للنقاب قدسيته في العقيدة الإسلامية، لكن البعض رجالا كانوا أو نساء يسيئون له ويستغلونه كفرصة للتخفي لتنفيذ جرائمهم سواء كانت قتل أو سرقة أو حتى هروب من تهمة ارتكبوها، وهو ما دفع الجهات الأمنية لإبداء قلقها ومخاوفها من دخول أشخاص بوجه مغطى وهوياتهم غير معروفة، ففي حلقة جديدة من مسلسل الجرائم التي يستخدم فيها النقاب حتى لجأ عامل الى التخفي في نقاب لسرقة الالاف الجنيهات من داخل صيدلية بمنطقة التجمع الخامس. "أهل مصر" يرصد في التقرير التالي أبرز جرائم كان النقاب البطل الرئيسي وراء تلك الجرائم في الفترة الأخيرة. التجمع الخامس تمكنت قوات الأمن بالقاهرة من كشف ملابسات واقعة سرقة صيدلية بمول تجاري في القاهرة الجديدة، والتي كشفتها كاميرات المراقبة، أن شخصا يرتدى النقاب وراء سرقة الأموال باستخدام مفتاح الصيدلية. البداية كانت بتلقي رجال مباحث قسم شرطة التجمع الأول، بلاغا من "محمد. ع. ا" بأنه عقب حضور زوجته "رانيا" للصيدلية خاصتها الكائنة بمول تجارى بالمنطقة، فوجئت باكتشاف سرقة مبلغ 234 ألف جنيه من داخل مكتب الحسابات الخاص بالصيدلية، ولم تتهم أو تشتبه في أحد بالسرقة. ومن خلال الفحص تبين سلامة جميع منافذ الصيدلية، ومن خلال مراجعة الكاميرات بمحل البلاغ، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة أحد الأشخاص يرتدى زي حريمي "نقاب" وتمكن من دخول الصيدلية باستخدام "المفتاح الأصلي"، وتبين سلامة مداخل ومخارج الصيدلية ولم يستدل على وجود بعثرة بمحتوياتها. مصر الجديدة ضبط سكان عقار في مصر الجديدة، عاطل، تخفى في زي "منتقبة"، حاول سرقة شقة صاحب محل أحذية كان يعمل لديه. البداية كانت بتلقي قسم شرطة مصر الجديدة، بلاغًا من الأهالي، يفيد بضبط عاطل، حاول سرقة شقة صاحب محل أحذية، حيث سمعوا صوت استغاثة من زوجته "ناهد. م"، وتم القبض عليه. وتبين من التحريات، والتحقيقات أن المتهم "محمود م"، طالب، كان بعمل في محل "عبد الله" صاحب الشقة ولكنه طرده من العمل بسبب سوء سلوكه. وأضافت التحريات، أن المتهم كان يمر بضائقة مالية فقرر سرقة شقة صاحب المحل لعلمه بمواعيد عودته للمنزل، حيث قرر المتهم التخفي في زي منتقبة وصعد للشقة بحجة تنظيف منزل شقة المجني عليه، وأثناء محاولته السرقة شعرت به زوجة صاحب المحل، واستغاثت بالجيران. وفي الإسكندرية حيث نجح أهالي شارع "زنقة الستات" بالإسكندرية في ضبط عامل بأحد النوادي يرتدى ملابس نسائية و"نقاب" للتحرش بالمارة من السيدات بالشارع في منطقة المنشية. كان قد تلقى اللواء محمد الشريف، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من مأمور قسم شرطة المنشية، يفيد قيام الأهالي بالقبض على شخص يرتدى الملابس النسائية "نقاب" بشارع زنقة الستات. انتقل مأمور وضباط قسم شرطة المنشية إلى الشارع، وبسؤال الباعة بسوق "زنقة الستات" قالوا إنهم شاهدوا "أ. س. م" 25 عامًا، عامل بأحد النواد مرتديًا الملابس النسائية "نقاب" ويقوم بالتحرش بالمارة من النساء، فقاموا بضبطه بمساعدة الأهالي. في المعادي تمكنت الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار بوزارة الداخلية من ضبط أحد الأشخاص يتستر في صورة سيدة منقبة مطلوب ضبطه في 13 قضية "تسول". وضبطت الخدمة المعينة لتأمين إحدى البواخر النيلية بكورنيش المعادي "مدحت ر. خ" 32 سنة، عامل، سبق اتهامه في 13 قضية "تسول" والمطلوب ضبطه للتنفيذ عليه في 4 قضايا "تسول" أثناء تواجده بالطريق العام مرتدياً نقاباً لإخفاء هويته. واعترف المتهم بالأحكام الصادرة ضده وبارتدائه النقاب لإخفاء هويته وتسهيل تنقله دون ضبطه. في هذا السياق قالت الدكتورة سامية خضر، الخبير النفسي ل"أهل مصر"، أستاذة علم النفس بجامعة القاهرة، إنه انتشرت في الآونة الأخيرة، جرائم ارتداء الرجال النقاب لارتكاب جرائمهم، وخاصة خطف الأطفال. وطالبت "خضر" بضرورة أن تتغير نظرة المجتمع فيما يتعلق بالنقاب، فالإنسان يخضع لقوانين المكان، مشيرة إلى أن الدولة يمكن أن تلجأ لحظر النقاب نظرًا لأن بعض الخارجين على القانون استغلوا النقاب في بعض الجرائم، وأن ارتداء النقاب ليس فرضا شرعيا على المرأة المسلمة، ويكفي أن ترتدي الحجاب، أما من تقرر أن ترتدي النقاب فهذا أمر شخصي. وحثت خبيرة علم النفس المجتمع أن ينظر بطريقة إيجابية خلال الفترة المقبلة، حتى نستطيع تحقيق النجاح معًا، منوهة إلى أن النقاب منتشر أكثر في الأماكن الريفية مقارنة بالمدن، وينبغي على وسائل الاعلام نشر الجوانب السلبية من ارتداء النقاب، واستخدامه في عمليات إجرامية.