عندما تلفظ الأرض أجساد أبنائها أحياء ثم تبحث عن جثثهم، وتقتلهم على أرضها وتشرب دماءهم، هنا تحدث المفارقة التي لم تظهر فجأة لكنها تجلت بمقتل ما يزيد على 30 مصريًا في عدة بلاد منها ليبيا، وإيطاليا، وبريطانيا، خلال الأيام الماضية. «حلقة الوصل بين المصريين وريجيني» في تصريح له اليوم الخميس، قال سامح شكري وزير الخارجية المصري، إن هناك من ربط بين هذه الحوادث ومقتل الباحث الإيطالي ريجيني، لكنه يجب الفصل بين هذه الحوادث، وجاء ذلك ردًا على التعليقات التي ربطت بين قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر، وما تلاها من حوادث قتل لمصريين يعيشون في الخارج، خاصة بعد الحصول على جثة المهندس المصري "شريف ميخائيل" محرقًا في بريطانيا، والعثور على جثة المصري محمد باهر صبحي إبراهيم على ملقاة على شريط القطار في مدينة نابولي الايطالية، مساء السبت 30 إبريل، مع وجود مظاهر أولية لضرب على الرأس والفك، كما لقي 16 مواطنًا مصريًا مصرعهم الأسبوع الماضي علي يد عصابات للتهريب في مدينة بني وليد الليبية، كما وقع حادث مقتل المواطن محمد محمود رشدي، الذي اختفى يوم 20 من الشهر الجاري وعثر على جثمانه في اليوم التالي بأحد صناديق النفايات الكبيرة في أمركيا، بالإضافة إلى اختفاء «ريجيني المصري» عادل معوض في إيطاليا، وذلك قبل حادثة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني. «العلاقات الدولية ليس لها علاقة بالعواطف» إثر حادثة مقتل "ميخائيل" في بريطانيا سارعت الخارجية المصرية في طلب معلومات مفصلة حول الحادث – وهو دور منوط بها على كل حال- فيما طالبت عدم التقيد بأسباب «بيروقراطية» قد تؤدي إلى حرمان أسرة المتوفي من المؤازرة والدعم الذي يحتاجون إليه بشدة فى هذه الأوقات العصيبة، وبعد حادث مقتل "إبراهيم" في إيطاليا، أكد وزير الخارجية، أن ما تم تداوله عن التهاب المشاعر الذي أصاب المسؤولين والمواطنين الايطاليين والافتراضات التي تم ترويجها في الصحف حول قصة ريجيني كانت غير حقيقية، معربًا عن سعادته بالمؤتمر الذي عقده مساعد النائب العام الذي عرض مابذلته مصر من جهد في سبيل التوصل إلى الجاني في هذا الحادث وتوفير المستندات، واستقبال المحققين الايطاليين وإرسال المحققين المصريين حتى نستطيع أن نحمي علاقة مصر بايطاليا ولانتركها للانزلاق في إطار العواطف. مؤكدًا: "إننا تألمنا لتألم الايطاليين لملابسات الحادث ونتوقع أن يتعامل شركائنا بالمثل، مؤكدًا الاستمرار في متابعة هذه الأمور". « سرعة التحقيقات .. مطلب جماعي» كرد فعل على مطالب إيطاليا في قضية ريجيني، طالبت مصر بالفعل المقابل حول مقتل مواطنين مصريين في الخارج، ليصل الطرفان غلى مطالبة كل منهما الآخر بالشفافية والسرعة في إجراءات التحقيقات. وفيما يتعلق بقضية "ريجيني" قال زير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلونى ليلة وصول الوفد المصرى إلى روما، "إنْ لم يكن هناك أى تغير فى أسلوب التعاون الذى عرضته مصر بالتحقيق فى قضية مقتل ريجيني، فإن حكومتنا مستعدة للرد بتدابير فورية ملائمة مع إبلاغ البرلمان بالأمر على وجه السرعة"، لتؤكد إيطاليا انها تود مزيدًا من الشفافية في التحقيقات حول الحادث، قبل أن تستدعي سفيرها لدى القاهرة، ماوريتسيو ماسارى للتشاور. وفي ذات السياق جاء موقف سامح شكري وزير الخارجية المصري، حيث قال في تصريح له اليوم الخميس، إن التعامل مع الحوادث الأخيرة يجب أن يكون وفق ما نتوقعه من السلطات في هذه الدول من شفافية واهتمام ومصداقية، داعيًا إلى أن تكون التحقيقات في مقتل عدد من المواطنين المصريين في الخارج شفافة وتحظى باهتمام الدول التي وقعت فيها، موضحًا أن وزارة الخارجية تتابع التحقيقات في هذه الحوادث بشكل حثيث.