"أكذوبة الحجاب" يثير الجدل على السوشيال ميديا.. الكاتب: الحجاب حرية شخصية.. وداعية إسلامي: تكذيب آيات الله تصب في مصلحة الإرهاب.. والإفتاء: فرض.. والإمام الأكبر يكشف معنى "الخمار" في القرآن

على مدار السنوات الماضية، شكل حجاب المرأة حالة من الجدل، حيث اعتبره البعض ليس فرضًا على المسلمة، ضاربين بآيات الله التي تحدثت عن إلزام المرأة البالغة بارتداء الحجاب، سترًا لها، عرض الحائط، وكان آخر هولاء المشككين في فرضية الحجاب، محمد خلاوي، مؤلف كتاب "أكذوبة الحجاب"، الذي حل ضيفًا لبرنامج "وماذا بعد"، على فضائية "LTC"، لطرح دلائله حول إدعائه أن الحجاب مجرد كذبة، تناولها في كتابه الذي آثار الجدل على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" خلال الأيام القليلة الماضية.
- الحجاب حرية شخصية:محمد خلاوي، الكاتب والباحث في الدراسات القرآنية، أعلن أن ملخص كتابه "أكذوبة الحجاب" الصادر مؤخرًا، هو رفض الحجاب مدعيًا أنه ليس فريضة، موضحًا أن الحجاب حرية شخصية، "فمن شأت أن ترتدي الحجاب ترتديه ومن شأت فلتخلعه"- حسبما وصف، مؤكدًا أنه يريد أن يزيل عباءة الدين عن الحجاب حتى لا يصبح شكل من ثوابت الدين.- رفض قراءة القرآن الكريم:ورفض "خلاوي" خلال الحلقة، قراءة الآية ال31 من سورة "النور" التي تتحدث عن الحجاب في كتاب الله: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ"، مدعيًا عدم حفظها، وبعد إلحاح من المذيعة "علا شوشة"، رد قائلًا: "أنا مش عايز أقرأ لأن أنا مش في إمتحان وحفظ القرآن مجرد شكليات".- داعية إسلامي: كاتب "أكذوبة الحجاب" يعمل لصالح الإرهاب:انتقدت المذيعة "خلاوي" لعدم حفظه كتاب الله رغم أنه باحث في الدراسات الإسلامية، الأمر الذي دفعه لقول: "مش لازم عشان اتكلم في الدين أو أكون عالم دين أني أحفظ القرآن.. أنا بتدبر النص القرآني"، مؤكدًا أن سورة "النور" لم يذكربها لفظ الحجاب، بل تضمنت لفظ الخمار، لكن ذلك الحديث كان له ردًا عند الشيخ محمد مفتاح فاضل، الشهير ب 'أبويحيى'، الداعية الإسلامي، الذي كان ضيفًا هو الآخر بذات الحلقة، مؤكدًا أن ما يدعيه الكاتب "خلاوي" يصب في مصلحة الإرهاب المباشر.
- عالم أزهري: صاحب أكذوبة الحجاب يهدد نظام الدولة:لم تخلو الحلقة من مداخلة عالم من علماء الأزهر الشريف، وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، خلال مشاركة هاتفية، يرد من خلالها على مهاجمة "خلاوي" للحجاب، مؤكدًا أن الحجاب من ثوابت الدين الإسلامي، والباحث هو الملتحق بالأزهر الشريف أو وزارة الأوقاف، ويحمل شهادة معترف بها، وغير ذلك يعد جزءً من تهديد الدين لصالح جماعة "الإخوان"، مشيرًا إلى القنوات الفضائية حينما تستضيف من يتحدث عن الدين الإسلامي بغير علم، فذلك معاداة لنظام الدولة، ورغبة في هدومها والوقوف ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبيل الانتخابات الرئاسية.
- رد متواصل من دار الإفتاء:كان لدار الإفتاء المصرية، ردًا مدعومًا بآيات من الذكر الحكيم، على من ينكر فريضة الحجاب، على مدار الثلاث سنوات الماضية، فأكد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الحجاب فرض،وهناك آيات وأحاديث كتيرة تثبت ذلك، موضحًا أن هناك بعض الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي يسعى لترويج فكرة أن الحجاب بعيدًا عن الفريضة.وأضاف "ممدوح" عبر فيديو نشر العام الماضي على الصفحة الرسمية ل"دار الإفتاء" على "فيس بوك"، أن هناك الإجماع قاعدة شرعية، مشيرًا إلى ان كافة العلماء أجمعوا على فرضية الحجاب، مؤكدًا أن الإجماع ينقل الفريضة من الظنية إلى القطعية، وجميع علماء وفقهاء الأمة أكدوا فرضية الحجاب.
لم يكن حديث أمين الفتوى، هو التأكيد الأول من نوعه حول فرضية الحجاب، فخلال عام 2016، أكدت دار الإفتاء أن الشريعة الإسلامية بجميع مصادرها لها موقف واضح وحاسم من فرضية الحجاب، لم يقل بنفيه أحد من المسلمين على مر العصور، مشيرة إلى أن الحجاب من صميم الدين وتكاليف الشريعة التي حملها الله الإنسان دون سائر الكائنات.وأكدت الدار أن الحجاب لم يكن يومًا عادة، وأن الله سيسأل الإنسان عن الحجاب يوم القيامة.اللقاءات التليفزيونية، لم تخلو هي الآخرى من الحديث عن الحجاب، بداية من الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، وصولًا إلى الشيخ الراحل، محمد متولي الشعراوي، مرورًا بالداعية الإسلامي، الدكتور عمر عبد الكافي.- الإمام الأكبر يرد على عدم فرضية الحجاب:ومن جانبه، قال الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم يحتوى على آية خاصة بالحجاب، والقرآن الكريم عبر عن الستار بالحجاب، متابعًا: "القرآن له مصطلحات بعيدة عن المصطلحات المتداولة فيما بيننا، والحجاب في القرآن الكريم هو الخمار، ويعني كل ما يغطي به الشئ"، مستشهدًا بحديث يوصي المؤمن قبل أن ينام: " وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللهِ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا".وأضاف "الطيب" خلال لقاء تليفزيوني سابق، أن الخمار هو غطاء الرأس خصيصًا، والحجاب في التداول المعاصر هو ما يقابله في القرآن الخمار، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة "النور": " وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ"، مؤكدًا أن الخمار "الحجاب" مأمور به في القرآن الكريم.
- إنكار كتاب الله:كما أكد الدكتور عمر عبد الكافي، أن النبي والفقهاء عندما فسروا ما هو الحجاب الإسلامي، في اللغة والقواعد وفي أحكام الشريعة، وأصول الفقه،أشاروا إلى أن الحجاب يجب إلا يصف ملامح الجسم، وإلا يشف ما أسفله، وإلا يكون زينة في نفسه، وإلا يشبه زي الرجل، وإلا يشبه زي الكافرات.وأضاف خلال لقاء سابق له، على فضائية "الشارقة"، أن من أنكر شئ من الدين معلوم بالضرورة، فقد خرج من الملة، ومن أنكر آية من القرآن، فقد أنكر القرآن كله، مشيرًا إلى أن الحجاب من الثواب، ومن ينكر شئ من كتاب الله، فقد أنكر القرآن الكريم.
- متولي الشعراوي: الحجاب فرضوأكد الشيخ الراحل، محمد متولي الشعراوي، في فيديو قديم له، أن الحجاب فريضة يجب أن تلتزم بها المرأة، مستشهدًا بقول الله تعالى في آية "الاحزاب": يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا".