كشف موقع "ذا كونفرسيشن" الأسترالي عن تداعيات سد جيلجل الثالث الإثيوبي، وخطورته على المستويين البشري والبيئي. وتتمتع مرتفعات إثيوبيا بنسبة مرتفعة من الأمطار تستطيع توليد أنهار ضخمة تتدفق الكثير من مياهها صوب أقطار أخرى. وتذهب 70 % من مياه إثيوبيا تقريبا إلى حوض النيل، و14 % إلى بحيرة توركانا في كينيا. وتشيد السدود بهدف رفع مستويات المياه إلى مستويات عالية بهدف توليد الكهرباء. يذكر ان إثيوبيا هي ثاني أكثر الدول الإفريقية تعدادا سكانيا، وتطور إمكانياتها الكهرومائية لتلبية الاحتياج المحلي المتزايد والتصدير كذلك إلى دول الجوار. سد جيلجل جيب III هو أكبر مشروع بمنطقة Gibe cascade ويبلغ ارتفاعه 234 متر وهو الأطول في إفريقيا، ويولد طاقة تبلغ سعتها 1870 ميجاوات، في رقم لا يبتعد كثيرا عن إجمالي الكهرباء التي ولدتها كينيا عام 2015 حيث بلغت حينها 2295. وبدأ بناء سد جيلجل جيب III عام 2006، وجرى تدشينه رسميا في ديسمبر 2016. وبلغت تكلفة المشروع حوالي 1.75 مليار دولار بتمويل من حكومة إثيوبيا وبنك إكسيم الصيني. ومن المقرر أن تغذي خطوط الطاقة للسد الشبكة الوطنية الإثيوبية ثم تمتد صوب الشبكة الجنوبية الإفريقية عبر كينيا. السد المذكور سيساهم بنصف طاقته إلى إثيوبيا نفسها، والباقي إلى دول الجوار، و تحديدا 500 ميجاوات إلى كينيا، و200 ميجاوات إلى جيبوتي، و200 ميجاوات إلى السودان. في البداية، وصف البنك الدولي عملية إسناد المقاولات الخاصة ببناء السد بأنها تفتقد الشفافية، ونبذت الجهات الدولية المانحة تمويل المشروع. وبدأت أعمال البناء بدون الحصول على تصريح من هيئة حماية البيئة الإثيوبية. وبعد ذلك، توالت الشكاوى بشأن التأثيرات البيئية والاجتماعية للسد والتي تتضمن تهجير وتشريد الكثير من السكان الأصليين. الجدل كذلك امتد إلى بحيرة توركانا في وذلك لأن نهر أومو الذي بني عليه سد جيلجل جيب الثالث يعد بمثابة حبلها السري، حيث أن 90 % من التدفقات المائية بالبحيرة تنبع من النهر المذكور. ويعتمد نصف مليون شخص على الأقل على البحيرة التي تعد أكبر بحيرة صحراوية في العالم وتطل على ثلاثة منتزهات تجعل الموقع مزارا تراثيا عالميا. وتقدم مجموعة من أصدقاء البحيرة برفع دعاوى قضائية في محاكم كينية ضد بناء السد لكن جرى تجميدها جميعا،ويفتقد المشروع وجود تقييمات اجتماعية وبيئية ملائمة. بالإضافة إلي ذلك يرتبط السد بمخاوف بيئية كبيرة أولها تدمير الثروة البيئية والسمكية ببحيرة توركانا، واعتراض ماء الري، وزيادة مستويات الملوحة. كما أن الانبعاثات الكيماوية الناجمة من المشروع قد تحدث آثارا سلبية على البحيرة،السد المذكور سيتسبب أيضا في حدوث انخفاض هائل في مستوى مياه بحيرة توركانا. وعندما جرى ملء خزان السد في 2016، تسبب ذلك في انخفاض منسوب البحيرة مترين كاملين. سد جليجل الجيل الرابع التالي في سلسلة سدود منطقة Gibe cascade سيتسبب في انخفاض منسوب البحيرة بنسبة 0.9 مترا أثناء مرحلة ملء خزانه بالمياه.