الخيارات المتاحة أمام السعودية بشأن تصدير النفط بعد غلق باب المندب.. هل نجحت إيران في "لي" ذراع أمريكا لجرها في حرب باليمن

أعلنت السعودية عن تعليق مؤقت لشحنات النفط يوم الخميس بعد أن هاجمت حافلتان لنقل النفط من الحوثيين في منطقة باب المندب في البحر الأحمر يوم الأربعاء، وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن التعليق سيستمر "إلى أن يصبح الوضع أكثر وضوحا وأن النقل البحري عبر باب المندب آمن".
أصدرت شركة النفط المملوكة للدولة "أرامكو" بياناً أكدت فيه أن الحاملين اليمنيين الحوثيين في البحر الأحمر هاجموا ناقلتين نفطيتين كبيرتين جداً بطاقة استيعابية تصل إلى مليوني برميل، تديرها شركة الملاحة البحري، وادعى أن إحدى السفن أصيبت بأضرار طفيفة، ولكن لم يُبلغ عن أي ضرر أو تسرب للزيوت.
ويوم الأربعاء ، ذكرت شبكة المسيرة التي يديرها الحوثي أن قوات الحوثي شنت هجومًا صاروخيًا على سفينة حربية تدعى الدمام على طول الساحل الغربي لليمن، وقال بوب كافنار، وهو خبير نفطي ، لقناة الجزيرة إن أي تأخير في الشحنات يؤدي إلى نقص صغير حتى سيكون له تداعيات على المستوى العالمي.
في وقت متأخر يوم الاربعاء ، ارتفع خام برنت بنسبة 1.57% منذ الهجوم إلى 74.59 دولار للبرميل.
يعد المضيق الذي يبلغ عرضه 20 كيلومترًا نقطة عبور رئيسية لإمدادات النفط العالمية، قدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) أن حوالي 4.8 مليون برميل تمر عبر باب المندب إلى الأسواق العالمية كل يوم. الكثير من المنتجات النفطية المكررة في أوروبا تمر عبر المضيق إلى الأسواق الدولية كذلك.
لدى السعودية خيارات أخرى لنقل نفطها، مثل خط الأنابيب الضخم الذي يربط الخليج الفارسي بالبحر الأحمر ، متجاوزًا المضيق، ومع ذلك ، ووفقًا لتقارير تقييم الأثر البيئي ، فإن السفن السعودية والإماراتية والعراقية والكويتية لا تزال مضطرة إلى التنقل حول إفريقيا.
لقد تورط اليمن في نزاع منذ تولي الحوثي للمراكز السكانية الرئيسية في 2014 ، بما في ذلك العاصمة صنعاء. في عام 2015 ، بدأ تحالف بقيادة السعودية ، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة ، هجوماً تعرض لانتقادات شديدة.
لقد قُتل الآلاف في الصراع بسبب القتال والمجاعة والأمراض مثل الكوليرا،على حافة المجاعة ، 22.2 مليون يمني، وهم يشكلون الغالبية العظمى من السكان ، بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
أهمية ممر باب المندب
يعد ممر باب المندب الاستراتيجي على البحر الأحمر، بالإضافة إلى مضيق هرمز، أحد أهم الطرق التجارية في العالم بالنسبة لناقلات النفط ، حيث يربط بين البحر الأحمر والبحر العربي عبر الممرات الساحلية، اليمن وجيبوتي واريتريا.
في أعقاب وقف شحن النفط السعودي عبر باب المندب في أعقاب هجوم الميليشيات الحوثية يوم الأربعاء على سفينتي نفط سعوديتين ، لا يزال أمام المملكة خيار آخر يمثله ميناء النفط الرئيسي في رأس تنورة - الذي يعتبر أيضاً موطناً لأكبر مصفاة في البلاد - على الساحل الشرقي.
يرتبط هذا الطريق بغرب المملكة العربية السعودية ، حيث ينقل النفط إلى ينبع ، وهي مدينة ساحلية تقع على ساحل البحر الأحمر في غرب المملكة العربية السعودية ، مما يؤدي إلى تحويل الشحن من باب المندب وضمان وصول الخام السعودي إلى الأسواق الأوروبية، محطة النفط الرئيسية التي تربط بين الشرق والغرب المملكة العربية السعودية قادرة على نقل خمسة ملايين برميل يوميا من النفط الخام السعودي.
وربما يكون هذا الخيار هو ما خفف من رد فعل أسواق النفط يوم الخميس بعد الإعلان السعودي عن تعليق مؤقت لصادرات النفط يقدر بنحو مليوني برميل من خلال باب المندب ، في وقت تشهد فيه السوق العالمية وفرة في العرض بسبب انخفاض الإمدادات من عدد من كبار المنتجين ، بالإضافة إلى توقعات تأثير إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران ، على العرض العالمي.
كيف تفاعلت أسواق النفط؟
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت يوم الخميس بواقع 59 سنتاً إلى 74.52 دولاراً للبرميل ، مسجلةً ارتفاعها في اليوم الثالث لكنها هبطت من أعلى مستوى لها في 10 أيام في التعاملات المبكرة. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط (غرب تكساس الوسيط) بمقدار 6 سنتات إلى 69.36 دولار ، وهو ما يحوم حول مستوى إغلاق يوم الأربعاء.
إغلاق كامل لحارة باب المندب سوف يجبر ناقلات النفط من السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة والعراق على الانعطاف من الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية أو ما يعرف ب "رأس الرجاء الصالح". "التي ستجعلها في البداية وقتًا أطول حتى تصل الشحنات إلى وجهاتها وأكثر تكلفة ، وبالتالي سترتفع أسعار النفط في الأسواق العالمية.
4.8 مليون برميل في اليوم
وسوف يسمح ممر باب المندب المائي بنقل شحنات النفط الخليجية والإيرانية إلى الأسواق الأوروبية ، إما عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد الذي يربط البحر الأحمر عبر مصر.
ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية ، فإن ما يقدر بنحو 4.8 مليون برميل في اليوم من النفط الخام والمنتجات البترولية المكررة تدفقت عبر ممر باب المندب المائي في عام 2016 ، وتوجه نحو 2.8 مليون برميل شمالًا نحو أوروبا ، بينما ذهب المليونان الآخران من أوروبا نحو الشرق الأوسط وآسيا.
يعتبر باب المندب من الطرق التجارية الهامة لشحنات النفط الأوروبية للوصول إلى أسواق النفط العالمية. ولكن بالمقارنة ، يعتبر مضيق هرمز أكثر أهمية بسبب حجم شحنة النفط التي تتدفق عبره والتي تقدر بحوالي 18 مليون برميل يومياً وفقاً للأرقام الصادرة عام 2016.
وقد هدد الحرس الثوري الإيراني مراراً وتكراراً بإغلاقه رداً على أي عقوبات تفرضها الولايات المتحدة ، الأمر الذي سيحد من شحنات النفط الإيراني.
تأثير مؤقت
قال الخبير النفطي كامل الحربي في مقابلة مع قناة العربية الإخبارية إن أهمية باب المندب هي توفير الوقت والتكلفة.
وأضاف أن دول الخليج ستعتمد مؤقتًا على استخدام ممر رأس الرجاء المائي ، وسيكون لهذا تأثيرًا مؤقتًا. ولكن في حالة انخفاض العرض ، فإن أوروبا سوف تستخدم احتياطي النفط التجاري.
الكويت تدرس ما إذا كانت ستوقف صادرات النفط
قال مسؤول نفطي ان الكويت تدرس ما اذا كانت ستوقف صادرات النفط عبر مضيق باب المندب بعد أن قالت السعودية انها تعلق كل شحنات الخام عبر ممر البحر الاحمر في أعقاب هجوم على اثنين من ناقلات النفط التابعة لها.
وقال بدر الخفطي رئيس شركة ناقلات النفط الكويتية لرويترز "كل الخيارات ممكنة لكن لم يتم تأكيد أي شيء حتى الآن" مضيفا أنه لم يتخذ قرار
ارتفاع أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط الخام برنت بعد أن أعلنت السعودية تعليق عمليات الشحن عبر البحر الأحمر في خطوة من شأنها أن تلهب التوترات المتوترة بالفعل في الشرق الأوسط.
ارتفع سعر خام برنت القياسي العالمي للنفط 59 سنتا إلى 74.52 دولار للبرميل في التعاملات الصباحية في السوق الصباحي في حين ارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط (تكساس) أيضا ستة سنتات إلى 69.36 دولار.
وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قد قال إن الحركة الحوثية -وهي مجموعة من المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران- هاجمت ناقلتي نفط سعوديتين كبيرتين جدا (VLCC) في البحر الأحمر صباح الأربعاء.
وقال بيان صادر عن وزارة الفالح إن كلتا الناقلتين اللتين تم الهجوم عليهما كانتا تديرهما شركة الشحن البحري البحري ، التي قالت في وقت سابق إن إحدى طائراتها العملاقة تعرضت لأضرار طفيفة في حادث وقع في البحر الأحمر ، دون أن يخوض في تفاصيل.
وجاء في البيان: "توقف المملكة العربية السعودية مؤقتاً شحنات النفط عبر مضيق باب المندب فوراً إلى أن يصبح الوضع أكثر وضوحاً ، والعبور البحري عبر باب المندب آمن".
أضاف الفالح: "كانت سعة مليوني برميل لكل ناقلة كانت مليئة بشحنات النفط الخام في ذلك الوقت وكانت تتجه للتصدير". واحدة من VLCCs تكبدت ضرر بسيط.
"لحسن الحظ ، لم تكن هناك إصابات أو تسرب نفطي كان سيؤدي إلى أضرار بيئية كارثية. الجهود جارية حاليا لنقل السفينة التالفة إلى أقرب ميناء سعودي".
وقال أوليفر جاكوب ، من محلل سوق النفط PetroMatrix ، في مذكرة أن الحركة السعودية سيكون لها تأثير كبير.
وقال: "إن الممر ليس بالغ الأهمية مثل مضيق هرمز ، ولكن التدفقات المقيدة من خلاله لن يكون لها تأثير على النفط الخام فحسب ، بل أيضا على المنتجات بسبب طول الرحلة التي تحتاجها السفينة للابحار".
تدخل الائتلاف السعودي في الحرب الأهلية في اليمن في عام 2015 لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا من الرئيس المنفي عبد ربه منصور حد. وتتهم السعودية عدو إيران اللدود لإيران بتزويد صواريخ الحوثيين ، وهو ما تنفيه طهران والحوثيون.
بدأ التحالف المدعوم من الغرب من الدول الإسلامية السنية التي تقودها السعودية هجوماً في يونيو / حزيران لانتزاع ميناء الحديدة الرئيسي في اليمن من الحوثيين في محاولة لقطع خط الإمداد الأساسي للحركة ، الذي يحظى بأكبر المناطق المأهولة بالسكان في اليمن. بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وهدد الحوثيون ، الذين شنوا هجمات صاروخية على المدن السعودية ، بما في ذلك العاصمة الرياض ، بعرقلة مضيق باب المندب عدة مرات لإجبار التحالف على وقف غاراته الجوية.
المملكة العربية السعودية هي أكبر مصدر في العالم ولديها محطة رئيسية في رأس تنورة ، والتي هي أيضا موطنا لأكبر مصفاة البلاد - على الساحل الشرقي.
وهي تصدر معظم نفطها الخام على ناقلات تمر عبر مضيق هرمز،معظم الصادرات من الخليج التي تمر عبر قناة السويس وخط أنابيب سوميد ، وأيضا تمر عبر باب المندب على التوالي.
ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية ، فقد تدفق نحو 4.8 مليون برميل يوميًا من النفط الخام والمنتجات البترولية المكررة عبر هذا الممر المائي في عام 2016 نحو أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.
لكن المملكة العربية السعودية لديها بالإضافة إلى ذلك خط أنابيب الشرق والغرب ، الذي ينقل النفط الخام أساسا من الحقول المجمعة في الشرق إلى ينبع للتصدير إلى أوروبا وأمريكا الشمالية.
إيران تهدد أمريكا عبر اليمن
حيث أطلق قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيرانى، تهديدًا جديدًا فى البحر الأحمر، قائلاً: "البحر الأحمر لم يعد أمنًا مع الوجود الأمريكى، مضيفًا: "نحن أمة شهادة ونحن بانتظاركم".
صعدت إيران من تهديداتها بإغلاق طرق الملاحة البحرية فى مضيق باب المندب لتقويض سلوك أمريكا في المنطقة، حيث ترى أنها مصدر تهديد لحلفائها خاصة فى منطقة الخليج العربى من خلال أذرعتها وهى الحوثيون فى اليمن وحزب الله فى لبنان والميليشيا الشيعية فى العراق.