيقاع المسلسل سريع ومشوق للحلقة الأخيرة، فعندما تشاهد حلقات العمل لن تجد مط وتطويل يولد الملل للمشاهد، وصعب أن تجد حلقة مملة. الدراما الطويلة تكون مملة، عكس الدراما التركية التي يقلدها صناع الدراما العربية ما رأيك؟ صحيح الدراما التركية نجحت في هذا الجانب لكن المعيار نسبي. بمعنى؟ بمعنى من الممكن أن تجد مسلسل قصيرًا، 30 حلقة مثلا، ومملًا، والعكس، الأمر يتوقف على أسلوب الكتابة والحبكة، بالعكس أرى من يتصدى لكتابة مسلسل طويل مكون من 60 أو حتى 90 حلقة تحتاج إلى مؤلف موهوب وبارع حتى لا يسقط في فخ الملل. هل ظاهرة الاتجاه لتقديم الدراما الطويلة هي غيرة من الدراما التركية؛ لأنها وكما يقولون سحبت البساط من الدراما العربية؟ الغيرة شيء صحي، لكن ما المانع أن تكون لدينا دراما عربية تعكس هويتنا وثقافتنا الحضارية بدلًا من الثقافات المستوردة لنا، خصوصًا وأن لدينا عناصر النجاح من مؤلفين وإنتاج وإخراج وممثلين من كل الجنسيات العربية، أعتقد هذا شيء من المفترض أن نشجعه ونسانده، ولعلمك ليست كل الدراما التركية جذابة، هناك أعمال تركية مملة ولا تستحق المشاهدة، كما أنني لا أنكر أن الدراما التركية حققت نجاحًا كبيرًا في الوطن العربي، لكن لم تصل لمرحلة سحب السجادة والبساط من تحت أقدامنا، فهناك مسلسلات مصرية قوية ونجحت وشاهدناها في رمضان الماضي، وأيضًا الدراما الخليجية والسورية رغم الظروف التي تمر بها سوريا وقلة الإنتاج فالدراما العربية لم تمت. بمناسبة الدراما الخليجية، كيف تنظرين إليها؟ وكيف تنظرين لتجربتك في السينما الخليجية من خلال فيلم «كيف الحال؟»؟ بالنسبة إلى الدراما الخليجية أرى أنها تطورت وأصبح لها حضورها وباتت قوية، أما السينما الخليجية فلا يوجد لديهم الزخم في الإنتاج السينمائي، ويحتاجون وقتًا، أما فيلم «كيف الحال» فكانت تجربة أكثر من رائعة أتمنى تكرارها، يكفي القول أننى عنما كنت أسير في الشوارع الخليجية كان الناس هناك يعتقدون أنني سعودية، وهذا دليل على نجاحي في هذا العمل، وكنت أكثر من استفاد من الدعاية الضخمة للعمل. الغريب أنه برغم كونك تملكين طاقة كوميدية نراها في التقليد وهذا البرنامج، لكن لم نركِ كممثلة كوميديانة، لا سيما وهناك قله في الممثلات الكوميديانات؟ كلامك صحيح فانا حتى الآن مظلومة في هذا الجانب على مستوى التمثيل، سواء في المسلسلات أو الأفلام رغم أن بدايتي كوميدية عبر برنامج تلفزيوني عبر شاشة mbc. وما السبب؟ هذا يرجع لرؤية المخرجين الذين يرونني أصلح مثلًا في لون معين أكثر من الكوميدي، قد يكون للملامح الشكلية دور تجعلهم يرونني أكثر صدقا في الأدوار الرومانسية عنه من الأدوار الكوميدية، وهذا شيء يحزنني، وفى انتظار فرصة لأثبت لهم عكس هذه الرؤية الضيقة. ألا ترين أنك لم تصلي بعد لمرحلة نجومية الشباك في السينما المصرية؟ لست حزينة لأن مشواري الفني لم يصل مثلا إلى 20 عامًا كي أحزن وأقول إن الفرصة في أن أكون نجمة شباك قد ذهبت، كل شيء سيأتي في وقته بالتأكيد كل النجمات اللاتي أصبحن نجمات شباك أخذن وقتًا طويلًا حتى يصلن لهذه المرحلة. هل هو مسؤولية أو خوف وعدم ثقة المنتجين في اسمك؟ مش مسؤوليه أحد، هو نصيب واجتهاد، وأنا أجتهد وأعمل ما هو مطلوب مني، والباقي على الله، من الممكن أن أقدم مليون عمل ولا ألمع فيهم، ومن الممكن أن أظهر في عمل واحد فقط وأحقق نجومية تعوضني سنوات قبلها، وبالتالي النجومية وموعدها في علم الغيب لا أعرف متى ستأتي وهل ستأتي أم لا؟ لكن من أحلامك أن تكوني نجمة شباك؟ الحسبة مختلفة، وموضوع نجومية الشباك ليست من الأمور المسيطرة على تفكيري، ونوعية الأعمال الآن مختلفة، والجمهور يحب الأعمال ذات البطولات الجماعية التي بها أكثر من نجم أكثر من الأعمال التي بها النجم الأوحد، والحمد لله مبسوطة بنجوميتي الحالية وحب الناس لي أهم ويكفيني واطمع في المزيد واعرف أنني طالما اجتهدت في عملي ستأتيني هذه الفرصة. ترفضين الأدوار الجريئة، وعرضت عليك من قبل بطولات أفلام ساخنه واعتذرت عنها، فهل لديك خطوط حمراء؟ طبعا لدى خطوط وأنا لست ضد هذه النوعية من الأدوار وليس عندي مشكله واحترم جميع الفنانات اللاتي قدمن أدوار الإغراء ولهن مكانتهن، لكن أنا عندي حد معين من الجرأة لا يمكنني أن اتخطاه وليس بمنطق ضد أو مع هذه الأدوار أو ما يقال من مصطلحات السينما النظيفة وغيرها، كل الحكاية أن جرأتي توصلني لحد معين لا أستطيع أكثر من ذلك أن يكون عندي الجرأة في تقديمها. وهل أزعجت موهبة التقليد بعض الشخصيات الفنية؟ لا، لأنهم يحبونني وأنت أحبهم ويحبون التقليد مني فلم يزعل أو يغضب أحد مني، والحمد لله على موهبة التقليد التي اعتبرها رزق أعطاه لي الله ولم يعطه لغيري. هل تعدد مواهبك الفنية أفادك أم أضرك؟ تعدد مواهبي أفادني، فخلال الفترة الماضية من مشواري الفني استطعت أن أثبت للجميع أنني ممثله شاملة أرقص وأغنى وأمثل وأقلد وأثبت موهبتي في هذه المنطقة، وكان الجميع في البرامج أو الصحف يسبق اسمي بلقب الفنانة الشاملة لكن هذه المرحلة انتهت. لماذا؟ لأننى خلال الفترة الماضية أشعر أنني كنت مشتتة بين التمثيل والغناء والبرامج، وبالتالي لم أقطع شوطًا كبيرًا مثلًا في الغناء لأسباب إنتاجية، بخلاف التشتت وأنا الآن أركز في التمثيل. وماذا عن علاقتك بشقيقاتك مي ودانا والاختلاف بينكم؟ علاقتي قوية بهن بالتأكيد، ولكل واحده شخصيتها، تجدنا نتشاجر مع بعض ونخاف على بعض ونحمل هموم بعض، ونتمنى الخير لبعض، والحقيقة أكثر واحدة كوميديانة هي مي على عكس صورتها على الشاشة أو انطباع الناس عنها، أما دانا تعد أكثر واحدة لها فكر وعقل نلجأ لها في الأمور المهمة بينما أنا واقعية جدا، وفى ذات الوقت «سايباها على الله» ولا أحمل همَّ الدنيا بشكل كبير بمنطق «كلنا لها»، ودائما مي ودانا «بيتغاظوا» مني بسبب ذلك. ألا تفكرين في الزواج؟ بالتأكيد نفسي أتزوج وأكون أسرة وأستقر عائليًا، لكن وكما يقولون الزواج قسمه ونصيب. وهل لك مواصفات في فتى الأحلام، وهل تتمنين أن يكون من الوسط الفني أو خارجه؟ أتمنى أن أجد شخصًا مهذبًا مثقفًا من عائله، أي ابن ناس يحترم مهنتي ويحترمني ولديه طموح، وكمان لازم يكون دمه خفيف ولا يوجد فرق أن يكون من الوسط أو من خارجه لأن الزواج قسمه ونصيب. ومن مثلك الأعلى فنيا؟ شريهان بالتأكيد. ولماذا شريهان؟ أرى أن شريهان موهبه استثنائية على مدار تاريخ الفن العربي والمصري، فقد كانت سابقة لعصرها في كل شيء كممثله أو نجمة استعراضية قدمت الفوازير ولم يستطع أحد حتى الآن سد الفراغ الذي تركته، متعها الله بالصحة وأطال في عمرها، فهي ملكة الاستعراض بدون شك ونجمة شاملة بحق. هل تحلمين بعمل استعراضي غنائي سينمائي؟ يا ريت، أتمنى ذلك لأن لديَّ مواهب أتمنى إخراجها للجمهور، فأنا لا أستطيع أن أقول ما النسبة التي خرجت من طاقاتي التمثيلية، لكن لدى أحلام بتقديم شخصيات كثيرة أتمنى تحقيقها ومن بينها تقديم فيلم استعراضي غنائي كما كنا نرى سابقا. وماذا عن أصدقائك من الوسط الفني؟ بصراحة لا توجد لي صداقات، لكن علاقاتي جيدة، ولا توجد لي عداوات أو مشكلات مع أحد، وكما يقولون أنا في حالي. لماذا لو لم تكوني ممثلة، هل كنت تتمنين أن تصبحي طبيبة؟ كنت أتمنى أن أكون طبية أسنان لأن طول عمري والعائلة عندي ترى أني النابغة، لأنني كنت شاطرة جدًا في المدرسة، فكانوا يكبرونى على أساس أنني سأصبح طبيبة. وماذا أضافت لك تجربة البرامج؟ البرامج أظهرت شخصيتي الحقيقية، الناس تحبني في البرامج لأنني كما يقولون أظهر بطبيعيتي وبشكل تلقائي، وأنا كذلك في الواقع تلقائية كما تراني لا أحب الكلام المزوَّق والتكلف والاصطناع، أقول ما يأتي على قلبي مباشرة.