تواجه كينيا مهمة شاقة لبناء خط أنابيب النفط الخام إلى الساحل وحدها بعد أن اتفقت أوغنداوتنزانيا على بناء مشروع مماثل في ميناء تانجا على المحيط الهندى. ومن ناحية أخرى تفكر جنوب السودان أيضا فى طريق بديل إلى جيبوتي بدلا من جنوب لوكيشار في شمالى كينيا من خلال مدينة إيسيولو الكينية إلى ميناء لامو على المحيط الهندي. ولقد أثارت المشاريع المتنافسة المخاوف من الإفراط في الاستثمار في البنية التحتية لنقل النفط نظرا لمحدودية طبيعة الموارد، على الرغم من الآمال بأن الاستكشافات الجارية ستؤدي إلى اكتشاف المزيد من النفط، يذكر أن كينيا اكتشفت 600 مليون برميل من النفط الخام في جنوب لوكيشار،كما تم العثور في غرب أوغندا على 5ر6 مليار برميل من النفط ولذا كان من المخطط بناء خط أنابيب من هويما بغرب أوغندا يمر عبر لوكيشار إلى ساحل كينيا لتمكين الدولتين من البدء فى تصدير اكتشافاتهم النفطية. وكان هذا الخط من شأنه أيضا أن يستفيد من الموارد الهائلة لولاية جونجلي في جنوب السودان، والتى يقدرها محللو صناعة النفط بضعف كمية نفط كينياوأوغندا مجتمعتين، مما يزيد من جدوى المشروع. وقال باتريك أوباث،محلل قطاع النفط والمستشار الإداري لشركة إدواردو وشركاه،" يمكن لمشروع خط الأنابيب لوكيشار-لامو أن يظل قابلا للتنفيذ مع مشاركة جنوب السودان، أو بالمزيد من استغلال الاحتياطيات النفطية المكتشفة في شمال كينيا". ويعد قرار أوغندا الأخير ببناء خط أنابيب النفط مع تنزانيا الذى يمتد 120ر1 كيلومتر من هويما، خطفا للأنظار عن بناء مرفق الممر الشمالي،أحد الجوانب الرئيسية لميناء لامو جنوب السودان. تجدر الإشارة إلى أن إعلان الرئيس التنزانى جون ماجوفولى ونظيره الأوغندى يوويري موسيفيني،عن اتفاق بناء خط أنابيب جنوبى من هويما في حوض ألبرتين عبر شمال تنزانيا إلى ميناء تانجا، جاء مفاجأة تامة للحكومة الكينية. وقد جاء الإعلان عن القرار خلال مؤتمر القمة لرؤساء دول مجموعة شرق افريقيا الذي عقد في أروشا بتنزانيا هذا العام. وصرح مسؤولون كبار بوزارة الطاقة في الحكومة الكينية، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم،"لم نتلق أي بيان رسمى. لقد وقعت كل من كينياوأوغندا مذكرة تفاهم لبناء خط أنابيب الممر الشمالى بصورة مشتركة،بعد أن تم صرف النظر عن خط الأنابيب المركزى من هويما عبر كمبالا إلى ميناء مومباسا". كما لم يتم اطلاع شركة تولو،شركة النفط الرائدة فى أفريقيا،والتى لديها مصالح في الاكتشافات التي تمت في شمال غرب كينيا وكذلك أوغندا لم تطلع المؤسسة الصينية الوطنية للنفط البحري (سينوك)، التى تمتلك حصة في حوض ألبرتين، على مشروع خط أنابيب تانجا. وقال باتريك أوباث،المحلل بقطاع النفط ومستشار شركة إدواردو،أنه يجب على الحكومات المضيفة في شرق أفريقيا الاستمرار فى إجراء الإصلاحات التنظيمية والتشريعية للحفاظ على مصالح المستثمرين وجذب لاعبين جدد لقطاع النفط الوليد. وأضاف أوباث "الإصلاحات هى الدافع للاستثمار بما فى ذلك قيام المنظمين بإعطاء الموافقات في الوقت المناسب لهذه الصناعة حتى تصل المشروعات القابلة للتمويل إلى قرار الاستثمار النهائي". وترى الشركة الاستشارية الإدارية للمواد الهيدروكربونية،التى تتخذ من نيروبي مقرا لها،أن كل من شركة تولو، شركة النفط الرائدة فى أفريقيا،وشركة ميرسك للبترول كشركاء مع الحكومة الكينية في جنوب لوكيشار بحاجة إلى لوضع استراتيجية تسليم المشروع للبدء في البناء قبل الانتهاء من التصميم الكامل للمشروع، وذلك بهدف اختصار الوقت للانتهاء من خط أنابيب النفط الخام. وقالت الشركة "يجب على الشركات الشريكة والحكومة الكينية الآن، أن يدرسوا الخدمات اللوجستية لخط أنابيب كينيا لجعل بدء تصدير النفط الخام قابلا للتطبيق تجاريا اعتبارا من عام2020".